يزداد عدد المتقاعدين الألمان الذين يعيشون على مخصصات تقاعدهم خارج البلاد، فقد تجاوز الرقم المليون ونصف المليون، والغريب أن وجهاتهم تخالف التوقعات.
إعلان
يتوقع كثيرون أنّ الوجهة التي يقصدها الألمان المتقاعدون ستكون دولاً يتدنى فيها مستوى المعيشة ليناسب معاشاتهم التقاعدية المنخفضة نسبياً. لكنّ إحصاءات صدرت عن رابطة المتقاعدين الألمان وكشف عنها موقع "تي أونلاين" في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بيّنت أنّ عدد المتقاعدين الألمان الذين يعيشون خارج بلدهم قد ارتفع إلى 1.75 مليون متقاعد موزعين على 150 بلداً. المفاجأة أنّ العدد الأكبر من هؤلاء يعيشون في سويسرا، التي تتميز بمستوى دخل وتكاليف معيشة أكبر من ألمانيا، وهو ما يناقض الاعتقاد الشائع بأنّ المتقاعدين يلجأون إلى دول الدخل المنخفض.
وتفوقت سويسرا باستضافتها لأكثر من 26 ألف متقاعد ألماني، بينما تقاسمت الولايات المتحدة والنمسا المرتبة الثانية، حيث ضمت كل منهما نحو 24300 متقاعد.
وتعزز صندوق معاشات المتقاعدين في ألمانيا بمشاركات العمال والموظفين القادمين من إيطاليا وإسبانيا وتركيا و اليونان ودول يوغوسلافيا السابقة، حيث أضافوا خدماتهم السابقة ودعموا الصندوق بمبالغ تراكمت حتى تقاعدهم. لكن أغلبهم اليوم يعيشون في أوطانهم الأصلية ويتقاضون تقاعدهم من ألمانيا.
وفي وقت سابق، قدرت إحصاءات صادرة عن صندوق معاشات المتقاعدين ونشرها موقع "هاندلزبلات" الألماني أنّ 70 في المائة من رواتب المتقاعدين تحوّل إلى بلدان داخل الاتحاد الأوروبي أو في أوروبا. أما الباقون، ويقدر عددهم بنحو 240 ألفاً، فتحوّل رواتبهم إلى بلدان خارج الاتحاد، من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية وتايلاند والفلبين.
من جانبها، كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار عن جانب آخر من المعلومات، فبلدان مثل تونس ومصر وتركيا تمثل اليوم إغراءً مستمراً يدفع الألمان للسفر إليها، فهم يهربون من أشهر الشتاء الباردة في بلدهم إلى بلدان أكثر دفئاً، ويعيشون هناك في فنادق أو مجمعات فندقية لثلاثة أو أربعة أشهر بتكاليف تقل بكثير عن تكاليف معيشتهم في بلدهم. ويحدث هذا خاصة مع المتقاعدين حين يسافرون مع زوجاتهم أو صديقاتهم المتقاعدات إلى بلدان الإجازة الصيفية ولكن في الشتاء.
م.م/ ي.أ
أفقر المدن في ألمانيا
ألمانيا من الدول الغنية والمتطورة في العالم، لكن ذلك لا يمنع وجود فقراء ومدن فقيرة فيها. في بعض المدن تبدو ظاهرة الفقر واضحة للعيان ويمكن للزائر ملاحظتها فور دخوله المدينة. فما هي المدن الأفقر في ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
المدن والأقضية الأفقر في ألمانيا
ذكر تقرير "فينانز ريبورت كومونال" الأخير الصادر من مؤسسة يبرتيلسمان، أن ميزانيات المدن والأقضية المحلية في ألمانيا ارتفعت بصورة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، لكن الفارق بين المدن الغنية والفقيرة ما زال كبيرا، وذلك بالاعتماد على معدل الدخل ونسبة الضرائب المستقطعة من العاملين. وفيما وصل معدل استقطاع الضرائب في أغنى مدينة وهي ميوينخ إلى 3440 يورو سنويا لكل شخص تراجع إلى 462 يورو فقط في أفقرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Grubitzsch
مدينة فايمار في تورنغن
فايمار هي إحدى المدن المهمة في تاريخ ألمانيا وفيها عاش الأديب الألماني الشهير غوته والشاعر المسرحي شيلر، وفيها تأسست الجمهورية الألمانية الأولى بعد إسقاط الملكية في سنة 1919 وسميت بجمهورية فايمار نسبة إليها. وكانت تعد من أهم المدن الألمانية في القرن العشرين وحتى قدوم النازية. أما اليوم فتعد المدينة من الأفقر في ألمانيا واحتلت المركز 17 في القائمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reichel
كوسيل في راينلاند فالتس
تعد مدينة كوسيل في ولاية راينلاند فالتس أصغر مدينة فيها إدارة محلية كقضاء في ألمانيا ويسكنها نحو 5 آلاف شخص فقط. وهي أفقر مدينة في ولايات جمهورية "ألمانيا الغربية سابقا" وفي المركز 16 في عموم ألمانيا. يدفع سكان المدينة في المعدل نحو 564 يورو من الضرائب سنويا.
صورة من: Imago/Chromeorange
غورليتس في سكسونيا
تعد مدينة غورليتس من المدن التاريخية المهمة في ألمانيا. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وترسيم الحدود وقعت المدينة مباشرة على الحدود مع بولندا. وتوجد في المدينة أكثر من 4000 قطعة وبناية مسجلة ضمن قوائم "المعالم الأثرية الثقافية" في المدينة، ولذلك تضم المدينة أكبر تجمع للإرث الثقافي والعمراني في ألمانيا. أما في قائمة الضرائب فاحتلت المركز الثامن في قائمة المدن الأفقر في ألمانيا.
صورة من: imago/Rainer Weisflog
قضاء غرايفسفالد في مكلينبورغ فوربوميرن
تعد مدينة غرايفسفالد عاصمة قضاء غرايفسفالد بولاية مكلينبورغ فوربوميرن من المدن الشهيرة والقديمة في شمال شرق ألمانيا وتطل مباشرة على بحر البلطيق، وعرفت بمدينة "الرومانسية". وتشتهر المدينة كذلك بإحيائها للكثير من الفعاليات الثقافية والموسيقية لكنها رغم الغناء الثقافي والعلمي تعد فقيرة جدا مقارنة بالمدن الأخرى ولا يدفع سكانها سوى 518 يورو ضرائب في السنة.
صورة من: Fotolia/Thomas Otto
مدينة هاله/ زاله في سكسونيا
تقع مدينة هاله على نهر زاله في ولاية سكسونيا أنهالت ويقطنها أكثر من 230 ألف شخص واشتهرت تاريخيا بمدينة الملح وكانت مركزا لصناعته وتجميعه. وفيها جامعة قديمة شهيرة. ورغم أنها نجت من الحرب العالمية الثانية دون أضرار كبيرة قبعت المدينة في قائمة المدن الفقيرة في ألمانيا ولم يتجاوز معدل استقطاع الضرائب من ضريبة الدخل سوى 513 يورو، وحلت بذلك في المركز السادس في القائمة.
صورة من: Picture-alliance/dpa/H. Schmidt
قضاء ألتينبورغر لاند في تورنغن
المدينة الألمانية الساحرة ألتينبورغ هي عاصمة قضاء ألتينبورغر لاند في ولاية تورنغن وكانت تعد من المدن المهمة في القرون الماضية وفيها الكثير من القلاع القديمة. كما اكتشف فيها ورق اللعب الشهير في القرن التاسع عشر، ويقام فيها مهرجان الملابس الفلكلورية. أما اليوم فتقبع في المركز الثالث بقائمة أفقر المناطق في ألمانيا وبلغ معدل استقطاع الضرائب من رواتب السكان فيها 497 يورو فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
قضاء إرتسغيبيرغس في سكسونيا
جمال الطبيعية والريف الساحر قد يجلب الهدوء والراحة والسرور لكنه لا يجلب المال دائما. فلذلك قبعت منطقة إرتسغيبيرغس الواقعة في ولاية سكسونيا شرق ألمانيا في المركز قبل الأخير في قائمة أفقر المناطق في ألمانيا. معدل استقطاع الضرائب كان فيها 485 يورو فقط سنويا من كل فرد.
صورة من: Martin Roddewig
قضاء مانسفيلد زود هارتس في سكسونيا أنهالت
أيسليبن هي المدينة الثانية في قضاء مانسفيلد زود هارتس ورغم غناها الثقافي والتاريخي كونها المدينة التي ولد ومات فيها مارتن لوثر وفيها أحد أهم معالم الإرث الحضاري العالمي لكنها تعد أفقر منطقة في ألمانيا. ووصل معدل استقطاع الضرائب من العاملين في قضاء مانسفيلد زود هارتس إلى 462 يورو سنويا فقط.