أنوع من الشيكولاته الألمانية والعالمية طيبة المذاق تزدحم بها أجنحة المتاجر المختلفة في ميونيخ ،أكوام من كل نوع وصنف تتراص في أشكال مميزة وجذابة علي الأرفف وفاترينات العرض.

الخبرة وراء التميز

يقف وراء امبراطورية صناعة الشيكولاته في ألمانيا مجموعة من الطهاة وصانعي الحلويات المشهورين ويشهد لهم بالكفاءة. أحدهم هي "سابينا بولي" خبيرة صناعة الشيكولاته التي تمتلك مصنعا صغيرا في " بندورف " ، تقوم فيه بصناعة الشيكولاته بالطريقة اليدوية ،معتمدة علي مهارة العاملين وإتقان الصنعة التي لا تخلو من الابتكار والإبداع، حتي أن كل قطعة تصنعها تعتبر تحفة فنيه في المذاق والشكل.

لا تمانع السيدة بولي في فتح أبواب عالمها لكل فضولي ومحب للحلوي وهي تنظم دورات تعليمية للهواة ومحبي صناعة الشيكولاته ،وتصل تكلفة الدورة الواحدة إلى 90 يورو ،يستطيع المشارك فيها أن يتعلم كل مراحل تصنيع الشيكولاته اليدوية من البداية إلى النهاية وفي نهاية الدورة يحمل معه إلى البيت الكمية التي صنعها .

مفيدة للقلب وضارة للوزن

عن آفاق هذا العالم في ألمانيا تحدثت لنا سابينا بولي بقولها:" إن سر الشيكولاته عرفه القدماء قبل 1500 عام قبل الميلاد عندما اكتشفوا حبوب شجرة الكاكاو التي تنمو في المناطق الاستوائية، ومع تطور الصناعات والابتكارات وصلنا اليوم إلى إمكانية إنتاج آلاف الأنواع من الشيكولاته التي لا يمكن مقاومة مذاقها اللذيذ". وعن الغرام بها من قبل الصغار والكبار تقول :"نعم هي حلوي محببة للكبار والصغار علي السواء، فهي تمنح الشعور بالسعادة والفرح ،كما أنه ثبت صحيا أنها تمنح الطاقة وتخفض ضغط الدم المرتفع وتحسن وظائف الأوعية الدموية وتمنع أكسدة الدهون داخل الجسم، وأيضا تستخدمها النساء في تدليك الجسم نظرا لوجود زيت الكاكاو الذي يجعل الجلد الجاف طريا"، أما عن الخوف من زيادة الوزن فهي تقول: " هناك أنواع غنية بزبدة الكاكاو وهي الدهون المنزوعة من عملية تكرير الشيكولاته التي تخلط بالسكر الأبيض ونكهات وإضافات كاللوز والبندق والجوز وكلها تعمل علي إضافة مزيد من السعرات الحرارية ينتج عنه زيادة في الوزن" .

الابتكار والإبداع سر التفوق

في معرض الشيكولاتة الملحق بمصنع سابينا بولي يمكن التعرف علي أنوع شتي من كل الأحجام والأشكال من الشيكولاته المستديرة والمستطيلة والمثلثة، وكل الأشكال الهندسية الأخري. المصنع بشكل عام يبدو خاليا من الأجهزة المعقدة فهي تقول إن" كل شئ لدينا يتم صناعته يدويا إلا جهاز تسييل الشيكولاته الذي يقوم بتقليبها لمدة 72 ساعة للتوصل إلى سيولة ودرجة لزوجة معينة في درجة حرارة تتراوح بين 41 إلى 45 درجة". وتقوم سابينا باولي والعاملين معها بتغليف كل قطعة بشكل يدوي،أما عن المنافسة القوية في ألمانيا فتقول:" إنها تصدر إنتاجها إلى فرنسا وبلجيكا وهولندا والولايات المتحدة بل أيضا يطلبها الجنود الألمان في أفغانستان". وهي تعتقد أن ابتكارها المتواصل في إضافة النكهات المختلفة إلى الشيكولاته هو السبب الرئيسي في دخولها سوق المنافسة العالمية ،حتي أن هناك نكهات تضاف إلى الشيكولاته التي تباع في فصل الصيف غير النكهات التي تضاف في فصل الشتاء، هذا بالإضافة إلى الإبداع في التصميم والديكور الذي يختلف باختلاف المناسبات التي تطرح فيه الشيكولاته للبيع.

الشركات الألمانية تكمل بعضها

شركات ألمانية عديدة تعمل في مجال صناعة الشيكولاته وكل شركة تختص بعمل جزء ،مثلا شركة "هاشيه" تقوم بتجهيز حبوب الكاكاو وطحنها وتجهيزها علي شكل قوالب أو طحن الحبوب للحصول علي مسحوق الكوكا ومن ثم يتم عصر الحبوب للحصول علي زبدة الكاكاو التي تباع للشركات الأخرى. أما شركة" فيودورا" فقد اشتهرت في ألمانيا والعالم بتغليف منتجاتها في ورق مذهب ،و شركة "فاجنر" التي تصنع كل منتجاتها بشكل يدوي متقن، وهناك أيضا شركة" كرونر لوبيك" المتخصصة في إنتاج شيكولاته اللوز بالسكر. كذلك فان هناك شركات متخصصة في تحلية البندق واللوز وتوضح الخبيرة الألمانية أن الشيكولاته عدة أنواع إما بنية أو داكنة أو بيضاء. فالداكنة تحتوي علي 70% من مسحوق الكاكاو والبنية علي كمية اقل وكمية اكثر من الحليب والبيضاء تحتوي فقط علي زبدة الكاكاو والحليب والسكر وهي كلها تتم بخلط زبدة الكوكا وبودرة الكوكا مع الحليب والسكر.

إقبال من السياح

يعتبر متجر "الكاوفهوف" في قلب مبونبخ أحد أهم المتاجر التي يشتري منها سياح المدينة الشيكولاته خاصة وأنه يحتوي علي قسم كبير مخصص فقط لها ويقول أحد الباعة في القسم:"إن لدينا 1500نوع من الشيكولاته هنا ،ونلبي رغبة السياح المتزايدة في شراء كافة الأنواع ، إن زبائننا من السياح العرب يشترون كميات إضافية من كل الأنواع، أما السياح الأوروبيون والأمريكان فيقبلون علي الشيكولاته التي تحمل أغلفتها صورا للمناطق السياحية في ميونيخ" ، ووفق ما يقول ايضا فإنها تصبح هدايا مميزة ومرغوبة لأصدقائهم عندما يعودون إلى أوطانهم، ويقول إن هناك اكثر من نوع من الأنواع الراقية مختلفة الألوان في المتجر، منها البيضاء والداكنة والبنية المحشوة بسوائل ومكسرات والناشفة والطرية وان كل قضمة منها تمنح الزبون استمتاعا حسيا وروحيا .