1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إنجازات التحالف الحاكم: تطبيع لدور ألمانيا وعودة إلى مسرح السياسية الدولية

لم يمثل وصول الحزب الإشتراكي الديمقراطي وحليفه حزب الخضر إلى سدة الحكم في ألمانيا في عام 1998 تغييراً سياسياَ فقط، بل أنه أنذر بتغيير في هيكلة المجتمع الألماني أدى مزيد من انفتاحه و ساهم في "تطبيع" دور ألمانيا دوليأً.

تغيرات عديدة طرأت على ألمانيا تحت حكم الخضر والحمرصورة من: AP

بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية في عام 1998 وما نتج عنها من وصول لتحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر ( التحالف الأحمر الأخضر) إلى سدة الحكم، ساد إجماع عام بين المراقبين للمشهد السياسي الألماني على أن هذا الحدث ينذر بانتهاء حقبة سياسية طويلة هيمنت فيها شخصية المستشار السابق هيلموت كول، ورئيس الإتحاد المسيحي الديمقراطي، على توجهات السياسية الألمانية وعملية صناعة القرار السياسي. ولم يكتف المراقبون بالإشارة إلى استلام جيل جديد لمقاليد السلطة في ألمانيا، وهو الجيل الذي قاد حركة التمرد الطلابية المناهضة للتعاطي التجميلي مع وقائع الحقبة النازية في آواخر الستينات، بل شددوا على أن البرنامج السياسي والإصلاحي الذي تنوي تطبيقه هذه الحكومة سيؤدي إلى تغييرات جذرية في هيكلة المجتمع الألماني.

عودة إلى حلبة السياسية الدولية

مجال السياسية الخارجية شهد الـتغيير الأسرع الذي فرضته معطيات السياسة الدولية والذي تمثل في مشاركة جنود ألمان في حرب لأول مرة منذ نشأة جمهورية ألمانيا الإتحادية. وجاءت هذه المشاركة في حرب كوسوفو لتضع التحالف الجديد أمام إختبار صعب، نظرا لخصوصية التاريخ الألماني، ورفض الأغلبية الساحقة للألمان لكل مظاهر "عسكرة" السياسة، وما زاد الطين بله في هذا الإطار هو إلتزام حزب الخضر بمبدأ المسالمة. وفي السياق ذاته نجح المستشار شرودر في فرض رؤيته السياسية الخاصة على عملية صناعة القرار السياسي الألماني. هذه "الشخصنة" الجديدة من نوعها ظهرت بصورة جلية حين رفض شرودر، الساعي إلى دور ألماني أكبر وأكثر فاعلية في حلبة السياسية الدولية رغم إدراكه التام لحقائق واستحقاقات التاريخ الألماني، الحرب على العراق بصورة قاطعة منذراً بولادة سياسية ألمانية خارجية مستقلة عن وصاية "الأخ الأمريكي الأكبر".

تغيير في رؤية الأحزاب

مؤتمر صحفي للأحزاب المحافظةصورة من: AP

استقراء المعطيات السياسية والاجتماعية يشير بشكل لا لبس فيه إلى تغييرات جذرية في رؤية الأحزاب والقوى السياسية الألمانية وتعاطيها مع الواقع في السنوات السبع الأخيرة، فأحزاب المعارضة المسيحية قبلت أخيراً حقيقة أن ألمانيا بلد "مستقبل للمهاجرين"، وذلك بعد أن رفضت الإعتراف بذلك أكثر من ثلاثة عقود. كما أنها ستبقي على "ضريبة حماية البيئة" التي حاربتها بصورة شرسة، في حالة فوزها بالإنتخابات القادمة، وهو دليل واضح على تغيير في نهجها البيئي.

صورة من: AP

وفيما يتعلق بحزب الخضر الذي يعتبر نفسه حزباً يتجاوز في أطروحاته السياسية قيم ومفاهيم القومية، ويرفض البنية الهرمية للأحزاب الأخرى، فإنه اضطر إلى التجاوب البراغماتية مع إملاءات اللعبة السياسية. فعلى الرغم من أن هويته تميل إلى الدفاع عن القيم المثالية مثل حماية حقوق الإنسان والمشاركة الديمقراطية الخالية من النمطية والهيمنة، والمحافظة على سلامة البيئة، إلا أن واقع المعادلات السياسية اضطره إلى الموافقة على المشاركة في حرب كوسوفو، والقوات الدولية في أفغانستان، علاوة على تشدد قوانين مكافحة الإرهاب على حساب حقوق المواطنة والحريات الفردية.

الألمان "شعب طبيعي"

ألمانيا بلد الأفكار

من الصعب القول أن جرأة غيرهارد شرودر تنسجم مع تصريحات كان أدلى بها بعد مجيئه إلى السلطة في عام 1998. فقد قال إن على ألمانيا أن تتخلى عن "تواضعها الناتج عن الماضي النازي البشع"، كما أن عليها أن تسعى وراء مصالحها كـ"أمة طبيعية". وعلى الرغم من أن نقاد سياسة شرودر يشيرون إلا أن سياسته الخارجية تفتقر إلى التكامل وأنها أضرت بشكل خطير بعلاقات ألمانيا مع الولايات المتحدة عبر "دبلوماسية مكبر الصوت" التي تبناها خلال فترة الحرب على العراق، إلا أنها تحظى بتأييد غالبية الألمان الذين يفضلون المحور الفرنسي-الألماني، ويشككون في نجاعة وحكمة السياسية الأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW