إندونيسيا- مقتل العشرات في أحداث شغب بمباراة لكرة القدم
٢ أكتوبر ٢٠٢٢
في واحدة من اكثر الحوادث الرياضية مأساوية، لقي نحو 174 شخصاً حتفهم بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لفض أحداث شغب أعقبت مباراة لكرة القدم في الدوري الإندونيسي. فتحت السلطات تحقيقاً فيما أعرب رئيس البلاد عن أسفه.
إعلان
قال إميل دارداك نائب حاكم مقاطعة جاوة الشرقية لوسائل إعلام محلية اليوم الأحد (الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2022) إن عدد قتلى حادث التدافع الذي وقع في مباراة لكرة القدم في مالانج وصل إلى 174 قتيلاً. وذلك بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لفض أحداث شغب أعقبت مباراة لكرة القدم في دوري الدرجة الأولى الإندونيسي في مقاطعة جاوة الشرقية مساء السبت (الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2022)، في واحدة من أسوأ الحوادث التي تشهدها الاستادات على مستوى العالم.
قُتلوا اختناقاً
وقال قائد شرطة المقاطعة، نيكو أفينتا، إن معظم الضحايا لاقوا حتفهم جراء نقص الأكسجين خلال تدافع بعدما اقتحم المشجعون الملعب في استاد كانجوروهان حيث خسر الفريق المضيف أريما مالانج 2-3 أمام بيرسيبايا سورابايا منافسه في جاوة الشرقية ليلة السبت.
وتابع أفينتا خلال مؤتمر صحفي قائلا: "نأسف ونشجب المأساة". وقال إنه كان هناك عدد قليل من مشجعي فريق بيرسيبايا الذين منعوا من حضور المباراة بسبب المنافسة الشرسة بين الفريقين في دوري الدرجة الأولى بالبلاد. وأضاف: "اقترحنا أن يحضر المباراة جماهير أريما فقط" . وأوضح أفينتا أن ضابطي شرطة كانا من بين القتلى.
وكان ويدجانتو ويدجويو مسؤول الصحة في مالانج قد ذكر في وقت سابق أن عدد القتلى بلغ 129 شخصاً، وذلك بناء على المعلومات التي تم جمعها من المستشفيات في المدينة. وقال "سنخصص مركز اتصال لتوفير المعلومات للعائلات التي تبحث عن أحبائها".
تعليق المباريات
وأعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في أعقاب الحادث تعليق جميع مباريات البطولة المتبقية لمدة أسبوع ، مشيراً إلى إن نادي أريما لن يستضيف أي مباريات أخرى في بقية الموسم.
وذكر الاتحاد الاندونيسي في بيان أنه تم تشكيل فريق للتحقيق في الحادث. وقال محمد إرياوان رئيس الاتحاد الاندونيسي لكرة القدم: "نأسف لما قام به مشجعو فريق أريما في استاد كانجوروهان". وأضاف: "نقدم تعازينا والاعتذار لذوي الضحايا وكافة الأطراف على الحادث".
وقال أفينتا، قائد الشرطة، إن أفراد الأمن اتبعوا الإجراءات عندما أطلقوا الغاز المسيل للدموع بعد أن اجتاح الملعب حوالي 3 آلاف مشجع. وتابع "لو كان المشجعون قد اتبعوا التعليمات، ما كان لهذا الحادث أن يقع".
وأضاف: "ربما يكون الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم أهمل في عدم إبلاغ الشرطة بأن الإجراءات الأمنية في مباريات كرة قدم ليست هي المعمول بها في المظاهرات".
وتحظر لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للسلامة والأمن في الملاعب على أفراد الأمن استخدام الغاز والأسلحة النارية للتحكم في الحشود في الملاعب.
وقال شهود عيان إن المشجعين لم يهاجموا مشجعي الفريق المنافس. ولكنهم كانوا يظهرون امتعاضهم من اللاعبين والمسؤولين عندما غادروا الملعب.
وطالب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بفتح تحقيق في الحادث. وقال في بيان "أود أن أعبر عن تعازينا في وفاة 129 من مواطنينا في مأساة كرة القدم في كانجوروهان". وأعرب ويدودو عن أسفه بشأن هذه المأساة، آملا أن تكون الأخيرة.
ع.ح./ع.غ. (د ب أ)
في صور.. حوادث تدافع حولت احتفالات إلى فواجع
تذهب الجماهير إلى فعاليات موسيقية أو رياضية أو حتى دينية على أمل الترويح عن النفس، غير أنه أحيانا تنقلب الأمور إلى ضدها ويتحول الاحتفال إلى مأساة بسبب حوادث التدافع. في صور: حوادث مؤلمة وأحدثها بالجزائر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
الجزائر.. رحيل مرددي أغنية "الحرية"
جاؤا ليفرحوا ويرددوا أغنية "الحرية"، التي أهداها لهم ابن بلدهم، نجم الراب الجزائري المقيم في فرنسا سولكينغ، فحدث تدافع ووقعت المأساة في ملعب "20 غشت" ببلدية بلوزداد بالجزائر مساء الخميس (22 أغسطس/ آب 2019). كان المعلب يستعد لحفلة سولكينغ وكانت هناك جماهير غفيرة وطوابير وحواجز، وقبل انطلاق الحفل بساعة وقع تدافع عند أحد المداخل فقتلت فتاتان وثلاثة فتيان وجرح 100 آخرون على الأقل، حسب الدفاع المدني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Guidoum
ألمانيا.. مأساة المشاركين في "مسيرة الحب"
التدافع لا يقتصر على البلدان النامية، فدولة مثل ألمانيا شهدت تدافعا أدى إلى مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين. وقعت الكارثة في دويسبورغ في 24 يوليو/ تموز 2010، أثناء ما تعرف بـ"مسيرة الحب"، وهي مسيرة لعشاق "موسيقى التكنو" كانت تقام سنويا منذ 1989، وبلغ عدد المشاركين فيها عام 1999 نحو 1.5 مليون شخص. لكن بعد بعد كارثة دويسبورغ تم إلغاء المسيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/E. Wiffers
بيرو تشهد أكبر تدافع في ملاعب الكرة
غير أن أعداد القتلى في التدافع في ملاعب الكرة أكبر منها في الحفلات الموسيقية. وكانت ليما عاصمة بيرو قد شهدت في 24 مايو/ أيار 1964 أكبر مأساة لجماهير الكرة حتى الآن. فقبيل نهاية مباراة بيرو والأرجنتين في التصفيات المؤهلة لدورة طوكيو الاولمبية نزلت الجماهير أرض الملعب وردت الشرطة بقنابل الغاز فوقع ذعر وتدافع أدى إلى مقتل نحو 350 شخصا وإصابة ما بين 500 و1000 شخص.
صورة من: Imago Images/United Archives International
مصر.. كارثتان لن تنساهما جماهير الكرة
شهد ملعب بورسعيد أسوأ كارثة في تاريخ الكرة المصرية. ففي الأول من فبراير/ شباط 2012 اقتحمت جماهير نادي المصري البوسعيدي الملعب واعتدت على جماهير النادي الأهلي، فوقع تدافع أدى إلى مقتل 72 من الشباب المصري، معظمهم من جماهير الأهلي. وبعدها بنحو أربعة أعوام (8 مارس/ آذار 2015) وقع تدافع بملعب الدفاع الجوي بالقاهرة بين جماهير الزمالك قبل مباراة الزمالك وإنبي بالدوري المصري فقتل 22 من مشجعي الزمالك.
صورة من: Reuters
منى.. عندما تحولت ملابس الإحرام إلى أكفان
التدافع لا يقتصر على الحفلات والمباريات فالتجمعات الدينية تشهد حوادث أيضا. فأثناء مناسك الحج وقع تدافع في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2015 في مشعر منى، هو الأسوأ في التاريخ الحديث للحج. وصحيح أن السعودية ذكرت بعدها بيومين أن عدد القتلى 769 على الأقل، غير أن وكالة فرانس برس أحصت 1753 قتيلا أغلبهم من إيران ومصر ونيجيريا وإندوسيا، وفقا لأرقام نشرتها 31 دولة عن مواطنيها المفقودين في تلك الكارثة.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
الحجاج الهندوس ضحايا للتدافع أيضا
الحج الهندوسي على نهر الغانغ كل 12 عاما والمسمى "كومبه ميلا" هو أكبر تجمع ديني في العالم فقد حضره مثلا 25 مليون شخص عام 2001. واتساع المكان لا يجعل للتدافع أثرا كبيرا غير أنه في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 حدث تدافع في احتفال ديني هندوسي بمعبد راتانغر بوسط الهند أودي بحياة 90 شخصا على الأقل، وفقا للشرطة الهندية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Armangue
غالبا ما تمر الأمور بسلام
لحسن الحظ تنتهي معظم الفعاليات الدينية والفنية والرياضية كالحفلات الموسيقية أو مباريات كرة القدم بدون حوادث مؤذية، رغم حضور جماهيري كبير قد يصل لعشرات الآلاف. فتستمع الجماهير بنجومها المفضلين ويعودون إلى منازلهم تغمرهم السعادة ويملاهم الحماس، مثلما هو الحال هنا في حفلة بمدينة دارمشتات الألمانية. إعداد: صلاح شرارة