رغم الأهوال والمصاعب، لايزال الآلاف من اللاجئين من دول إفريقية وسوريا يجوبون البحار طلبا للوصول إلى أوروبا. البحرية الإيطالية قالت إنها أنقذت حوالي ستة آلاف لاجئ في ثلاثة أيام، بينما أعلنت تونس إنقاذ مائة بينهم رضيعان.
إعلان
قال متحدث باسم وزارة الدفاع التونسية إن قوات خفر السواحل أنقذت 98 مهاجرا بينهم رضيعان اليوم الاثنين (13 نيسان/ أبريل 2015) كانوا على متن زورق مطاطي في عرض البحر قبالة سواحل مدينة جرجيس جنوب البلاد. وأضاف المتحدث بلحسن الوسلاتي أن البحرية التونسية أنقذت 98 مهاجرا من جنسيات أفريقية خارج المياه الإقليمية التونسية كانوا انطلقوا عبر زورق مطاطي من السواحل الليبية، في طريقهم إلى السواحل الإيطالية.
وأوضح الوسلاتي أن سلاح البحرية التونسية تدخل لإجلاء المهاجرين بعد تلقيه نداء استغاثة إثر تعطل محرك الزورق بسبب تسرب المياه إليه. وأشار الوسلاتي لوكالة الأنباء التونسية إلى أنه كان على متن الزورق 64 نيجيريا و14 غينيا و13 سنغاليا إلى جانب أشخاص آخرين من سيراليون وليبيا وكوت ديفوار وغينيا والسودان إضافة إلى رضيعين و8 نساء.
في غضون ذلك قال خفر السواحل الايطالي اليوم الاثنين إن 5629 مهاجرا بشكل غير شرعي أُنقذوا من 22 سفينة مختلفة على مدى ثلاثة أيام بين 10 و12 نيسان/ أبريل الجاري. وشاركت في عملية الإنقاذ سفن وطائرات من خفر السواحل الإيطالي والبحرية الإيطالية إضافة إلى سفن تجارية وزورق دورية آيسلندي مخصص لعملية تريتون لحماية حدود الاتحاد الأوروبي.
سياسة اللجوء الأوروبية..بين النظرية والتطبيق
مع كل كارثة تقع عند أبواب أوروبا تتصاعد الانتقادات لسياسة واللجوء المشتركة للاتحاد الأوروبي وتتهم بالفشل. في هذه الجولة المصورة نتطرق إلى أهم معايير وقواعد سياسة الهجرة الأوروبية، وعلاقتها بالتطبيق العملي.
صورة من: Reuters
بين الخوف والأمل
بسبب الحروب الأهلية أو الاضطهاد أو ظروف العمل والحياة السيئة يبحث الناس عن الحماية بعيدا عن مسقط رأسهم. وينزح كثيرون منهم داخل أوطانهم أو إلى البلاد المجاورة. والبعض يأتي إلى دول الاتحاد الأوروبي. حاجتهم كبيرة لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم من أجل مستقبل أفضل. والصورة هنا لأطفال سوريين في مخيم اليرموك بدمشق.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
عدد المهاجرين بلغ رقما قياسيا
يصل المهاجرون إلى السواحل الإيطالية بأعداد متزايدة بلغت مؤخرا رقما قياسيا لم يسبق له مثيل. فمنذ بداية العام الجاري فقط وصل 68 ألف شخصا أو أنقذتهم البحرية، وفقا للأرقام الرسمية. ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد في الأسابيع المقبلة لأن البحر المتوسط هاديء حاليا بشكل خاص.
صورة من: picture alliance/dpa
في انتظار التوافق الأوروبي
بعد كل حادثة كبيرة لغرق قارب مهاجرين يطالب السياسيون في الاتحاد الأوروبي بوضع نهاية لاستغلال عصابات التهريب أو بتوفير حماية أفضل للحدود الخارجية الأوروبية من خلال تقنية أحدث، لكن يغيب حتى الآن الاتفاق حول سياسة منح اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي. وهذا يعطي الانطباع أن دول الاتحاد الـ 28 لا تثق في بعضها البعض، على حساب من يحتاجون للمساعدة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
اللجوء حق إنساني ولكن..
ينص الإعلان العام لحقوق الإنسان على أن كل شخص مضطهد في بلده له الحق في الحصول على اللجوء في بلاد أخرى. وأقر الاتحاد الأوروبي بعد سنوات طويلة من الخلاف نظاما عاما أوروبيا للجوء. ويفترض في هذا النظام أن يتضمن معايير متشابهة في أوروبا كلها لتحقيق إجراءات عادلة وتضامن لاستقبال من يبحثون عن الحماية داخل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
صعوبة الحصول على وضع لاجىء
في عام 2013 قدم حوالي 430 ألف طلب للجوء داخل الاتحاد الأوروبي، رقم كبير لم يحدث منذ عام 1992. وجرى رفض 65 في المائة من الطلبات المقدمة وحصل 15 في المائة فقط من المتقدمين على وضعية لاجئ. أما ال20 في المائة الآخرون فقد حصلوا على إقامة مؤقتة فقط في الاتحاد الأوروبي.
عدم كفاية إمكانيات دول الإستقبال
يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد توازن بين الأمن الداخلي والواجب الإنساني، لأن موجات المهاجرين تتدفق على دول قليلة لا يمكنها وحدها استيعاب ذلك، أو مراقبة وحماية الحدود الخارجية الأوروبية. لذلك تحصل تلك الدول على دعم بشري وتقني من جهاز حماية الحدود الأوروبية فرونتيكس، الذي تواجه عملياته انتقادات حادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعض الأبواب موصدة
ويتبع جهاز فرونتيكس في عملة أوامر سلطات الدولة التي يعمل بها. وتحوم الشكوك حول فرونتيكس بأنه بناء على أوامر السلطات المحلية يقوم بصد القوارب المملوءة بالمهاجرين وردها إلى المياه الدولية أو لا ينقذ النازحين اللذين يتعرضون للغرق.
صورة من: picture-alliance/Milestone Media
إختلاف المعايير من بلد لآخر
تختلف قوانين استقبال وإيواء النازحين من بلد إلى آخر. وفي بعض الدول يتم اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. كما أن شروط اعتبار شخص ما نازحا من عدمه تتوقف على الدولة التي قدم فيها طلب اللجوء. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى ضبط معايير حقوق النازحين وظروف الحياة والعمل.
صورة من: MSF
غياب التوزيع العادل للمهاجرين
وقد أنشئ مؤخرا مكتب دعم لشؤون اللجوء ومقره مالطا. ذلك البلد الذي كثيرا ما يتعرض لانتقادات بعجزه في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين. ففي الربع الأخير فقط من عام 2013 تم تسجيل حوالي 300 طلب لجوء في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة. وبالنسبة لعدد السكان فهذا الرقم هو ثاني أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي بعد السويد.
صورة من: Ben Borg Cardona/AFP/Getty Images
اللجوء للقضاء الأوروبي
تعرضت مالطا وإيطاليا واليونان في الماضي مرارا لعقوبات مالية بسبب سوء حالة أماكن إقامة الباحثين عن الحماية واللجوء. وبإمكان أي شخص تعرض لانتهاكات لحقوقه الإنسانية أن يقدم شكوى ضد البلد المعني أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
طلبات اللجوء: سوريا الأولى
بلغ عدد طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الاتحاد الأوروبي 50 ألف طلب في عام 2013 (هنا الصورة لسوريين في بلغاريا). وهي بهذا البلد الأول الذي يأتي منه طلبات لجوء إلى أوروبا. وتحل روسيا المرتبة الثانية بعدد 41 ألف طلب لجوء وأفغانستان في المرتبة الثالثة بـ 26 ألف طلب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
البقاء أطول من المسموح به
في العام الماضي فر 41 ألف شخص من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبإمكان الروس الذين يحصلون على تأشيرة التحرك بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي. لكن كثيرا منهم لا يعودون إلى روسيا بعد انتهاء مدة التأشيرة وإنما يقومون بتقديم طلبات لجوء بسبب اضطهادهم سياسيا أو تعرضهم للتعذيب مثلا.
صورة من: picture alliance/Itar-Tass
تواصل الانتقادات والمعاناة
يبدو أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتم تفعيل النظام الأوروبي الموحد لمعايير حماية النازحين. علاوة على ذلك تنتقد منظمات حقوق الإنسان مواصلة اعتقال طالبي اللجوء وتسريع الإجراءات في إبعاد الباحثين عن الحماية، رغم التأكد من أنهم لن يكونوا آمنين في بلدانهم الأصلية.
صورة من: Reuters
13 صورة1 | 13
ويخشى أيضا من أن تسعة أشخاص لقوا حتفهم عندما انقلب قارب مكتظ بالمهاجرين قبالة سواحل ليبيا بعد أسبوع آخر مرهق لخدمات الإنقاذ البحري التي تعمل قبالة سواحل شمال إفريقيا. ويُقدر أن 3500 شخص لاقوا حتفهم غرقا وأن 170 ألفا آخرين وصلوا إيطاليا مع تفاقم أزمة اللاجئين باستمرار عدم الاستقرار في ليبيا التي تمثل نقطة انطلاق معظم القوارب التي تحاول العبور إلى جزيرة صقلية الايطالية.
وزاد في الأسابيع الأخيرة عدد القوارب التي تقل مهاجرين وتسعى للوصول إلى سواحل دول الاتحاد الأوروبي قدوما من إفريقيا بعد أن أصبح عبور البحر المتوسط أكثر أمنا في ظل طقس ربيعي لطيف. وفي شباط/ فبراير غرق أكثر من 300 شخص حين حاولوا عبور البحر في طقس بارد وبحر مضطرب.