إنها "حرية تعبير".. لا عقوبات" على المانشافت بعد انتقاده قطر
٢٦ مارس ٢٠٢١
واصل الاتحاد الدولي لكرة القدم نهجه الجديد في غض الطرف عن معاقبة الرسائل السياسية القادمة من الملاعب. فبعد المنتخب السويدي يبعث المنتخب الألماني رسالة لقطر يحثه فيها على ضمان حقوق الإنسان.
رسالة اعتبرت أنها موجهة لقطر البلد المنظم لنهائيات كأس العالمصورة من: Tobias Schwarz/dpa/picture alliance
واصطف اللاعبون الــ11 في التشكيلة الأساسية للمنتخب الألماني مرتدين قمصان شكلت الأحرف الــ11 لعبارة "حقوق الإنسان" باللغة الإنجليزية، وذلك في رسالة تردد أنها موجهة إلى قطر التي واجهت انتقادات تتعلق بمعاملة العمال المهاجرين، البلاد التي تستعد لاحتضان كأس العالم 2022.
وكشف فيفا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه "يؤمن بحرية التعبير، وبقوة كرة القدم للخير. فيفا لن يتخذ إجراءات تأديبية بشأن هذا الموقف".
وأبان فيفا على موقف مماثل تجاه المنتخب السويدي الذي قاموا بذات الشيء أول أمس، فوضعوا على قمصانهم عبارة "حقوق الإنسان - داخل الملعب وخارجه" قبيل مباراة الفريق أمام منتخب جبل طارق.
توجه جديد إذا يبديه الاتحاد الدولي لكرة القدم إذاً، مبدياً تسامحا تجاه التعبير عن الآراء السياسية، وذلك عكس ما كان في السابق، حيث تمسك الاتحاد دائما بمبدأ رفض "إقحام الرياضة في السياسة".
إلا أن هذا التوجه لم يكن وليد تصفيات كأس العالم، وإنما بدء مع تفاعل اللاعبين مع الاحتجاجات ضد التمييز العنصري على خلفية مقتل جورج فلويد، فجثموا على الركبة تعبيرا منهم على مساندة الاحتجاجات. لم يصدر الاتحاد الدولي أي عقوبات بهذا الشأن.
غالبية الألمان تدعو للمقاطعة
من جهته كشف ليون غوريتسكا لاعب خط وسط المنتخب الألماني في تصريحات لقناة "آر.تي.إل" التليفزيونية "تحدثنا حول هذا الأمر في الفريق. أمامنا بطولة كأس العالم وهناك الكثير من المناقشات بشأنها. ونرغب في أن نظهر للمجتمع أننا لا نتجاهل الأمر".
من جانبه، وصف يوآخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني ما قام به اللاعبون "إشارة جيّدة للغاية ومهمة"، موضحا أنه كان على دراية بالخطة لكنه ليس هو من اقترحها. وأضاف لوف :"كانت ببساطة مجرد إشارة أولى من الفريق على أننا ندافع عن حقوق الإنسان، في أي مكان في العالم، فهذه هي قيمنا".
يذكر أن هذا التحرك تزامن مع انطلاق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم الموافق للـ25 من هذا الشهر. وفي هذا اليوم كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الإلكتروني عن نتائج استطلاع للرأي، أعرب فيه 54 بالمائة من المستطلعة آراءهم عن رغبتهم في أن يقوم المانشافت بمقاطعة البطولة المقامة في قطر، مقابل 11 بالمائة رفضوا ذلك. كما اعتبر 81 بالمائة أن على الإتحاد الألماني أن يرفع صوته عاليا ضد انتهاكات محتملة قامت بها قطر مقابل تسعة بالمائة يطالبون بردّ فعل متحفظ. وعند السؤال ما إذا كان الوضع الحقوقي سيتحسن في الإمارة الخليجية قال 65 بالمائة أن ذلك لن يغير في الأمر شيء، مقابل 4 بالمائة أجابوا بنعم و6 بالمائة بـ"لا أعرف". وتبقى هذه الأرقام عنوانا لمزاج الشارع الألماني حول أكثر البطولات إثارة للجدل داخل البلاد إلى غاية اللحظة.
العفو الدولية تجدد المطالب
يذكر أن منظمة العفو الدولية دعت الاتحاد الدولي الاثنين الماضي للضغط على الدوحة في سبيل تحسين أوضاع العمال الوافدين إلى البلاد. وأشارت المنظمة في بيان أن إلى "الإصلاحات الإيجابية" التي قامت بها قطر، لكنها أشارت إلى أن تنفيذها "لا يتم بشكل صحيح في كثير من الأحيان".
وفي رسالة من أربع صفحات إلى جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، طالبت العفو الدولية المنظمة باتخاذ "إجراءات عاجلة وملموسة" للضغط على الدولة المنظمة للنهائيات المرتقبة، لتقديم برنامج لإصلاحات العمل قبل انطلاق البطولة.
وبصفته الجهة المسؤولة على إقامة مونديال، فإن على الفيفا واجب الحد من الخطر على حقوق الإنسان، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
وقطر قامت بمجموعة إصلاحات بما فيها تخفيف القواعد الصارمة المتعلقة بمغادرة البلاد. كما دخل التشريع الذي يضع حدّاً أدنى للأجور حيز التنفيذ كجزء من التغييرات الرئيسية في سوق العمل في الدولة الخليجية.
ووضع حدّ أدنى للأجور يبلغ 1000 ريال قطري (حوالي 275 دولارا) لكل من القطريين والوافدين، لتصبح بذلك أول دولة في المنطقة تتبنى حدّاً أدنى غير تمييزي للأجور.
ومع ذلك ومن وجهة نظر الجهات الحقوقية لا يزال الكثير مما يجب القيام به، خاصة فيما يتعلق بظروف العمل،في ظل نسب وفيات مرتفعة بين العاملين داخل منشآت المونديال.
وكانت هناك دعوات للمقاطعة مؤخرًا لكن منظمة العفو قالت إنها تعارض هذه الدعوات لأن المقاطعة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع مرة أخرى.
و.ب/ خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
السياسة وكرة القدم .. زواج مستمر رغم دعوات الطلاق!
كثيراً ما يتداخل السياسي في الرياضي داخل المستطيل الأخضر.. هذه هي أبرز الأحداث التي امتزج فيها الاثنان رغم محاولات الفصل بينهما.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/M. Llop
انفانتينو في سوتشي
خلال جولة مطلع الشهر الماضي في سوتشي للاطلاع على ما أنجزته روسيا استعداداً لكأس العالم، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جاني انفانتينو للرئيس الروسي: "بإمكانكم أن تجعلوها النسخة الأفضل في تاريخ المونديال"، ورد بوتين بمطالبة اللاعبين أن يقدموا "كرة قدم خالصة". لم يتضح مقصد الرئيس المضيف إذا ما كان يخشى حضور السياسة في ملاعب بلاده أم لا. لكن إن كان ذلك ما يعنيه فهل هي مخاوف حقيقية؟
صورة من: picture-alliance/Russian Look/Kremlin Pool
الأرجنتين تعتذر عن لقاء إسرائيل في القدس
وجد النداء الذي وجهه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استجابة، وألغيت المباراة الودية الأخيرة التي كانت مقررة بين الأرجنتين وإسرائيل. أن تكون القدس مكاناً للقاء على العشب الأخضر فهذا اعتراف جديد بكونها عاصمة وليست أرضاً محتلة، وفق ما تقول الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية، فيما يرد المسئولون الإسرائيليون بإعلان أسفهم لنجاح خطابات الكراهية في مسعاها.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Bader
علم إسرائيل
أثار علم إسرائيل أزمة أيضاً، حين رفعه المدافع الغاني جون بيتسيل بعد انتصار منتخب بلاده على نظيره التشيكي. وأدت موجة الانتقادات للخطوة إلى اعتذار الاتحاد الغاني لكرة القدم عن الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
أبو تريكة.. يتعاطف مع غزة
أوجد لاعب النادي الأهلي المصري محمد أبو تريكة لنفسه مكاناً خاصاً في قلوب الكثير من العرب بعد لقطة رفع فيها قميص منتخب بلاده لتظهر تحته عبارة "تعاطفا مع غزة" خلال احتفاله بهدفه في مرمى السودان في بطولة الأمم الأفريقية عام 2008، نال حينها بطاقة صفراء لكنه حصد شعبية كبيرة لتعبيره عن تضامنه مع أهالي القطاع في مواجهة الحصار المفروض عليهم.
صورة من: Twitter/ Yasser Ashour
أزمة مباراة مصر والجزائر في أم درمان
دخلت الاشتباكات بين جمهوري مصر والجزائر في مباراة التأهل إلى كأس العالم بالبلدين إلى مرحلة غير مسبوقة من التوتر والتراشق الإعلامي. انتقل العنف والسباب من ملعب أم درمان إلى شاشات التلفاز وأمام مبنى السفارة الجزائرية في القاهرة، لاحقاً اتهم كثيرون الإعلام الحكومي المصري بالتخطيط للأمر.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
بي ان سبورت وأزمة بث المباريات
تيقن الجمهور السعودي من أنه لن يشاهد مباريات منتخب بلاده في المونديال بعد فشل مفاوضات إبرام صفقة مع شبكة بي ان سبورت القطرية، يحصل التلفزيون السعودي بمقتضاها على حق إذاعة مباريات منتخب المملكة، ونظراً للمقاطعة بين قطر والسعودية، توسطت فيفا بينهما، لكن المساعي فشلت في النهاية. السياسة تحرم الجمهور من التمتع بالساحرة المستديرة.
صورة من: picture alliance/sampics/C. Pahnke
صورة تميم في "خليجي 23 "
كانت الأزمة الخليجية فرصة أخرى لظهور السياسة في الملاعب، فبطولة خليجي 23 كانت مهددة بالإلغاء إن أُقيمت في قطر، لكن عودة النشاط الرياضي للكويت كان طوق نجاة فيما سيطر الشحن المتبادل على أجواء البطولة. انتشرت صورة للاعب حسن الهيدوسي يرتدي قميصاً رسم عليه وجه أمير قطر انتشار النار في الهشيم وتواترت أنباء وقتها عن انسحاب المنتخب السعودي نفاها لاحقاً رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ.
صورة من: Reuters/I. Al Omari
الألتراس في مصر.. ملاحقات لا تتوقف
وفي مصر أيضا تحولت رابطتا تشجيع الفريقين البارزين "الأهلي" و"الزمالك" إلى مجموعات تخشاها السلطة وتلقي القبض على المنتمين لها وتدخل في مفاوضات مع قياداتها. كانت أغنيات هذه المجموعات هتافات في ميدان التحرير إبان ثورة الخامس والعشرين من كانون ثان/يناير 2011، كما كانت تتردد في مدرجات الاستاد، لكن صوتها اختفى مع الإصرار على منع حضور الجماهير للمباريات "لأسباب أمنية".
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/A. Sayed
روكي أم جولن؟
بدت حينها مجرد لافتة. جمهور فريق جلطة سراي رسم وجه شخصية روكي للممثل سليفستر ستالون، وكلمة "انهض". لكن وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة ربطت بين تلك اللافتة وجزء من خطاب للمعارض التركي "فتح الله جولن". وتحدث مكتب رئيس الحكومة بن علي يلدريم عن فتح تحقيق في علاقة الأمر بمحاولة الانقلاب التي جرت في عام 2016.
صورة من: Twitter/Galatasaray
أزمة انفصال كاتالونيا تنتقل إلى مدرجات برشلونة
تحول ملعب كامب نو في برشلونة من مقصد لمحبي الفريق الكاتالوني إلى ساحة سياسية للتذكير بمواقف الإقليم الراغب في الانفصال عن إسبانيا. تتوقف أصوات الجماهير عن الهتاف للاعبين وتتجه الحناجر عند الدقيقتين الرابعة عشر والسابعة عشر بصراخات الرغبة في الفراق، والتذكير بما جرى في حصار المدينة عام 1714.