يلجأ الكثيرون إلى تناول السكنات عند الإصابة بالصداع، الأمر الذي يحذر منه خبراء الصحة، فهناك أنواع من الصداع لا يمكن علاجها بالمسكنات، مثل الصداع العنقودي، لكن الأطباء تمكنوا من تطوير وسيلة لعلاجه، فما هي هذه الوسيلة؟
إعلان
تعد آلام الرأس مزعجة جدا، ويمكن لهذه الآلام أن تظهر بشكل تدريجي أو مفاجئ، وذلك حسب نوع الصداع، إذ يوجد أكثر من مائتي نوع من الصداع.
ورغم الآلام المزعجة التي تنتج عن الصداع، إلا أن البعض يكتفي بتناول المسكنات لتخفيف هذه الآلام، وهو ما يحذر منه خبراء الصحة، ومن بينهم الطبيب عمر كمال الدين أخصائي الأمراض العصبية والآلام المزمنة في برلين.
ففي حديثه لقناة DWعربية في برنامج "صحتك بين يديك"، يؤكد الطبيب عمر كمال الدين على أن آلام الرأس قد تكون في بعض الأحيان دليلا على الإصابة بأمراض خطيرة، وخاصة عندما يظهر الصداع بشكل مفاجئ وقوي.
تسكين الألم من خلال تعطيل العقد
ويعد الصداع العنقودي من أسوأ أنواع الصداع. ويشعر المصابون به بصداع شديد على جانب واحد من الرأس، ويحدث في شكل نوبات ألم شديدة تستمر لمدة ثلاث ساعات وعلى فترات متقطعة، ويمكن لهذه النوبات أن تظهر عدة مرات في اليوم الواحد.
ما هو سبب الصداع الشديد
07:33
وفي ألمانيا يعتمد الأطباء حاليا على أسلوب جديد لعلاج مرضى الصداع العنقودي، وذلك بتجميد الشعور بالألم في المنطقة التي ينشأ فيها، وذلك عن طريق تعطيل عقدة في الجمجمة. الطبيبة هايكه إسرائيل، أخصائية أمراض عصبية، تتبع هذه الطريقة في العلاج. وتوضح هايكه إسرائيل طريقة العلاج بقولها "عند تعطيل عقدة الجمجمة فإنها لن تنقل الإشارات العصبية، وبالتالي فإنها لن تستطيع إرسال الألم. وهذا المبدأ تمت الاستفادة منه في جهاز محاكاة يعطل الإشارات العصبية بواسطة الكهرباء."
ويتم تثبيت الجهاز في الفك العلوي للجانب الذي يحدث فيه الصداع. وعبر جهاز التحكم عن بعد يمكن للمريض تشغيل الجهاز، عندما تنتابه نوبة الألم ليتم تعطيل الشعور بها على حد اعتبار الطبيبة هايكه إسرائيل.
صداع له دلالات أخرى
ليس الصداع العنقودي هو الوحيد الذي لا يمكن علاجه بمسكنات الألم، بل والصداع الرعدي أيضا. وهو صداع تظهر آلامه بشكل مفاجئ وعلى شكل ضربات الرعد، ما يعني أن الصداع يكون حاد جدا ويصل إلى ذروته في غضون ثوان، على حد قول أخصائي الأمراض العصبية رولف ماليسا. وفي حديثه لبرنامج "صحتك بين يديك" عبر قناة DWعربية، يؤكد ماليسا أن السرعة في تزايد حدة الألم هو مؤشر خطير يدل على احتمال تمدد أحد الأوعية الدموية، الذي يؤدي بدوره إلى حصول نزيف في الرأس، ما يشكل خطراً على الحياة.
مواد طبيعية مهدئة للآلام ومسكنة للأوجاع المزمنة
نستعرض لكم هنا بعض أهم مسكنات الألم الطبيعية والأعشاب المتاحة التي تقوم بتخفيف الآلام المزمنة بطريقة لطيفة. وينبغي أيضا بالإضافة إلى ذلك التفكير في نظام غذائي مناسب يعمل على تخفيف الالتهابات والأوجاع الجسدية والحد منها.
صورة من: margo555/Fotolia
عشبة مخلب الشيطان: تعمل منذ مئات السنين على تخفيف آلام العضلات والعظام "الجهاز الحركي للإنسان". ويوصى بها لعلاج هشاشة العظام وآلام الظهر نظرا لخصائصها الجيدة المضادة للالتهابات. أظهرت دراسة علمية عام 2006 أن جرعة يومية (من 50 إلى 100 ميلليغرام) من كبسولات هذه العشبة المتوفرة في الصيدليات هي وسيلة موثوقة لتخفيف الآلام.
صورة من: Imago
الكركمين: مادة صفراء من البهارات موجودة في خلطة الكاري الهندي. وأظهرت الدراسات أنها تخفض مستويات الالتهاب في الدم وبالتالي فهي مفيدة لتخفيف الألم. تناول بهار الكركمين ثلاث مرات (من 400 إلى 600 ميلليغرام على الأقل) يساعد على تخفيف الألم المختص به. وقد يكون من الضروري زيادة الجرعة إلى 3 أو 5 غرامات يوميا. في الصورة بهارات متنوعة.
صورة من: Holger Casselmann
زهرة العطاس: الجدات يستخدمن مرهم زهرة العطاس أو صبغتها في معالجة الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة كآلام العضلات والمفاصل. فرك المرهم على سطح الجلد يسرع من الشفاء ويخفف الألم.
صورة من: Fotolia/Fel1ks
البخور: يوجد داخل أشجار البخور، وبالإمكان أيضا دهن زيوت البخور على الجلد لتخفيف الألم والحد من تفاقم الالتهابات. ويمنع البخور رد فعل الجهاز المناعي المبالغ فيه الذي الناجم عن التهاب المفاصل والذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية، ويحسن البخور هنا القدرة على الحركة. وباستخدام عشبة الكركم بالإضافة إلى البخور تزداد القدرة على الشفاء.
صورة من: Anne Allmeling
الإنزيميات البروتينية: تقوم بتحليل البروتينات إلى أجزاء أصغر، وهي موجودة بشكل طبيعي في الجسم البشري. ومن المعروف أن الإنزيمات المحللة للبروتين تقلل من مستوى الالتهاب في الدم وتعمل ضد التورمات والألم والانتفاخات الممتلئة بالماء. ويتم تناولها على شكل كبسولات تنفتح في الأمعاء ثم تذهب إلى مجرى الدم. الصورة رمزية لجزيء بروتين.
صورة من: M. Rief
الزنجبيل: يعتبر من مسكنات الألم الطبيعية، ويستخدم الزنجبيل ضد آلام العضلات والمفاصل وكذلك لتخفيف الصداع النصفي والغثيان.
صورة من: Fotolia/kostrez
أحماض أوميغا 3 الدهنية: لا يمكن للجسم البشري إنتاجها بنفسه، ولكنها مهمة للعديد من العمليات والمهام الجسدية. ولذلك على الإنسان معرفة الأغذية المتوفرة فيها هذه الأحماض، مثل سمك السلمون والتونة والسردين وفي بذور اللفت والكتان وزيت الجوز، ويمكن تناولها أيضا على شكل مكملات غذائية من الصيدلية. وهي مضادات قوية للأكسدة وتخفف من الالتهابات والألم وتستخدم في علاج هشاشة العظام.
صورة من: picture-alliance/chromorange
المغنيسيوم موجود مثلا في اللوز والجوز: ويفيد ضد اضطرابات الدورة الدموية وتشنجات العضلات وانخفاض إيصال المواد المغذية إلى خلايا الجسم. فكل هذا يمكنه أن يسبب الألم، وذلك نتيجة لنقص المغنيسيوم. المعادن مثل المغنيسيوم تريح الجسم والنفس، وإراحة كليهما مهم للحد من الألم، كما نقل موقع "تسينتروم دير غيزوندهايت " الإلكتروني. إعداد: علي المخلافي
صورة من: margo555/Fotolia
8 صورة1 | 8
وهنا ينصح الطبيب ماليسا بضرورة التوجه إلى الطبيب، ليتم فحصه بالأشعة المقطعية. وإذا أظهرت الصور وجود الدم في السائل النخاعي، فهذا دليل على الإصابة بتمدد الأوعية الدموية. إذ يؤدي تسرب الدم إلى خارج الشرايين إلى الضغط على غشاء المخ، مسببا آلام شديدة في الرأس.
والحل الوحيد لعلاج هذه الحالة يكون بالتدخل الجراحي، وذلك بتغليف الشريان بواسطة لفائف من البلاتين لإيقاف النزيف. ويشدد الطبيب ماليسا على ضرورة وقف النزيف مباشرة، فالتغاضي عن خطر تمدد الأوعية الدموية مميت، ويشرح السبب بقوله "يمكن لحالة النزيف أن تتكرر ثانية خلال أسبوعين، وهو حال ربع المرضى الذين يصابون بهذا النوع من الصداع، الأمر الذي يؤدي إلى الوفاة مباشرة".