إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
مهدوي رضوان
٦ مايو ٢٠٢٤
بعدما انتهت الجولة الأولى بالتعادل بينهما، يخوض بايرن ميونيخ وريال مدريد جولة ثانية لحجز بطاقة العبور لنهائي دوري أبطال أوروبا. وفيما يرغب بايرن في تفادي موسم صفري، يأمل الريال بمواصلة كتابة التاريخ في بطولته المفضلة.
إعلان
تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وبالضبط إلى ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، الذي يحتضن موقعة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقي بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني. وانتهى لقاء الذهاب في ميونيخ بالتعادل 2-2 في مباراة كانت في قمة الإثارة والتشويق.
ويدخل الفريقان مباراة نصف النهائي يوم الأربعاء (الثامن من مايو/أيار 2024) وهما يُدركان جيدا أنه لا بد أن يكون هناك فائز واحد فقط، سواء انتهت المباراة في وقتها الأصلي، أو امتدت إلى أشواط إضافية أو ركلات الترجيح.
بايرن ميونيخ... لتفادي موسم صفري!
وللمرة الأولى منذ سنوات، يجد بايرن ميونيخ نفسه في وضع لم يتعود عليه. فالفريق البافاري خسر لقب "البوندسليغا" هذا الموسم لصالح باير ليفركوزن. كما أنه ودع كأس ألمانيا في الأدوار المُبكرة.
ويعي بايرن ميونيخ جيدا أن الفوز بالكأس "ذات الأذنين"، هي السبيل الوحيد لإنقاذ الموسم، وتجنب الخروج منه خاوي الوفاض. ولا تصب الأرقام كثيرا في صالح بايرن ميونيخ عندما يتعلق الأمر بمواجهة ريال مدريد.
ففي آخر ثلاث مواجهات جمعته بريال مدريد، ودع بايرن ميونيخ منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا. فضلا عن ذلك، أظهرت مباراة الذهاب في ميونيخ أن الفريق البافاري لم ينجح بدوره في كسر شوكة ريال مدريد، الذي يصعب كثيرا الفوز عليه.
بيد أن موقعة "البيرنابيو" ستكون هذه المرة مغايرة لعدة اعتبارات. فالفريق البافاري يملك في جعبته الكثير من الأسلحة، التي يستطيع من خلالها إيقاف ريال مدريد والتغلب عليه. ومن بينها: مرونة المدرب توخيل التكتكية، واقعية بايرن ميونيخ، والقدرة على قلب نتيجة المباراة سريعا.
ورغم أن بايرن ميونيخ خرج بتعادل "مُر" أمام ريال مدريد في مباراة الذهاب، إلا أن مدرب الفريق توماس توخيل قدم واحدة من أقوى المباريات التكتيكية له مع الفريق هذا الموسم. وتفوق البايرن في الكثير من أطوار اللقاء، وكان في أكثر من مرة قريبا من تسجيل عدة أهداف لولا سوء الطالع، وتسرع بعض لاعبيه.
وحرص توماس توخيل على تحفيز لاعبيه بعد مباراة السبت الماضي أمام شتوتغارت في الدوري، وطلب منهم التركيز بشدة على موقعة "البيرنابيو" الأربعاء القادم. كما أن المدرب الألماني تلقى أنباء سارة بعودة لاعبه المصاب ماتياس دي ليخت إلى تشكيلة الفريق.
وحدد بيسينتي ليزارازو أحد نجوم بايرن ميونيخ وصفة الفوز على ريال مدريد في ملعبه قائلا:"في مدريد يحتاج بايرن ميونيخ إلى ثقة كبيرة بالنفس وأقصى قدر من اللعب بشراسة ودون فقدان الكرة". وأضاف الدولي الفرنسي السابق في تصريحات خص بها مجلة "كيكر" ذائعة الصيت:"هذه المباراة عبارة عن قتال على كل كرة ومعركة في الرأس. عليك أن تكون مستعدا لكل شيء وعدم القيام بأي أشياء مجنونة".
ريال مدريد..جينات دوري الأبطال
أما ريال مدريد أو "ملك" هذه المسابقة كما يُلقب، فإنه يعرف جيدا كيف يفوز بمباريات دوري أبطال أوروبا مهما كانت قوة الخصم. وأبرز مثال على ذلك، مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي في ربع النهائي، إذ هيمن الفريق الإنجليزي في مباراتي الذهاب والإياب، وكان "الأفضل" حسب كثيرين. لكنه فشل في النهاية في حجز بطاقة العبور للنصف بعد خساراته بركلات الترجيح.
وتقف الأرقام بقوة بجانب ريال مدريد في السنوات الأخيرة، حيث نجح في العبور في 18 مواجهة من أصل 19، عندما تفادى الخسارة في مباراة الذهاب. وكان الاستثناء الوحيد في موسم 2019/2018 في دور الـ16 عندما تلقى خسارة قاسية أمام أياكس أمستردام برباعية على ملعب "البيرنابيو"، بعد أن فاز في مباراة الذهاب بهدفين مقابل واحد.
ويدخل "الأبيض الملكي" موقعة "البيرنابيو" أمام بايرن ميونيخ، مُنتشيا بفوزه بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم للمرة الـ 36 في تاريخه.
ويُعد ريال مدريد الفريق الأكثر تتويجا بلقب دوري أبطال أوروبا بـ14 لقبا، لكن شهية "الميرنغي" مفتوحة بشكل كبير للتتويج بألقاب أخرى، لاسيما وأنه يمتلك جيلا ذهبيا يقوده المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي.
وقال أنشيلوتي في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام إسبانية"هدفنا هو الاستعداد 100 بالمئة لمباراة الأربعاء وأمامنا 90 دقيقة للعب نهائي أوروبي آخر". وأضاف:"لايوجد حافز أكبر من هذا، إنهاء فرصة لاختتام موسم مذهل".
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م