إيران تتهم الطيران السعودي بمهاجمة سفارتها في صنعاء
٧ يناير ٢٠١٦
حظرت إيران استيراد السلع السعودية واتهمتها بقصف سفارتها عمدا في صنعاء وإلحاق خسائر بها وإصابة عدد من حراسها. بينما نفى شهود استهداف السفارة أو تعرضها لتلفيات. ووعدت السعودية من جانبها بالتحقيق في الاتهامات الإيرانية.
إعلان
اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الخميس (السابع من يناير/ كانون الثاني 2016) السعودية بقصف السفارة الإيرانية في صنعاء، وقال إنه أدى إلى إلحاق أضرار بالسفارة وإصابة عدد من حراسها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن حسين جابري أنصاري قوله إن "هذا الإجراء المتعمد للحكومة السعودية يعد انتهاكا لكافة المعاهدات والقوانين الدولية في مجال حماية أمن الأماكن الدبلوماسية".
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "مسؤولية هذا الإجراء، وكذلك التعويض عن الخسائر الملحقة بالبناية والإصابات الناجمة عن ذلك لعدد من كوادر السفارة تقع على عاتق الحكومة السعودية". واعتبر أن "من الطبيعي أن تحتفظ الجمهورية الإسلامية لنفسها بحق متابعة هذا الموضوع".
وتقول إيران إن الطيران السعودي استهدف ليلة أمس سفارتها بصنعاء بقصف صاروخي ما أدى إلى وقوع أضرار في المبنى. في المقابل، أكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من أمام السفارة أنها سليمة ولا يبدو عليها أي آثار للقصف. كما أضاف هؤلاء أن "السفارة لم تستهدف بأي غارة جوية، ولم تقصف منذ بداية عمليات التحالف."
وقال سكان وشهود بالعاصمة اليمنية لرويترز إنه لم تلحق تلفيات بمبنى السفارة الذي يقع في منطقة حدة. وأضافوا أن ضربة جوية أصابت ميدانا عاما على بعد نحو 700 متر من السفارة وأن بعض الحجارة والشظايا سقطت في فناء السفارة.
عداء وحروب بالوكالة في تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.
صورة من: Fars
شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.
صورة من: Getty Images/AFP
توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.
صورة من: farhangnews
خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Ammar
زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.
صورة من: Kavoshpress.ir
هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.
صورة من: AP
أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.
صورة من: AP
منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.
صورة من: AP
في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى بموسم حج عام 2015 وخاصة بعد أنباء عن سقوط عدد كبير من الإيرانيين قتلى في الحادثة ، قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك لمناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي .
صورة من: Reuters
في مارس أذار 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. في حين قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
12 صورة1 | 12
ومن جهته قال المتحدث باسم التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، أحمد عسيري إن طائرات التحالف نفذت هجمات مكثفة في صنعاء ليل الأربعاء مستهدفة قاذفات صواريخ تستخدمها جماعة الحوثي ضد السعودية. وأضاف أن التحالف سيحقق في الاتهام الذي رددته إيران مشيرا إلى أن الحوثيين يستخدمون منشآت مدنية منها سفارات مهجورة.
وفي تطور آخر قرر مجلس الوزراء الإيراني اليوم الخميس أيضا حظر استيراد السلع المنتَجة أو الواردة من السعودية وتمديد تعليق إيفاد المعتمرين حتى إشعار آخر. وكانت إيران قد علقت في نيسان/ أبريل الماضي أداء مناسك العمرة إثر محاولة اعتداء تعرض لها شابان إيرانيان في مطار جدة السعودي، لكنها سمحت لنحو 60 ألفا من مواطنيها بأداء فريضة الحج في عام 2015.
يذكر أن السعودية قطعت الأحد الماضي علاقاتها مع إيران إثر الهجوم على بعثاتها الدبلوماسية السبت في طهران ومشهد من قبل متظاهرين غاضبين كانوا يحتجون على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر باقر النمر.