1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران تريد دورا للعراق في الملف السوري

ملهم الملائكة٣٠ نوفمبر ٢٠١٢

مرة أخرى تسعى إيران لطرح حلول بديلة يمكن أن تصل بسوريا إلى شاطئ حل. في هذا الإطار أجرى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني جولة إقليمية قادته إلى سوريا ولبنان وتركيا وانتهت ببغداد . الملف الوحيد المطروح أزمة سوريا.

صورة من: picture-alliance/dpa

منتصف الأسبوع بدأ رئيس مجلس الشورى الإيراني د.علي لاريجاني زيارة للعراق استهلها من النجف بلقاء بعض المرجعيات الشيعية من بينها السيد محمد بحر العلوم. تلت ذلك محطة في بغداد حيث التقى نظيره العراقي أسامة النجيفي، أعقبه لقاء برئيس الحكومة نوري المالكي.

لاريجاني بحث مع المالكي التطورات بالمنطقة، وفقا لبيان صادر عن مكتب الأخير.

وانتقد لاريجاني إرسال أسلحة من دول عربية إلى سوريا معتبرا أن هذا الأمر يمثل "مشكلة بالنسبة إلى السوريين". إطلاق هذا القول في العراق هذا يعني أن إيران تريد تفعيل دور العراق في الملف السوري. وهو يؤشر مساعي إيران الموازية لمساعي الدول الغربية لتقديم حل للمأزق السوري.

" محاولة لإنقاذ نظام الأسد من الانهيار"

وتسعى إيران – الحليف الاستراتيجي لسوريا على مدى أكثر من 3 عقود – إلى بناء تحالف قد يدعم موقف الرئيس السوري بشار الأسد في صراعه مع المعارضة السورية ، وهي (إيران) لذلك تريد أن تضمن دعم العراق، باعتباره جارا كبيرا وغنيا، لسوريا يمكن أن يشكل عمقا يمد حكومة الأسد بالمال والسلاح. والى ذلك ذهب الكاتب والمحلل السياسي د. كاظم حبيب في حديثه إلى DW عربية مشيرا إلى أن إيران "تفكر اليوم في إرسال قوات تدعم نظام الأسد في سوريا من خلال الأراضي العراقية".

العنف مستمر في سورياصورة من: Reuters

وأكد د.حبيب أن موقف العراق من سوريا مهم جدا لأنه يمكن أن يؤثر على ما يجري فيها سلبا أو إيجابا ، مشيرا إلى أن جولة لاريجاني في المنطقة إنما هي محاولة جادة لإنقاذ نظام الأسد من الانهيار، ولكنه عاد ليؤكد " أنه لم يعد بإمكان إيران أو العراق مساعدة بشار الأسد على البقاء في السلطة". وبيّن حبيب أن مساعي إيران لإشراك العراق في خططها ستورط الأخير مع قوى الثورة السورية.

"هناك تحالف طائفي معلن في سوريا"

ويرى بعض المراقبين أن الصراع في سوريا ليس طائفيا، بل هو محاولة شعب مضطهد إسقاط حكومة ديكتاتورية متشبثة بالسلطة منذ أكثر من 40 عاما، أما ما يظهر على السطح من استقطاب طائفي فسببه إقدام نظام الأسد وحلفائه في المنطقة على تكريس الصراع وإظهاره كأنه استهداف سني سلفي لأقلية علوية يمثلها نظام الأسد، وهذا ما أشار إليه د. كاظم حبيب مشيرا إلى أن " العراق متخوف مما يجري في سوريا خشية أن يمتد إليه سلبا تأثير ما يجري هناك".

لكن الكاتب والمحلل السياسي أبو فراس الحمداني رئيس تحرير موقع البوابة شارك في حوار العراق اليوم من DW عربية اختلف مع هذا الرأي ، وأكد وجود تحالف طائفي معلن في سوريا، كما أكد وجود من وصفهم بالإرهابيين الذين يعبرون من تركيا إلى داخل سوريا، "وهناك أفلام عرضتها قناة 24 الفرنسية توثق هذه الوقائع"، وأشار الحمداني إلى أن الدعم الخارجي السعودي والقطري يصل إلى أيادي الإرهابيين "وهو أمر يسبب القلق للدوائر الغربية وللإدارة الأمريكية".

رئيس الحكومة نوري المالكي في لقاء مع بشار الاسد عام 2010صورة من: picture alliance/dpa

" إيران لم تفلح حتى الآن في إقامة تحالف شيعي يساند بشار الأسد"

على صعيد آخر، فإن اختيار لاريجاني النجف كمحطة أولى لزيارته للعراق عبّر عن رغبته في لقاء المرجعيات الشيعية الكبرى في المدينة المقدسة، لكن ما رشح إلى وسائل الإعلام كشف عن لقاء لاريجاني بالسيد محمد بحر العلوم وهو ليس من المرجعيات الشيعية العظمى ، وهو أمر يبعث على التساؤل عن مدى استعداد المرجعيات الشيعية العراقية للخوض في خضم المسائل السياسية وفقا لما يسمى بنظرية ولاية الفقيه التي يقوم عليها نظام الحكم في جمهورية إيران الإسلامية.

الكاتب أبو فراس الحمداني اقترب من هذا المفهوم مشيرا إلى أن لقاء لاريجاني بالمرجعيات العراقية قد تحقق ولكن لم يصدر عن المرجعيات أي بيان يمكن أن يدعم وجهة النظر الإيرانية ، بل " إن مواقف المرجعيات من قضية سوريا ما زالت معتدلة" ومضى الحمداني إلى القول " أن مرجعية النجف كانت محايدة على طول الخط"، واستطرد مشيرا إلى أن " إيران لم تفلح حتى الآن في إقامة تحالف شيعي يساند بشار الأسد".

"مراكز القوة في إيران متفقة على الموقف من سوريا"

تسريبات خبرية غير مؤكدة أشارت إلى أن لاريجاني قد جاء إلى العراق خلافا لرغبة رئيس الجمهورية احمدي نجاد، رافضا أن يصطحب معه نائب رئيس الجمهورية الإسلامية . بعض الخبراء رأوا في هذه التسريبات مبالغة إعلامية غير ممكنة، ومنهم د.كاظم حبيب الذي أشار إلى أن مراكز القوة في إيران قد تكون مختلفة حول بعض التفاصيل الداخلية، " لكنهم وبشكل عام متفقون على الملف السوري، كما أن الاختلافات عادة تحسم لدى المرشد الأعلى للثورة خامنئي" .

ايران، جلسة تشاورية في طهران لحل الأزمة السورية.صورة من: MEHR

وفي معرض تحليله للاستقطاب الطائفي الذي يعم المشهد السياسي العربي والإسلامي، أشار حبيب إلى " أن الشعوب لا تروج الطائفية بل الحكام وجملة من شيوخ الدين، وفي اعتقادي إن موقف مرجعيات النجف التي لم تلتق بلاريجاني كان سليما".

وفي معرض رده على الاتهامات الموجهة إلى الحكومة العراقية في كونها منحازة إلى النظام الحاكم في سوريا أشار الإعلامي أبو فراس الحمداني إلى أن " أحد البيانات الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء العراقي اعتبر ما يحصل في سوريا جرائم حرب يرتكبها النظام ضد الشعب السوري"، فكيف يصح الادعاء بان حكومة العراق تساند نظام الأسد ؟ حسب تعبيره.

"العراق بحاجة إلى من يعالج مشكلاته"

في اتصال من البصرة أشار المستمع ماجد إلى أن زيارة لاريجاني إلى العراق هي مجرد تجميل للزوايا والغاية منها جر العراق إلى الملف السوري. ومضى إلى القول" العراق نفسه بحاجة إلى من يعالج مشكلاته، فكيف يريد لاريجاني أن يسحبه إلى القضية السورية؟".

هديل وفي اتصال من البصرة أشارت إلى أن إيران تعتبر العراق محطتها الدبلوماسية المتقدمة في المنطقة، باعتباره قد استضاف مجموعة 5+1 الخاصة بإيران، وحقق تقاربا إيرانيا أمريكيا. هديل باعتبارها مواطنة عراقية دعت إيران إلى الكف عن التدخل في شؤون العراق والكف عن السعي لتحديد علاقاته الخارجية.

أبو مهند في اتصال من بغداد أشار إلى وجود علاقة جديلة لا تخفى على أحد بين الأحزاب المشاركة في السلطة في العراق وبين النظام الإيراني ، مشيرا إلى أن "هذه العلاقة ليست وليدة الأزمة في سوريا بل هي امتداد لعلاقة بدأت منذ عشرات السنين".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW