إيران: تظاهرات ومواجهات وتشويش على وسائل الإعلام والاتصال ومن بينها دويتشه فيله
١١ فبراير ٢٠١٠أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اليوم الخميس أن بلاده قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة "أكثر من 80 في المائة" لكنها لن تفعل، مؤكدا أن طهران "ستزيد قريبا بمقدار ثلاثة أضعاف إنتاجها" من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة. جاء ذلك في خطابه، الذي ألقاه اليوم بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة الإسلامية أمام تجمع ضم عشرات آلاف الإيرانيين. كما أكد أيضاً أن إيران أنتجت "الشحنة الأولى" من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة.
وتواجه إيران احتمال تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها لرفضها وقف نشاطات التخصيب التي تشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأنها تهدف إلى حيازة السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وبدأت إيران يوم الثلاثاء الماضي عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة في منشأة نطنز . وتجمع عشرات آلاف الإيرانيين صباح الخميس في ساحة آزادي في طهران لأحياء الذكرى الحادية والثلاثين لقيام الثورة الإسلامية، وسط انتشار كثيف للشرطة.
وتوافدت حشود الإيرانيين من عدة نقاط من العاصمة إلى ساحة آزادي وهم يرفعون أعلاما إيرانية ولافتات كتب عليها شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل بحسب مشاهد نقلها التلفزيون الرسمي. كما ردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
أنباء عن اشتباكات في ذكرى الثورة
من جانب آخر دعا قادة المعارضة التي حظر عليها التظاهر، أنصارهم إلى المشاركة بكثافة في التجمعات الرسمية في جميع إنحاء إيران لإسماع أصواتهم. وذكر موقع "رهبسبز" المعارض على الانترنت أن "الآلاف من أنصار الحركة الخضراء، وهو لون المعارضة لأحمدي نجاد، موجودون في الشوارع"، غير انه لم يتسن حتى الآن الحصول على تأكيد لذلك من مصدر مستقل.
وأعلن المعارض البارز مهدي كروبي الرئيس السابق لمجلس الشورى مشاركته في التظاهرة مع أنصاره رغم التحذيرات والضغوط التي تمارسها السلطات على أسرته والمقربين منه، كما صرح نجله حسين كروبي لفرانس برس. وأكد حسين أن الشرطة اعتقلت العديد من أنصار والده يوم أمس الأربعاء.
بينما تعرضت سيارتا زعيمي المعارضة الإيرانية محمد خاتمي ومهدي كروبي اليوم الخميس لهجوم من قبل أشخاص باللباس المدني أثناء توجههما للمشاركة في المسيرات الجارية في ذكرى الثورة الإسلامية بدون إن يصابا بجروح، بحسب موقع رهبسبز الالكتروني المعارض.
وقال حسين كروبي لفرانس برس إن والده مهدي كروبي لم يصب بجروح في الهجوم الذي استهدف سيارته غير أن عدداً من حراسه الشخصيين أصيبوا بجروح خطيرة. وأضاف أن الهجوم جرى في وقت كانت مواجهات تدور بين أنصار الرئيس السابق لمجلس الشورى من جهة ومتظاهرين مؤيدين للحكومة والشرطة من جهة أخرى. وأوضح موقع رهبسبز أن سيارة خاتمي الرئيس الإصلاحي السابق تعرضت هي الأخرى لهجوم فيما كان متوجها إلى موقع التظاهرة لكنه لم يصب بجروح، بدون أن تذكر أي تفاصيل إضافية حول الحادث.
تشويش على "دويتشه فيله" وتعطيل وسائل الاتصال
ووسط هذه التوترات القائمة بين الحكومة والمعارضة في الجمهورية الإسلامية، تعطلت شبكة الانترنت والهاتف المحمولة والرسائل النصية، إذ باتت لا تعمل بصورة جيدة، كما حظر على وسائل الإعلام الأجنبية التغطية المباشرة للاحتجاجات ولم يسمح لها إلا بنقل خطاب الرئيس الإيراني في ميدان أزادي.
ولم تسلم مؤسسة "دويتشه فيله" من الإجراءات الإيرانية، فقد تعرض إرسال البرامج التليفزيونية عبر القمر الصناعي "هوت بيرد 8" للتشويش منذ أمس الأربعاء. وتتوقع "دويتشه فيله" أن تكون إيران هي مصدر هذا التشويش، كما حدث مطلع كانون أول/ديسمبر 2009. وقد أحتج مدير عام مؤسسة "دويتشه فيله" الإعلامية الألمانية، اريك بيترمان على "اعتداء إيران على حرية الإعلام والتعبير عن الرأي"، مشددا، في خطاب وجهه للسفارة الإيرانية في برلين، على أنه لم يعد من الممكن قبول قيام السلطات الإيرانية بشكل متكرر بالحد من حرية التعبير والإعلام. وأكد بيترمان أن تليفزيون "دويتشه فيله" ليس هو فقط من يخضع للرقابة الإيرانية، ولكن أيضا إذاعة دويتشه فيله وكذلك موقعها الالكتروني على شبكة الإنترنت. وأوضح أن الخدمة الإذاعية الفارسية لـ دويتشه فيله في محيط طهران تخضع للتشويش منذ فترة، وهو نفس الأمر الذي يحدث لموقع "دويتشه فيله" الذي يقدم خدمة الاستماع لبرامج الخدمة الفارسية لإذاعة دويتشه فيله.
( ي ب / د ب ا / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: عماد م. غانم