أكد حميد حكمت عمّ المدوِّنة الإيرانية بيغاه أهانغاراني الأربعاء (27 يوليو / تموز 2011) أنه تم الإفراج عن ابنة أخيه بكفالة مالية بلغت ثمانية وخمسين ألف يورو (ثلاثة وثمانين ألف دولار)، وذلك بعد سبعة عشر يوماً من الاعتقال. وأضاف:"تم إبلاغ العائلة مساء أمس أن بإمكان ابنتها العودة إلى المنزل"، وقال إنه لا يستطيع إعطاء المزيد من المعلومات الدقيقة عن حالة الكاتبة والممثلة والمخرجة السينمائية الأفلام بيغاه أهانغاراني بعد إخلاء سبيلها. وليس من المعروف بعد ما إذا كانت الهيئة القضائية الإيرانية ستواصل النظر في القضية. يُذكر أنه لم يُسمح للإيرانية بيغاه أهانغاراني بأي تمثيل قانوني أثناء اعتقالها.

وكان جاء اعتقال بيغاه أهانغاراني البالغة من العمر 27 عاما خلال فترة كتابتها في مدوَّنة إلكترونية لصالح القسم الفارسي في مؤسسة دويتشه فيله الألمانية حول كأس العالم للسيدات في ألمانيا. وبالتحديد في ليلة 12 يوليو / تموز 2011 قبل يوم واحد من مغادرتها طهران إلى ألمانيا، حيث تلقت استدعاء من وزارة الإعلام الإيرانية وتم تهديدها بالاعتقال. ولم تتمكن بيغاه أهانغاراني من السفر إلى ألمانيا في اليوم التالي. وحتى لا تتعرض الكاتبة للخطر قامت دويتشه فيله بإيقاف مشروع المدوَّنة. ورغم ذلك تم القبض عليها في وقت لاحق بعد فترة وجيزة.

الفنانون تحت ضغط السلطات

وليست بيغاه أهانغاراني الفنانة الإيرانية الوحيدة التي ألقي القبض عليها في الآونة الأخيرة بل تم اعتقال الممثلة فافامير مارزي الممثلة الإيرانية البالغة من العمر ثمانية وثلاثين عاما لأنها لعبت دورا في فيلم ينتقد المجتمع الإيراني. وقال المدعي العام الإيراني إن كلتا الفنانتين تم إلقاء القبض عليهما بعد "تحقيقات رسمية أجرتها السلطات الأمنية"، وأفرج عنهما بكفالة بعد التحقيقات الأولية.

وكانت السلطات الأمنية أمرت باعتقال بيغاه أهانغاراني، وقال المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني في تصريح له إنه "ينبغي على وسائل الإعلام ألاّ تعطي الانطباع أنه تم القبض على فنانتين، فالاعتقال لم يكن بسبب مهنتهما، ولكنه تم لأسباب فردية ولارتكابهما جرائم".

ردود فعل محلية ودولية

وأثار اعتقال بيغاه أهانغاراني ردود فعل غاضبة في أوساط السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان الدولية. وفي البرلمان الألماني بونديستاغ، طالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي تفسيرا من الحكومة الإيرانية حول ذلك. في حين اعتبرت منظمة الأفلام الإيرانية "دار السينما" القبض على مخرجة الأفلام الوثائقية الشابة بأنها "مأساة".

وكانت بيغاه أهانغاراني أيدت مرشح المعارضة مير حسين موسوي خلال الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في إيران التي جرت عام 2009. وعقب إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد تم استدعاء الفنانة الإيرانية من جانب السلطات الأمنية والتحقيق معها.

بايات بارسا / علي المخلافي

مراجعة: أحمد حسو