إيران تقر بتسليم روسيا طائرات مسيرة "قبل حرب أوكرانيا"
٥ نوفمبر ٢٠٢٢
بعد جدل واسع حول استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية بأوكرانيا، أقرت طهران لأول مرة بتسليم موسكو "عددًا صغيرًا" من المُسيّرات، مؤكدة أن ذلك كان "قبل حرب أوكرانيا"، وأنها "لن تظل غير مبالية" إذا ثبت استخدامها في الحرب.
إعلان
اعترفت طهران للمرة الأولى اليوم السبت (الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2022) بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة، لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الحرب في أوكرانيا حيث استخدمت روسيا طائرات مسيرة لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية.
وقال حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني إنه تم إرسال "عدد صغير" من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير. وفي أكثر ردود إيران تفصيلًا حتى الآن على مسألة الطائرات المسيرة، نفى الوزير استمرار طهران في تزويد موسكو بطائرات مسيرة.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن أمير عبد اللهيان قوله: "هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدمت صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا - الجزء المتعلق بالصواريخ خاطئ تمامًا". وأضاف: "الجزء المتعلق بالطائرات المسيرة صحيح، زودنا روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيرة قبل أشهر من حرب أوكرانيا".
وفي الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية، لا سيما استهداف محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات شاهد-136 إيرانية الصنع. وتنفي روسيا استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.
وفي الشهر الماضي، قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسيان إيرانيان لرويترز إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض، بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة. وكانت تقارير قد ذكرت أن طهران أرسلت أفرادًا عسكريين إلى شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا، لتدريب الروس، على كيفية استخدام طائرات بدون طيار وتقديم مساعدة تقنية. وحتى الآن، نفت طهران ذلك.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية عن أمير عبد اللهيان قوله إن طهران وكييف اتفقتا على مناقشة مزاعم استخدام طائرات إيرانية مسيرة في أوكرانيا قبل أسبوعين لكن الأوكرانيين لم يحضروا الاجتماع المتفق عليه.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان "ردا على فعل عدائي الى هذا الحد، قرر الجانب الأوكراني أن يحرم سفير إيران في أوكرانيا أوراق اعتماده، ويقلص في شكل ملحوظ عدد أفراد الطاقم الدبلوماسي في سفارة إيران في كييف".
وقال عبد اللهيان: "اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على تزويدنا بوثائق لديهم تفيد بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا"، لكن الوفد الأوكراني انسحب من الاجتماع المخطط له في اللحظة الأخيرة. ولم ترد وزارة الخارجية الأوكرانية على الفور على طلب مكتوب للتعقيب. وكرر وزير الخارجية الإيراني أن طهران "لن تظل غير مبالية" إذا ثبت أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية بدون طيار في الحرب ضد أوكرانيا.
وأقر الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي عقوبات جديدة على إيران بسبب تسليم طائرات مسيرة لروسيا، وقال إم لديه "أدلة" على ذلك، كما فرضت بريطانيا عقوبات على ثلاث شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة لمهاجمة أهداف مدنية وأهداف تتعلق بالبنية التحتية في أوكرانيا.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة