أعلنت إيران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، في تقليص جديد لالتزاماتها بالاتفاق النووي، ومع ذلك تركت طهران الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية، بينما اعتبرت إسرائيل أن إيران "ماضية" قدما صوب إنتاج قنبلة.
إعلان
تستعد إيران للتخلي عن جزء من تعهداتها حيال الأسرة الدولية عبر الشروع اعتبارا من اليوم الأحد (7 يوليو/ تموز 2019) في تخصيب اليورانيوم بمستوى يحظره الاتفاق المبرم في 2015 حول برنامجها النووي. ويأتي ذلك عقب انتهاء مهلة تستين يوما، وضعتها طهران أمام حلفائها خاصة الأوروبيين لـ "الالتزام بتعهداتهم" بموجب اتفاق 2015.
وعلى وقع مهل جديدة، سوف تواصل طهران تقليص التزامتها عند كل مرة تنقضي فيها مدة ستين يوما، في خطوة تؤكد حرص إيران على ترك باب الدبلوماسية مواربا إلى أن تتحرك "الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأمريكية"، وفق الطرح الإيراني.
وبهذا الخصوص قال نائب وزير الخارجية عباس عراقجي للصحافيين "نأمل في إيجاد حل وإلا سنطلق خلال ستين يوما المرحلة الثالثة" من خطة خفض التعهدات التي قطعتها إيران بموجب اتفاق فيينا. ومذكرا بأن بلاده تؤيد الابقاء على هذا الاتفاق قال عراقجي إن التدابير التي اتخذتها إيران منذ أيار/مايو للتخلي عن بعض تعهداتها قابلة للرجوع عنها في أي وقت في حال تم تلبية مطالبها.
ومطالب إيران مرتبطة أساسا بقدرتها على الاستمرار في بيع النفط والقيام بمبادلات تجارية من خلال الالتفاف على العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على الجمهورية الإسلامية بعد القرار الذي أعلنه دونالد ترامب في أيار/مايو 2018 بالانسحاب من اتفاق فيينا. غير أن عراقجي لم يكشف عن التعهدات الجديدة التي قد تتخلى عنها بلاده اعتبارا من أيلول/سبتمبر، مكتفيا بالقول بأن ذلك سيعلن عنه "في الوقت المناسب".
وخلال المؤتمر الصحافي نفسه أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن أجهزته مستعدة لتخصيب "أي كمية من اليورانيوم بأي مستوى تخصيب" وفقا للأوامر التي سيتلقاها. وقبل ذلك أوضح أن نسبة تخصيب اليورانيوم ستبدأ بمستوى أعلى من 3,67% دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. فيما كان مسؤولون إيرانيون قد تحدثوا في وقت سابق عن نسبة خمسة في المئة لإنتاج وقود لمحطات توليد الكهرباء.
إسرائيل تعلق على إعلان إيران
وفي أول رد فعل إسرائيلي، أقرّ وزير الطاقة يوفال بكون أن زيادة التخصيب المعلنة "طفيفة"، لكنه اتهم طهران في الوقت ذاته، بكسر القيود المتفق عليها دوليا على مشروعاتها النووية وبالمضي قدما صوب إنتاج قنبلة. وقال شتاينتز، وهو عضو حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأمنية، لتلفزيون (واي نت) الإسرائيلي "إيران - ورغم أنها زيادة طفيفة في الوقت الحالي- بدأت بزيادة مستوى التخصيب وكسر القيود المفروضة عليها في هذا الصدد". وأضاف "يعني ذلك... أنها تتجاهل الخطوط الحمر المتفق عليها وأنها بدأت مسيرتها.. مسيرة ليست بالبسيطة تجاه إنتاج أسلحة نووية".
يذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن من قبل أن إيران سترفع مستوى التخصيب بداية من اليوم، وهو ما يمثل المرحلة الثانية من خفض التزامات إيران المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي كان تم التوصل إليه مع القوى الكبرى عام 2015 .
وكان روحاني قال :"اعتبارا من السابع من تموز/ يوليو لن يكون مستوى التخصيب النووي في إيران عند مستوى 3,67... سنقوم برفعه للقدر الذي نريده ويلبي الضرورة والحاجة".
ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم