وسط احتدام المعارك في غزة قالت إيران إن "اتساع نطاق حرب غزة حتمي"، يأتي ذلك فيما تشنّ ميلشيات تابعة لإيران، هجمات على أهداف أمريكية في العراق وسوريا ونحو إسرائيل، ما يثير مخاوف من اتساع رقعة الحرب فعلا.
إعلان
نقلت قناة "برس تي.في" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الجمعة (10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) إن "اتساع نطاق الحرب في غزة أمر حتمي" بسبب "العدوان" الإسرائيلي المتزايد.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس ، تقوم ميلشيات تابعة لإيران بهجمات على أهداف أمريكية أو نحو إسرائيل ، وسط مخاوف من اتساع النزاع في غزة لينتشر إلى دول أخرى في المنطقة . فبالإضافة إلى تصاعد التوتر بين إٍسرائيل وحزب الله اللبناني وتبادل القصف عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، تقوم إٍسرائيل بشنّ غارات في سوريا تقول إنها ردّ على هجمات من هناك. ففي وقت مبكر من صباح اليوم شنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً "ردّاً على مُسيّرة مصدرها سوريا أصابت مدرسة في إيلات". وأضاف ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية المُنظّمة التي نفّذت الهجوم"، من دون أن يذكر اسم المنظّمة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يواصل عملياته لتدمير البنى التحتية لمنظمة حزب الله الإرهابية في لبنان". وتابع "قصفت طائرات مقاتلة أهدافا لحزب الله في الأراضي اللبنانية ردّاً على إطلاق نار باتجاه إسرائيل خلال النهار".
وكانت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران قد قالت إنها شنت هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي استخدام نظامه المضاد للصواريخ "آرو 3" للمرة الأولى من أجل اعتراض مقذوف أُطلِق "من منطقة البحر الأحمر "، فيما قال المتمردون الحوثيون في اليمن من جانبهم إنهم أطلقوا صواريخ بالستية ضد إسرائيل. لكن هذه الصواريخ والمسيرات إما أُسقطت أو فشلت في إصابة أهدافها.
أمريكا وخطر الميليشيات المسلحة في الشرق الأوسط.. ما الحل؟
15:40
ومن العراق وسوريا تشنّ ميليشيات موالية لإيران هجمات على أهداف أمريكية. ووقع حتى الآن 46 هجوما على قواعد عسكرية لجنود أمريكيين في الدولتين منذ منتصف تشرين الأول /أكتوبر - 24 هجوما في العراق و22 في سوريا.
وأمس الخميس قالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إنه منذ الغارة الجوية الأمريكية على مستودع أسلحة في شرقي سوريا في اليوم السابق، وقعت أربع هجمات أخرى على القوات الأمريكية في المنطقة: إحداها في العراق وثلاث في سوريا. وقالت سينغ إن 56 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة، وقد عادوا جميعا إلى الخدمة. وتابعت سينغ "لم يصب أي من جنودنا بجروح خطيرة، لم نتعرض لأضرار كبيرة في بنيتنا التحتية في القواعد التي تمّ استهدافها. وكانت غالب الهجمات غير ناجحة".
ونفذ الجيش الأمريكي غارة جوية أخرى في شرقي سوريا يوم الأربعاء ردّاً على الهجمات الأخيرة. وكان الهدف مستودع أسلحة كان يستخدمه الحرس الثوري الإيراني وحلفاؤه.
وأكدت سينغ أيضا إسقاط المتمردين الحوثيين، الذين يحظون بدعم إيران، لمسيرة أمريكية من طراز "إم كيو9-" قبالة سواحل اليمن.
ع.ج.م/و.ب (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.