حظيت العملية العسكرية بقيادة السعودية في اليمن بتأييد عربي ودولي واسع لكنها ووجهت بتنديد ومعارضة من قبل دول أخرى في مقدمتها إيران، فيما أنقسم الشارع اليمني بين مؤيد ومعارض. أما موسكو فدعت إلى وقف القتال وعرضت الوساطة.
إعلان
في موقف كان متوقعا أدانت إيران الهجوم المفاجئ على جماعة الحوثي التي تدعمها وأوضحت أن عمليات التحالف بقيادة السعودية، الخصم الإقليمي الرئيسي لإيران. وندد الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس بـ"العدوان العسكري" على اليمن خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بحسب ما أفاد موقع الرئاسة الإيرانية. من ناحيته أعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "أي تدخل عسكري من الخارج ضد وحدة أراضي اليمن وشعبها لن تكون له أي نتيجة سوى مزيد من القتلى وإراقة الدماء". وأضاف في تصريح لقناة العالم الإيرانية أن هذا التدخل من شانه أن يخدم الإسلاميين المتطرفين، في إشارة إلى القاعدة و"داعش" الذي تبنى أول اعتداء له في اليمن الأسبوع الماضي.
وحذرت مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية من أن العملية العسكرية السعودية التي تشن في إطار تحالف "ستزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة" في اليمن. وقالت "لن يكون لهذا العدوان أي نتيجة ما عدا نشر الإرهاب والتطرف ومفاقمة انعدام الأمن في المنطقة"، داعية إلى وقف فوري للغارات الجوية على اليمن.
لكن مسؤول إيراني كبير فال لرويترز إن إيران ستستخدم "كل السبل السياسية الممكنة" لتهدئة التوتر في اليمن، مؤكدا أن التدخل العسكري ليس خيارا مطروحا بالنسبة لطهران. يذكر أن طهران تنفي أي دور لها في استيلاء المتمردين الحوثيين على صنعاء لكن مسؤولين إيرانيين انتقدوا الرئيس هادي لرفضه الاستقالة واتهموه بالسعي إلى مفاقمة الأزمة.
الهجوم السعودي "المضاد" في اليمن....صراع إقليمي طائفي
بعد أطوارالحرب الأهلية في سوريا والعراق التي تتسم بطابع مذهبي، يطفو الآن المشهد اليمني على السطح. العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن ضد الحوثيين تشكل أحدث حلقة في صراع نفوذ إقليمي مع إيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن قالت إنها تتم بالتنسيق مع تحالف يضم عشر دول بهدف التصدي للمقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون عدن (جنوب) التي لجأ إليها رئيس هادي عبد ربه منصور. العملية اطلق عليها"عاصفة الحزم" وتشكل أحدث تطور في صراع النفوذ مع إيران.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Ozer
يشكل القصف الجوي محورا أساسيا في عملية"عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، بهدف ضرب مواقع الحوثيين لوقف تقدمهم السريع للسيطرة على عدن عاصمة جنوب اليمن، والتي تشكل آخر معقل للرئيس الشرعي هادي عبد ربه منصور.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
تتخوف القوى الكبرى من قيام الحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بسبب ارتباطهم بإيران التي تسيطر بدورها على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
صورة من: Reuters/N. Quaiti
دعا زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى "التعبئة العامة" لمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، كما قال. أما السعودية فهي قلقة من تطور الوضع في اليمن ومن ازدياد مستوى نفوذ غريمتها إيران بعد تقدم الحوثيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
لا تزال البحرين معرضة لحدوث اضطرابات منذ أن فشلت انتفاضة 2011 التي قادتها الأغلبية الشيعية. وكانت السعودية قد قامت بإرسال قوات أمنية لإخماد الانتفاضة. وتم توجيه انتقادات للسعودية من طرف المعارضة في البحرين ومن إيران أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد فرار أفراد من الجيش العراقي من الخدمة خلال صيف العام الماضي، شكلت عشرات الجماعات شبه عسكرية وتابعة للحكومة العراقية ما يسمى ب"الحشد الشعبي" المدعوم من إيران لمحاربة "داعش".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
هناك تخوفات من أن تقوم قوات "الحشد الشعبي"، وغالبيتها من الشيعة، بالانتقام من المواطنين السنة. ويخوض مسلحو "الحشد الشعبي" الآن معركة بهدف استعادة مدينة تكريت السنية، مسقط رأس صدام حسين، من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
تعمل إيران على دعم النظام السوري وتقدم له الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ نحو أربع سنوات. كما يحضى نظام الأسد أيضا بدعم كبير وفاعل من حزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters
بمساندة من حزب الله يحاول الجيش السوري استعادة سيطرته على أراضي لها أهمية حيوية، كما تقوم إيران بدعم سوريا وتقدم لها الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة في البلد الذي مزقته الحرب منذ نحو أربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدت الحرب في سوريا وقتال حزب الله إلى جانب نظام الأسد لمواجهة "داعش" إلى أزمة سياسية في لبنان. فحتى الآن لم يتوصل الفرقاء السياسيون في لبنان إلى انتخاب رئيس الدولة، حيث لازال منصبه شاغرا.
صورة من: picture alliance/ZB
تسعى إيران من خلال تشديد قبضتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى تحقيق امتيازات قبل التوصل إلى أي اتفاق نووي مرتقب، غير أن طموح إيران النووي يولد تخوفات لدى دول عربية سنية مثل السعودية، الخصم التقليدي لإيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
11 صورة1 | 11
وفي نفس الاتجاه سارت سوريا، فقد أبدت وزارة الخارجية السورية قلقها العميق تجاه "التطورات الخطيرة" التي يشهدها اليمن، مطالبة المجتمع الدولي باحترام إرادة الشعب اليمني، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر بالخارجية السورية. على العكس من ذلك أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اكبر تشكيلات المعارضة السورية السياسية، دعمه للعملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن. كما رفض العراق التدخل العسكري في اليمن وقالوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري"لسنا مع الضربة ولسنا مع التدخل الأجنبي". وفي لبنان ندد حزب الله المدعوم من إيران بالضربات الجوية.
وفيم اتجهت الأنظار إلى موسكو لمعرفة موقفها،جاء الرد من خلال بيان أصدره الكرملين قال فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا "لوقف فوري للأنشطة العسكرية" في اليمن خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. ووفقا لما نقلته قناة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني فقد أعربت موسكو عن استعدادها للمساهمة في تسوية الأزمة اليمنية بما يحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه.
أما رد فعل الشارع اليمني فقد أتسم بالانقسام، حيث تظاهر الآلاف في صنعاء الخميس تأييدا للحوثيين وتنديدا بما سموه "العدوان السعودي الأمريكي على اليمن"، إلا أن الآلاف تظاهروا في مدينة تعز في جنوب غرب البلاد ضد الحوثيين وتأييدا للضربات الجوية السعودية.