إيران: الاحتجاجات تدخل يومها الثالث وأنباء عن قتلى
٣٠ ديسمبر ٢٠١٧
انطلقت مظاهرات مناهضة للحكومة الإيرانية لليوم الثالث في أنحاء مختلفة من البلاد، وصلت إلى طهران، رغم تهديدات وزارة الداخلية للمشاركين في تلك المظاهرات. كما تحدثت وسائل التواصل الاجتماعي عن سقوط قتيلين برصاص الشرطة.
إعلان
أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وسط طهران لتفريق تظاهرة
01:57
ذكرت وكالات أنباء إيرانية ووسائل التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية تواصلت اليوم السبت (30 كانون الأول/ديسمبر 2017) في أنحاء مختلفة من البلاد. وقالت وكالة فارس للأنباء إن مئات الطلاب تجمعوا أمام جامعة طهران ورددوا هتافات مناهضة للحكومة ورشقوا الشرطة بالحجارة. وأوضح تسجيل مصور تم بثه على وسائل التواصل الاجتماعي الطلبة وهم يهتفون "الموت للدكتاتور" في إشارة على ما يبدو إلى خامنئي.
وأظهرت مشاهد مصورة فيما بعد شرطة مكافحة الشغب تضرب محتجين بالهراوات وتعتقلهم. وقالت وكالة الطلبة للأنباء إن مجموعة من أنصار الحكومة تجمعوا أيضاً خارج الجامعة في الوقت الذي حاولت فيه الشرطة تفريق المحتجين. وأضافت الوكالة أن السلطات أغلقت محطتين قريبتين للمترو "حتى انتهاء القلاقل".
لقطات على مواقع التواصل تظهر مقتل محتجين بالرصاص
وذكرت وكالة رويترز أن لقطات مصورة بُثت على الإنترنت السبت أظهرت شابين إيرانيين ممددين على الأرض بلا حراك والدماء تغطيهما وسُمع تعليق صوتي يقول إن الشرطة قتلتهما بالرصاص. وقال التعليق إن قوات الأمن أطلقت النار على محتجين في مدينة دورود بغرب إيران وقتلت اثنين على الأقل. وكان محتجان آخران في نفس الشريط يهتفون "سأقتل أيا من قتل أخي". ويشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
كما أظهر شريط مصور آخر قوات الأمن على ما يبدو وهي تعتقل متظاهرين في منطقة أخرى من طهران في الوقت الذي أخذ فيه المحتجين يهتفون "اتركوه اتركوه". وفي شريط آخر لم يتسن التأكد من صحته هتف محتجون في مدينة دورود بغرب إيران "الموت للدكتاتور".
وقالت وكالة الطلبة للأنباء إن عشرات المحتجين تجمعوا في مدينة شهر كرد بغرب إيران. وأظهرت مشاهد مصورة على وسائل التواصل والاجتماعي محتجاً على ما يبدو يقوم زملاؤه بمساعدته بعد استنشاقه غازاً مسيلاً للدموع. وفي مشهد، اعتقل نحو خمسين متظاهراً لكن التلفزيون أكد لاحقاً أنه تم الإفراج عن معظمهم. وتدخلت الشرطة في بعض المدن ولجأت خصوصاً إلى خراطيم المياه. ولكن في شكل عام سعى ضباط في الشرطة إلى تهدئة الجموع.
وللمرة الأولى السبت، تطرق التلفزيون الرسمي إلى الاحتجاجات الاجتماعية عارضاً مشاهد منها ومعتبراً أن من الضروري الاستماع إلى "المطالب المشروعة" للسكان. لكنه ندد في الوقت نفسه بوسائل الإعلام والمجموعات "المعادية للثورة" المتمركزة في الخارج والتي تحاول استغلال هذه التجمعات.
ترامب: الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد
وبدوره، علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً السبت على التظاهرات في إيران منبها إلى أن سكان هذا البلد يريدون التغيير ومؤكداً أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد". ونشر ترامب على تويتر مقطعا من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر هاجم فيه النظام الإيراني وجاء فيه أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد وسيأتي يوم يختار فيه الشعب الإيراني".
مسيرات مؤيدة وتحذيرات حكومية
من جهته، عمد النظام إلى تعبئة عشرات آلاف المتظاهرين في طهران ومدن عدة في محافظات. وعرض التلفزيون الحكومي تجمعاً حاشداً في العاصمة طهران بالإضافة إلى متظاهرين يحملون لافتات مؤيدة لآية الله علي خامنئي في مشهد ثاني أكبر مدن إيران حيث تحولت الاحتجاجات على الأسعار إلى احتجاجات سياسية يوم الخميس.
ومن جهته، حذر وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحمان فضلي، اليوم من المظاهرات المناهضة للحكومة: "تلك التجمعات غير قانونية، ونطالب الشعب بعدم المشاركة فيها، وإلا ستكون هناك عواقب". وأضاف أن وزارته ستنظر في أي طلبات للتظاهر السلمي يتم تقديمها عبر القنوات المناسبة.
خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
البهائيون مضطهدون في بلد مهد ديانتهم
يحتفل البهائيون بمرور 200 عام على ميلاد مؤسس الديانة البهائية، لكن أتباعه لا يستطيعون أن يحتفلوا بذلك علناً في إيران، حيث مازالوا يتعرضون للاضطهاد والتمييز في بلد ديانتهم الأصلي. في ألبوم الصور هذا نتعرف على هذه الديانة.
صورة من: Getty Images/D.Silverman
احتفالات في كل مكان
في الثاني والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر تحتفل الطائفة الدينية البهائية بعيد ميلاد مؤسسها بهاء الله. وتقام المراسيم الاحتفالية في مركزهم العالمي في حيفا بإسرائيل أيضاً. غير أن هذه المراسم غير رسمية، إذ لا توجد طقوس ثابتة في الديانة البهائية.
صورة من: Getty Images/D.Silverman
ولد قبل مئتي عام
ولد بهاء الله في طهران عام 1817 كأبن لوزير دولة. رفض المناصب، وقرر بدلاً من ذلك تكريس نفسه للعمل الخيري، ولذلك كان يسمى "والد الفقراء" منذ سن مبكرة.
صورة من: Imago/United Archives International
المؤسّس
انضم بهاء الله إلى الحركة البابية التي تأسست من قبل علي محمد الشيرازي، الذي أطلق على نفسه اسم "باب" وأثار اضطهادات عنيفة من جانب المؤسسات الدينية الشيعية. قُتل "باب" في عام 1850، ومن ذلك الحين يُعتبر بهاء الله المؤسس الحقيقي للديانة البهائية، وجاءت تسمية الديانة من اسمه.
صورة من: AP
معبد مع حدائق معلّقة
في النهاية تم القبض على بهاء الله وقضى السنوات الأربعين الأخيرة من حياته في المنفى. أولاً في بغداد، ثم في القسطنطينية وإدرنة، وأخيراً مات عام 1892 في عكا في إسرائيل. ويوجد المركز الإداري والروحي العالمي للبهائيين في حيفا، بالرغم من أن ديانتهم تأسست في إيران.
صورة من: Getty Images/D. Silverman
الرقم تسعة هو رمز الكمال
وتعتبر البهائية، التي انبثقت من الإسلام الشيعي، آخر الديانات التوحيدية، فأتباعه لا يعتبرون أن الرسول محمد هو آخر الأنبياء. ويعتقدون أن هناك إله واحد فقط وأن جميع الأديان والبشرية يشكلون وحدة، والنجمة التُساعية هي رمز هذه الوحدة، لأن تسعة هو أعلى رقم يتكون من مرتبة واحدة فقط.
صورة من: CC BY 2.0/Vandelizer
معابد في كل مكان
وعلى الرغم من الاضطهاد والقمع، تمكنت الديانة البهائية من الانتشار، وظهرت تجمعات لهم في أوروبا وأمريكا الشمالية. اليوم يتواجدون في الهند أيضاً، ويوجد في نيودلهي معبد اللوتس (الذي يظهر في الصورة)، بالإضافة إلى وجودهم في بلدان أمريكا اللاتينية. يوجد اليوم أكثر من ستة ملايين شخص في حوالي 230 دولة حول العالم ملتزمون بالديانة البهائية التي لا يوجد فيها رجال دين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
مجتمعهم في ألمانيا
وفقاً لبيانات خاصة، يعيش 6 آلاف بهائي فقط في ألمانيا. ومع ذلك، فإن مجتمعهم المحلي له أهمية كبيرة، لأن بيت العبادة في أوروبا يقع في ألمانيا، وبالتحديد في هوفهايم آم تاونوس في ولاية هيسن. وهو مفتوح لجميع الناس بغض النظر عن رؤاهم أو جنسياتهم. وهنا أيضاً يتم الاحتفال بعيد ميلاد بهاء الله.
صورة من: Imago
طهران ضد البهائيين
في إيران يتعرض البهائيون للاضطهاد حتى يومنا هذا. وقد بدأ هذا الاضطهاد في منتصف القرن التاسع عشر، حتى أن المعابد كانت تُدَمّر. ومنذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تعاديهم الدولة بشكل ممنهج. في عام 1983 تم حظر الديانة، وفي عام 1991 وُضعت عقيدة خاصة لهم في تلك الدولة، والهدف من ذلك هو القضاء على البهائيين كمجتمع قابل للحياة في إيران.
صورة من: 2008, Bahá'í International Community
حملة لإطلاق سراح مسؤوليهم
وفي أيار/مايو عام 2008، أصيبت الطائفة البهائية في إيران بصدمة شديدة، حيث ألقي القبض على أعضاء الهيئة الإدارية غير الرسمية للبهائيين والمكونة من سبعة أشخاص في طهران. وبعد أكثر من عامين من السجن بدون تهمة في سجن إيفين، حكم عليهم بالسجن لمدة 20 عاماً في عام 2010. ومن خلال حملة عالمية -على شبكة الإنترنت أيضاً- يدعو نشطاء حقوق الإنسان للإفراج عنهم.
صورة من: Monib Sabet
التضامن مع البهائيين المسجونين
وفي مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل، نزل البهائيون المقيمون هناك إلى الشوارع للمطالبية بإطلاق سراح القياديين البهائيين في إيران.
صورة من: Getty Images/AFP/A. C. Fernandes
واحدة من المسؤولين البهائيين حرة
سواء بسبب ضغط الشارع أو لأسباب أخرى، أعلن مركز حقوق الإنسان في إيران في أيلول/سبتمبر أنه تم الإفراج عن ماهفاش سابيت في السنة العاشرة لسجنها، والتي كانت واحدة من سبعة معتقلين من القيادة البهائية. كما سيتم الافراج عن الستة الآخرين لأنه تم تخفيض العقوبات بالسجن إلى عشر سنوات.
صورة من: Center for Human Rights
تعليم قليل للبهائيين
ومع ذلك، لم يتغير شيء فيما يتعلق بوضع البهائيين في إيران والبالغ عددهم 300 ألف، والذين أعربوا عن أملهم في أن يستفيدوا من تخفيف العقوبات بعد الاتفاق النووي وفي عهد حسن روحاني الذي اعتبر أكثر اعتدالاً ممن سبقه. لكن الواقع أن وضعهم لا يزال سيئاً: فالمنازل تحترق، ويتم انتهاك قدسية المقابر، ويتم إبعاد البهائيين عن التعليم. ديانا هودالي/ محي الدين حسين