إيران: ما دلالات دعوة ممثلين عن الغرب لمراسم تنصيب روحاني؟
٢١ يوليو ٢٠١٣دعت وزارة الخارجية الإيرانية للمرة الأولى في تاريخ تنصيب الرؤساء الإيرانيين ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. هذا الخبر الذي انتشر بسرعة البرق نقلته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" اليوم الأحد (21 تموز/ يوليو 2013 .
ومن المقرر أن يؤدي الرئيس المنتخب حسن روحاني اليمين القانونية في الرابع من شهر آب/ أغسطس المقبل. وكان المرشح المعتدل حسن روحاني قد فاز في الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية في الرابع عشر من حزيران/ يونيو الماضي بنسبة تزيد قليلا عن 50 في المائة من مجموع أصوات الناخبين. وقد تفوق روحاني على كل المرشحين المحافظين في الجولة الأولى ما منحه زخما قويا وموقفا صلبا في مواجهة رجل إيران الأول المرشد علي خامنئي.
ويقول المراقبون إن هذا التحرك يمكن أن يكون بمثابة الخطوة الأولى من جانب رجل الدين المعتدل حسن روحاني لتحسين علاقات إيران المتوترة مع الغرب. وكان روحاني قد تحدى في برنامجه الانتخابي السياسات الانعزالية للرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد. وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أنه تم إرسال دعوات لكافة زعماء العالم.
القوى الكبرى ترى في روحاني فرصة لتسوية الخلاف النووي
ومن المعروف أن القوى العالمية الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني عبرت أكثر من مرة عن أملها أن يكون الرئيس الإيراني الجديد المعتدل حسن روحاني أكثر استعدادا لتسوية الخلاف النووي الذي طال أمده، خصوصا وأنه منزعج من العقوبات ويخشى من امتداد الاضطرابات في المنطقة إلى بلاده. وتأمل القوى الست، الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أن تنجح الضغوط الاقتصادية في إجبار إيران على الحد من نشاطها النووي الذي تشتبه القوى العالمية في أنه ذات أهداف عسكرية.
وترى مصادر دبلوماسية غربية أن فوز روحاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئيسية يرجع بشكل كبير إلى تعهده بإصلاح الاقتصاد وسيتعرض للضغط في الأشهر المقبلة لتنفيذ وعده. ويعي روحاني أن شعبيته ستتراجع سريعا إن لم يتم إحراز تقدم وتخفيف العقوبات على الأقل، الأمر الذي سيتطلب الحد من النشاط النووي لإيران. هذه المصادر ترى أن انتخاب روحاني يمكن أن يوفر فرصة، وهي تتوقع أن ترى "تغييرا في اللهجة."
تأتي هذه التصريحات عقب اجتماع عدد من كبار مسؤولي الدول الست في بروكسل هذا الأسبوع لوضع إستراتيجية لمستقبل الدبلوماسية النووية بعد الانتخابات الإيرانية. وأضاف مصدر دبلوماسي غربي قائلا "تراقب إيران باهتمام أيضا ما يحدث في جوارها خصوصا مصر وسوريا." وأشار إلى أن عمل روحاني مفاوضا إيرانيا في الملف النووي في السابق يعني أنه سيكون مهتما بالجهود الدبلوماسية النووية أكثر من سلفه محمود أحمدي نجاد.
وقال دبلوماسي غربي آخر إن الدول الست ترى انتخاب روحاني "أفضل النتائج الممكنة"، ولكنه عبر عن مخاوفه من أن لهجة روحاني التي قد تكون أكثر تصالحية يمكن أن تخفي وراءها عجزا عن العمل، إذ "من السهل إعطاء انطباعات إيجابية دون تحقيق نتائج فعالة".
أ.ح/ ح.ع.ح (د ب أ، رويترز)