1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيران.. دبلوماسية الرهائن لتحقيق مكاسب سياسية!

١١ أغسطس ٢٠٢١

بشكل منهجي وتعسفي، يتم في إيران اعتقال أجانب أو إيرانيين من أصحاب الجنسيات المزدوجة وتقديمهم للمحاكمة. وتستخدم القيادة في طهران هؤلاء كورقة ضغط ضد دول عديدة، من بينها ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

ناهد تقوي، سيدة ألمانية إيرانية توجد رهن الاعتقال في طهران منذ أكتوبر / تشرين الأول 2020.
خلف أبواب مغلقة وبدون الكشف عن أدلة الاتهام جرى في طهران الحكم على ناهد تقوي بالسجن أكثر من عشر سنوات. صورة من: Privat

لا تزال ناهد تقوي رهن الاعتقال، فقد اعتقلت المرأة الألمانية الإيرانية البالغة من العمر 67 عاما في العاصمة الإيرانية طهران في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وحكمت عليها محكمة الثورة الإسلامية بالسجن عشر سنوات وثمانية أشهر بسبب مزاعم بأنشطة سياسية. ومحكمة الثورة الإسلامية في إيران هي محكمة استثنائية تعقد فيها محاكمات لأولئك الذين، في رأي النظام الإيراني، يريدون الإطاحة بالحكومة الإسلامية.

وقد جرت جلسات محاكمة ناهد تقوي، مثلها مثل جميع القضايا الأخرى، خلف أبواب مغلقة. ولم يتم الكشف عن الأدلة ضد المتهمة. أما تقوي نفسها فقد رفضت التهم الموجهة إليها بـ "الانتماء لمنظمة غير مشروعة" و"ترويج الدعاية المناهضة للنظام" الإيراني. ويقول المحامي الإيراني سعيد ديهغان في مقابلة مع DW: "إن الإجراءات العادلة والشفافة هي مسألة ثانوية بالنسبة للمحكمة".

المحامي ديهغان مُطلع على ملفات الأجانب أو الإيرانيين ذوي الجنسية المزدوجة المسجونين في إيران. وفي الوقت الحالي هو وكيل لسجينين فرنسيين. ويواصل حديثه قائلا: "يقبع السجناء في الحبس الانفرادي لفترة طويلة، ويتم استجوابهم لساعات بدون مستشار قانوني من أجل العثور على أي شيء قد يكون سببا في إدانتهم. وفي كثير من الأحيان لا يسمح لمحامييهم بقراءة الملفات إلا قبل المحاكمة بوقت قصير. وفي النهاية، لا تكون لديهم فرصة للدفاع عن موكليهم ضد التهم الموجهة بدون أدلة. ونحن نعلم أنهم يحتجزون كرهائن ليتم مبادلتهم فيما بعد".

"فاتورة حساب مفتوح"

منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، تعتقل إيران بشكل منهجي المواطنين الأجانب أو الإيرانيين ذوي الجنسية المزدوجة، وتستخدمهم على وجه التحديد كوسيلة للضغط من أجل الحصول على تنازلات سياسية. فبعد انتصار الثورة مباشرة، اقتحم طلاب متدينون السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 دبلوماسياً أمريكياً كرهائن. وطالبوا بتسليم آخر ملوك إيران، الشاه محمد رضا بهلوي، الذي فر إلى الولايات المتحدة. ولم تنته عملية احتجاز الرهائن إلا بعد 444، وبعدما حصلت إيران على 8 مليارات دولار أمريكي من الأموال المجمدة.

ويقول أوميد معماريان في مقابلة مع DW: "إذا تم اعتقال وإدانة مواطني دولة ما في إيران، فعلى المرء أن يفترض أن إيران غاضبة لسبب ما ولديها فاتورة حساب مفتوح مع هذا البلد".

لقد حصل معماريان في عام 2005 على أعلى وسام من منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان وهي "جائزة المدافع عن حقوق الإنسان". وهو اليوم رئيس قسم الاتصالات في منظمة "دوان" (DWAN)، وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك تعمل من أجل تعزيز الديموقراطية في العالم العربي.

ويقول معماريان: "مقارنة بالدول الغربية الأخرى، تتمتع ألمانيا بعلاقات جيدة مع إيران"، ويضيف بأن "ألمانيا لا تزال أكبر شريك تجاري لإيران في الاتحاد الأوروبي ولعبت دورا رئيسيا في المفاوضات النووية مع إيران حتى عام 2015. علاوة على ذلك تحفظت برلين في انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران".

إدانة دبلوماسي إيراني في بلجيكا

وبإمكاننا أن نخمن فقط لماذا أصبحت ألمانيا الآن في مرمى نيران الحرس الثوري، ولماذا انتهى الأمر بناهد تقوي في سجن إيراني. فقد يكون أحد الأسباب هو سجن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي. حيث جرى القبض على أسدي داخل الأراضي الألمانية في عام 2018 بناءً على مذكرة اعتقال أوروبية وتم تسليمه لاحقا إلى القضاء البلجيكي.

وفي أوائل عام 2021، حكمت محكمة في أنتويربن ببلجيكا على أسدي بالسجن لمدة 20 عامًا بسبب خطط مفترضة لاغتيال بعض معارضي الحكومة الإيرانية. ووفقا لتصريحات المحققين البلجيكيين فإنهم أحبطوا هجوما بالقنابل في "فيلبينت" بالقرب من باريس في يونيو/ حزيران 2018. وكان أسدي وقت الأحداث هو السفير الإيراني في فيينا، ويفترض أنه كان العقل المدبر لمخططات الاغتيال. وقيل إنه في محادثات له مع الشرطة البلجيكية، صرح أسدي بأنه لم يكن يتوقع سجنا طويلاً وأنه توقع أن حكومته ستبادله بسرعة بسجين أوروبي.

الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، أدين في بلجيكا بالتخطيط لاغتيال معارضين وتنفيذ هجمات بالقنابل في أوروبا. صورة من: Tasnim

الاستعداد لتبادل الأسرى

ومنذ اعتقال أسد الله أسدي تم اعتقال أربعة ألمان في إيران. ومن الممكن التفكير في حدوث تبادل مع الطبيب السويدي الإيراني أحمد رضا دشالي، المحتجز منذ أربع سنوات ويواجه عقوبة الإعدام بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل". ولا يُعرف إجمالي عدد الأجانب الذين يقبعون خلف القضبان في إيران.

ورغم أن إيران تريد العودة إلى الاتفاق النووي، إلا أنها تتحفظ على مواطنين من جميع الدول الغربية التي وقعت معها الاتفاق النووي. وقد دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران إلى الإفراج عن جميع "رعايا بلادهم المحتجزين تعسفيا"، وذلك في فبراير / شباط، قبل وقت قصير من بدء محادثات فيينا بشأن إمكانية العودة إلى الاتفاق. وبعد ذلك بوقت قصير، أبدت إيران استعدادها لتبادل الأسرى "لأسباب إنسانية".

دوافع التبادل

أولاً، أرادت إيران إطلاق سراح أربعة مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران مقابل أربعة مواطنين إيرانيين أدينوا في الولايات المتحدة بانتهاك العقوبات الأمريكية ومقابل الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأموال المجمدة.

لكن في 3 أغسطس/ آب، أفاد موقع "Nournews.ir"، التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، أن المحادثات حول تبادل السجناء مع الولايات المتحدة قد توقفت بسبب "السلوك الجبان من قبل حكومة الولايات المتحدة". وبذلك أكدت إيران بشكل غير مباشر أنها تستخدم السجناء الأجانب كورقة ضغط للحصول على مكاسب سياسية. وإن ادعاءها الإفراج عن السجناء "لأسباب إنسانية" هو مجرد ادعاء زائف لا غير. ومصير الأشخاص يكاد لا يلعب دورا في حسابات إيران.

وتقول مريم كلارين ابنة ناهد تقوي عندما سألتها DW عن أمها: "حالة ناهد تقوي ليست جيدة".

مريم كلارين ابنة ناهد تقوي: من أجل زيادة الضغط على ألمانيا، رفضت إيران طلب والدتي للحصول على إجازة طبية من السجن. صورة من: Hossein Kermani/DW

وتضيف مريم أن والدتها "أصيبت بـكوفيد- 19 في سجن إيفين بطهران. ومنذ حوالي شهر تفشى وباء كورونا في جناح النساء بالسجن. وتم منح أكثر من 15 امرأة إجازة من السجن بسبب الإصابة، لكن ناهد تقوي ليست منهن على الرغم من سنها وما تعانيه من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. وخلافا لتوصية من طبيب السجن، تم رفض طلبها للحصول على إجازة طبية من أجل زيادة الضغط على ألمانيا". وتؤكد كلارين أن "دبلوماسية الرهائن للجمهورية الإسلامية معروفة جيداً لدى الجميع".

شابنام فون هاين/ ص.ش

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW