بينما يجري البرلمان الباكستاني نقاشا حول احتمال مشاركة إسلام آباد في تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية، قال وزيرا خارجية إيران وباكستان إنهما يريدان "تسهيل" الحوار اليمني بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع في البلد.
إعلان
أكد وزيرا الخارجية الإيراني والباكستاني مساء الأربعاء (الثامن من نيسان/ أبريل 2015) أنهما يريدان "تسهيل" الحوار اليمني لإيجاد حل سياسي للنزاع الذي يهز هذا البلد مع استمرار تعرض مناطق فيه لضربات جوية من ائتلاف تقوده السعودية. وترغب إسلام أباد في تشجيع الحوار في اليمن مع التأكيد على استعدادها للتدخل عسكريا في حال تعرضت وحدة أراضي السعودية لأي تهديد.
استقبل وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز في إسلام آباد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حيث دعا الوزيران إلى تشجيع "الحوار اليمني" لإخراج البلاد من الأزمة الحالية. وقال ظريف "وقف إطلاق نار ومساعدة إنسانية وحوار يمني وتشكيل حكومة وحدة! على اليمنيين أن يقرروا كيفية التوصل إلى ذلك. لا يمكننا إلا تسهيل ذلك كدول مجاورة ودول المنطقة ودول ذات نفوذ. هذه هي النقاط الأربع التي تحدد نهج حكومتنا وأعتقد أن هناك توافقا" على النهج الواجب اعتماده.
وأضاف أن هذا "التوافق" حول الموقف الإيراني ناجم عن لقاءات مع مسؤولين في سلطنة عمان البلد المجاور لليمن، وتركيا وباكستان وهما بلدان غير عضوين في الائتلاف العربي ولهما أهم جيشين في العالم الإسلامي.
الهجوم السعودي "المضاد" في اليمن....صراع إقليمي طائفي
بعد أطوارالحرب الأهلية في سوريا والعراق التي تتسم بطابع مذهبي، يطفو الآن المشهد اليمني على السطح. العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن ضد الحوثيين تشكل أحدث حلقة في صراع نفوذ إقليمي مع إيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
العملية العسكرية التي بدأت السعودية بشنها في اليمن قالت إنها تتم بالتنسيق مع تحالف يضم عشر دول بهدف التصدي للمقاتلين الحوثيين الذين يحاصرون عدن (جنوب) التي لجأ إليها رئيس هادي عبد ربه منصور. العملية اطلق عليها"عاصفة الحزم" وتشكل أحدث تطور في صراع النفوذ مع إيران.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Ozer
يشكل القصف الجوي محورا أساسيا في عملية"عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، بهدف ضرب مواقع الحوثيين لوقف تقدمهم السريع للسيطرة على عدن عاصمة جنوب اليمن، والتي تشكل آخر معقل للرئيس الشرعي هادي عبد ربه منصور.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
تتخوف القوى الكبرى من قيام الحوثيين بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بسبب ارتباطهم بإيران التي تسيطر بدورها على مضيق هرمز، وهو المضيق الاستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
صورة من: Reuters/N. Quaiti
دعا زعيم الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى "التعبئة العامة" لمحاربة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، كما قال. أما السعودية فهي قلقة من تطور الوضع في اليمن ومن ازدياد مستوى نفوذ غريمتها إيران بعد تقدم الحوثيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
لا تزال البحرين معرضة لحدوث اضطرابات منذ أن فشلت انتفاضة 2011 التي قادتها الأغلبية الشيعية. وكانت السعودية قد قامت بإرسال قوات أمنية لإخماد الانتفاضة. وتم توجيه انتقادات للسعودية من طرف المعارضة في البحرين ومن إيران أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد فرار أفراد من الجيش العراقي من الخدمة خلال صيف العام الماضي، شكلت عشرات الجماعات شبه عسكرية وتابعة للحكومة العراقية ما يسمى ب"الحشد الشعبي" المدعوم من إيران لمحاربة "داعش".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
هناك تخوفات من أن تقوم قوات "الحشد الشعبي"، وغالبيتها من الشيعة، بالانتقام من المواطنين السنة. ويخوض مسلحو "الحشد الشعبي" الآن معركة بهدف استعادة مدينة تكريت السنية، مسقط رأس صدام حسين، من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/A. Al-Rubaye
تعمل إيران على دعم النظام السوري وتقدم له الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ نحو أربع سنوات. كما يحضى نظام الأسد أيضا بدعم كبير وفاعل من حزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters
بمساندة من حزب الله يحاول الجيش السوري استعادة سيطرته على أراضي لها أهمية حيوية، كما تقوم إيران بدعم سوريا وتقدم لها الخبرات اللازمة للحفاظ على السلطة في البلد الذي مزقته الحرب منذ نحو أربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa
أدت الحرب في سوريا وقتال حزب الله إلى جانب نظام الأسد لمواجهة "داعش" إلى أزمة سياسية في لبنان. فحتى الآن لم يتوصل الفرقاء السياسيون في لبنان إلى انتخاب رئيس الدولة، حيث لازال منصبه شاغرا.
صورة من: picture alliance/ZB
تسعى إيران من خلال تشديد قبضتها على اليمن والعراق وسوريا ولبنان إلى تحقيق امتيازات قبل التوصل إلى أي اتفاق نووي مرتقب، غير أن طموح إيران النووي يولد تخوفات لدى دول عربية سنية مثل السعودية، الخصم التقليدي لإيران.
صورة من: picture alliance/HANS PUNZ/APA/picturedesk.com
11 صورة1 | 11
بدوره شدد وزير الخارجية الباكستاني عزيز على أن "قرار تسوية" في مجلس الأمن الدولي قد يسهل وقفا لإطلاق النار ومفاوضات السلام. بينما قال ظريف "على الجميع أن يسهل هذا الحوار لإيجاد حل سياسي. هل تريدون ممثلا للأمم المتحدة للقيام بذلك؟ (...) هناك مباحثات جارية في هذا الخصوص".
وردا على سؤال حول الدعم الإيراني للحوثيين الذين طردوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من السلطة، قال الوزير الإيراني في اتهام ضمني إلى السعودية "نحن لا نقصف أي مكان. لا تستهدف طائراتنا المستشفيات والجسور ومصانع الطحين. لكننا لا نريد تأجيج الماضي نريد طي صفحة" هذا النزاع.
وتلبية لطلب رئيس الوزراء نواز شريف يجتمع البرلمانيون الباكستانيون منذ الاثنين في جلسة برلمانية خاصة لمناقشة مشاركة باكستان في التحالف الذي تقوده السعودية. وأبدى العديد من النواب تحفظات مؤكدين أن باكستان دفعت ثمنا باهظا لتدخلها في أفغانستان وتعيش فيها ثاني أهم مجموعة شيعية في العالم بعد إيران.