إيزيدية من ضحايا داعش تتهم الأمن الألماني بعدم التعاون معها
١٨ أغسطس ٢٠١٨
لا تزال قضية الشابة الإيزيدية التي تقول إنها التقت بخاطفها "الداعشي" بألمانيا تتفاعل، فبعد عودتها إلى شمال العراق، اتهمت سلطات الأمن بألمانيا بعدم التعاون، على الرغم من معرفتهم بقصتها.
إعلان
قالت الشابة الإيزيدية أشواق حاجي حميد تالو في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن سلطات الأمن الألمانية لم تتواصل معها مؤخرا، رغم أن الاتصال بها متاح في شمال العراق، وأضافت: "لماذا لم يتصلوا بي؟".
وكان مكتب الشرطة الجنائية المحلي في ولاية بادن-فورتمبرغ ذكر يوم الأربعاء الماضي على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" أنه لا يمكن مواصلة التحقيقات في هذه الواقعة حاليا، "لأن الاتصال بالشاهدة لتوجيه استفسارات لها غير متاح الآن". كما أعلن الادعاء العام الألماني أن السلطات فشلت في توجيه استفسارات للإيزيدية (19 عاما) مطلع حزيران/يونيو الماضي، لأنها كانت في ذلك التوقيت خارج البلاد.
وبحسب بيانات أشواق، قام تنظيم داعش باختطافها عام 2014 وبيعها في سوق الرقيق لأحد أعضاء التنظيم، والذي قام بضربها والاعتداء عليها لشهور قبل أن تتمكن من الفرار منه والسفر إلى ألمانيا. وذكرت أشواق أنها لاقت في موطنها الجديد بمدينة "شفيبيش غموند" في ولاية بادن-فورتمبرغ الألمانية هذا الرجل في أحد الشوارع، مضيفة أنه هددها مجددا. وصرحت أشواق لـ "د.ب.أ": "قال لي إنه يعرف كل شيء عن حياتي في ألمانيا. شعرت بالخوف لدرجة أنني لم أستطع الحديث". ويجري الادعاء العام الألماني تحقيقات في هذه الواقعة منذ حزيران/ يونيو الماضي.
الفتاة الهاربة من "مستعبدها الداعشي" لا تنوي العودة لألمانيا
03:20
وكانت صحيفتا "فيلت" و"بيلد" الألمانيتان تحدثتا عن الواقعة أولا استنادا إلى موقع إخباري عراقي وفيديو على الإنترنت. وقالت متحدثة باسم الادعاء العام أمس الجمعة إن الشرطة رسمت صورة للمشتبه به بناء على أوصاف أشواق، وحاولت العثور على الرجل، إلا أن بيانات الفتاة لم تكن دقيقة للغاية، كما أن اسم الرجل الذي ذكرته لم يكن مطابقا لأي فرد مشتبه به.
وفي المقابل، دعم تحقيق إخباري لإذاعة جنوب غرب ألمانيا إفادات الفتاة، حيث قالت نائبة رئيس المجلس المركزي للإيزيديين في ألمانيا، زمفيرا دلوفاني، في تصريحات للإذاعة إن فتيات أخريات تعرفن على الداعشي المشتبه به. ورفضت دلوفاني الإدلاء ببيانات عن هوية هؤلاء الفتيات حاليا. ولا ترغب أشواق في العودة إلى ألمانيا بعد الآن، بل تريد البقاء في موطنها بشمال العراق، حيث قالت: "شعرت بخوف شديد، لم أستطع البقاء في ألمانيا"، مضيفة أنها سافرت إلى ألمانيا لكي تنسى خاطفها، إلا أن هذا لم يعد ممكنا هناك.
هـ.د/ ع.ج (د ب أ)
بعد الاغتصاب والعبودية.. ألمانيا تمنح الأمل لضحايا "داعش" الإيزيديين
تعرضوا للاغتصاب والعبودية. الإيزيديون الذين تمكنوا من الهرب من تنظيم "داعش" الإرهابي تحدثوا عن أحداث مفجعة. جامعة دهوك في العراق تهتم بالموضوع وافتتحت مركزا لمعالجة الصدمات النفسانية بدعم ألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
أمل في تلقي المساعدة
أمضت بروين علي باكو البالغة من العمر 23 عاما سنتين في المعتقل مع ابنتها في قبضة ميليشيا داعش الإرهابية. "لما زلتُ لا أشعر بالارتياح"، تقول بروين. وهي تعيش اليوم في معسكر للاجئين في شمال العراق. لكن بروين علي باكو تبقى متوترة، وتقول إنها لا تقدر على النوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مركز العلاج الأول من نوعه في دهوك
عندما تسمع بروين علي باكو أصواتا مرتفعة، فإنها ترجف، لأن ذلك يذكرها باختطافها. وهي تعلق أملا كبيرا على مركز معالجة الصدمات بالعراق. إنه المركز الأول من نوعه في المنطقة ويتم تمويله كجزء من مشروع كبير من أموال من ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية التي تمكنت من تولي رعاية 1100 امرأة إيزيدية في 21 من المدن والقرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
مساعدة للاجئين في معسكر "كبارتو"
يمكن الآن تقديم المساعدة مباشرة في العراق. البرنامج الذي تم اعتماده لثلاث سنوات خصصت له ولاية بادن فورتمبيرغ 95 مليون يورو. ويُتوقع رعاية الأشخاص المعنيين بعدة إجراءات ليتمكنوا من التكيف مع مصيرهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
لم يكن أحد مختص في معالجة الصدمات
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بلا هوادة في الموصل بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية ينجح عدد متزايد من المختطفين من الهرب من قبضة الإرهابيين.ويوجد 26 طبيبا نفسيا في منطقة كردستان المستقلة، لكن لا أحد منهم مختص في معالجة الصدمات. على الأقل ليس في الوقت الحاضر.
نور في نهاية النفق
الجالية الإيزيدية في ألمانيا تضم 100 ألف عضو. واحد منهم هو الخبير في علاج الصدمات يان كيزيلهان الذي جاء إلى ألمانيا في السادسة من عمره، وكان الفاعل الرئيسي في إنشاء معهد معالجة الصدمات في دهوك العراقية. ويتضمن البرنامج مشروع تدريب لمختصين محليين لمعالجة النساء مثل بروين علي باكو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
تدريب طاقم الأخصائيين
يُتوقع تدريب طاقم الأطباء خلال السنوات الثلاث المقبلة من قِبَل 30 أخصائيا محليا وألمانيا. وسيتم اعتماد البرنامج على المستوى الإقليمي. والهدف هو تدريب أكثر من 1000 طبيب نفساني خلال السنوات العشر المقبلة. ويمكن للطلبة اجتياز امتحان شهادة الماستر المزدوجة في العلاج النفسي وعلاج الصدمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Martins
"واجب تقديم المساعدة"
يان كيزيلهان تبادل الرأي حول الموضوع مع شيخ القبيلة بابا شيخ، وكذلك مع آلاف النساء الإيزيديات في معسكرات اللاجئين: "الأمر يتعلق هنا بصدمة جماعية وكذلك إبادة جماعية، وعليه يجب علينا تقديم المساعدة ـ من واجبنا المساعدة". إعداد: بيرغهاوزِن/ هودالي / م.أ.م