إيطاليا - آخر زعيم كبير للمافيا يدخل غيبوبة "لا رجعة منها"
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٣
ظل هاربًا وعرف بالقسوة وانعدام الرحمة طوال سنوات زعامته لواحدة من أكبر عصابات المافيا الإيطالية، التي دارت حولها أحداث الفيلم الشهير "العراب". ودخل ميسينا دينارو فيما وصفه أطباء "بغيبوبة لا رجعة منها".
إعلان
أفادت تقارير طبية اليوم السبت بأن ماتيو ميسينا دينارو زعيم عصابة "كوزا نوسترا"، والتي تُعد واحدة من أشهر عصابات المافيا الإيطالية، يقبع حاليًا في المستشفى في غيبوبة مستمرة.
تلقى ميسينا دينارو العلاج في زنزانته بسجن لاكويلا حيث كان يقضي أحكاما عدّة ضده بالحبس مدى الحياة. لكن في أوائل شهر آب/ أغسطس، نُقل إلى جناح السجناء في مستشفى "سان سالفاتوري" بمدينة "لاكويلا" وسط إيطاليا لتدهور حالته الصحية.
وخضع ميسينا دينارو، البالغ من العمر 61 عامًا، لجراحة في الأمعاء. وعلى الرغم من نجاح العملية، كان السرطان قد وصل بالفعل لمرحلة متقدمة.
وبحسب تقارير إعلامية، أُصيب ميسينا دينارو بنزيف حاد ودخل في "غيبوبة لا رجعة منها"، وتوقّف الأطباء عن إمداده بالتغذية ولن يتم إنعاشه بناء على طلب منه.
دينارو "عديم الرحمة"
وكان ميسينا دينارو على مدى سنوات شخصية بارزة في مافيا "كوزا نوسترا"، التي دارت حولها أحداث أجزاء الفيلم الشهير "العراب" (ذا غاد فاذر).
وعُرف ميسينا ديناور بأنه واحد من زعماء العصابة "عديمي الرحمة"، وتمت إدانته بالضلوع في تفجيرات أوقعت قتلى شهدتها كلًا من روما وفلورنسا وميلانو عام 1993. كما تمت إدانته بالضلوع في اغتيال القاضي جوفاني فالكوني عام 1992 وخطف فتى يبلغ 12 عامًا، هو ابن شاهد في القضية فالكوني، وقتله لاحقًا.
الرقمنة تنتشل أحياء إيطالية من المافيا
02:51
وأصدر القضاء الإيطالي في حق ميسيتا دينارو ستة أحكام بالحبس مدى الحياة، وفُقد أثره في صيف عام 1993 ليتصدر اسمه قائمة المطلوبين في إيطاليا.
وقضى المحققون سنوات طويلة يتعقّبونه، وتنصّتوا على أفراد عائلته وأصدقائه. وخلال عمليات التنصّت سمعوا نقاشًا حول مشاكل صحية لشخص ما لم يُكشف اسمه وإصابته بالسرطان ومعاناته من مشاكل في النظر، ولاحقا تيقّن المحققون من أن الشخص هو ميسينا دينارو.
واستند المحققون إلى قاعدة بيانات النظام الصحي العام للبحث عن مرضى ذكور تتطابق أعمارهم وسجلاتهم الطبية مع الشخص المطلوب، حتى تمكّنوا من العثور عليه.
وعلى الرغم من ارتياح ذوي ضحاياه لاعتقاله، لم يكشف زعيم العصابة أي معلومات عنالأنشطة الإجرامية التي تورط فيها. حتى أنه في مقابلات أجريت معه خلال فترة اعتقاله، نفى ميسينا دينارو أنه عضو في عصابة "كوزا نوسترا".
د.ب/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
عندما يتحول عضو عصابة إجرامية إلى خباز!
الانتماء إلى عصابة إجرامية والعيش في أحضانها أمر خطير جداً. في السلفادور، تمكن ويلفريدو غوميز، بعد قضاء عشر سنوات في السجن، من توديع حياة الجريمة ليتحول إلى خباز مندمج في حياة سلمية بعيدة عن الإجرام.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
هذه الأيادي قامت من قبل بتهريب المخدرات واستعمال أسلحة في عمليات إجرامية لخدمة عصابة "الشارع الثامن عشر". والآن فهي تعجن خبزاً في سان سلفادور. يدير ويلفريدو غوميز مخبز كنيسة "ابن عيزر" في العاصمة السلفادورية. غوميز عضو سابق في عصابة الشارع الثامن عشر، ويعمل معه في المخبز عشرة أعضاء سابقين في العصابة تخلوا عن الجريمة لصالح حياة سلمية جديدة.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
من بين واجبات ويلفريدو غوميز إنجاز حسابات المخبز. وكان غوميز، البالغ من العمر 40 عاماً، قد انضم كمراهق إلى عصابة الشارع الثامن عشر في لوس أنجلوس الأمريكية. هذه العصابة، ذات الهياكل الشبيهة بهياكل المافيا، هي واحدة من عصابات الشباب الإجرامية الأكثر شهرة وتُعرف باسم "ماراس". ويقول غوميز إن السلاح والنساء دفعاه إلى الانتماء إلى هذه العصابة الإجرامية.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
خوليو ماروكين، العضو السابق في العصابة الإجرامية، تخلى عن حياة الإجرام ويساعد الآن في إجراء القداس في كنيسة "ابن عيزر" بحي "دينا" في العاصمة سان سلفادور. غالباً ما تواجه أعضاءاً سابقين في العصابات الإجرامية عقبات عديدة في البحث عن مسكن ووظيفة. لذلك تقوم الكنيسة بتوفير الطعام والملجأ لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
روبيرتو رينديروس هو الآخر ترك العصابة. لكن وشمه اللافت للنظر لا يزال يذكر بالأيام التي قضاها في عالم الجريمة ويترك المجال لشبهات المسؤولين الأمنيين حول شخصيته. ففي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، ألقت الشرطة القبض على جميع عمال المخبز بحجة الاشتباه في تأسيسهم لمنظمة غير شرعية، والسبب في ذلك وشومهم التي تذكر بحياتهم السابقة في العصابة. بعد ذلك تم الإفراج عنهم جميعاً دون توجيه أي تهمة لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
كان راؤول فالاداريس يعرف باسم "الظل" في عصابة الشارع الثامن عشر. لكن هذا الاسم واسم العصابة، الموشوم على وجهه، أصبحا في طي الماضي. وعلى الرغم من تهديد العصابة بتصفية أي شخص يزيل وشم انتمائه إليها، إلا أن فالاداريس قرر التخلص من هذا الوشم في وجهه وإزالته بالليزر.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
"فقدت بيتي وزوجتي وابني وفقدت أفضل سنوات عمري بالاعتقاد في أيديولوجية لا معنى لها". هكذا لخص الخباز ويلفريدو غوميز حياته ضمن عصابة الشارع الثامن عشر. زملاؤه في المخبز يشاطرونه الرأي. لقد أصبح المخبز الآن ليس مكاناً للعمل فقط، بل منبعاً لأحلام مستقبلية أيضاً: "في يوم ما سنتمكن من تأسيس محل نملكه وننافس به بيتزا هت". يوليا فيرجين وشتيفاني إينغليرت/ عبد الكريم اعمارا