إيطاليا أمام منعطف حاد بعد ضربة سالفيني للائتلاف الحكومي
٩ أغسطس ٢٠١٩
هل يشهد الخريف انتخابات مبكرة في إيطاليا بعد دعوة حزب الرابطة لسحب الثقة من رئيس الوزراء؟ رغم الحديث عن مواعيد لسحب الثقة وإجراء انتخابات يبقى الأمر غامضا بشأن رد فعل الرئيس الإيطالي، الذي يتمتع وحده بصلاحية حل البرلمان.
إعلان
يلفّ الغموض المشهد السياسي في إيطاليا في أعقاب تفكك الائتلاف، الذي يحكم البلاد منذ 14 شهرا، بقرار من رجل الحكومة القوي اليميني ماتيو سالفيني، وزير الداخلية ورئيس حزب الرابطة الإيطالي اليميني الشعبوي، الذي أعلن حزبه الجمعة (9 آب/ أغسطس) أنه سيسعى لتقديم اقتراح لمجلس الشيوخ الإيطالي لسحب الثقة من رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، في محاولة للدفع صوب انهيار الحكومة والدعوة لإجراء انتخابات جديدة.
اتهامات باستغلال استطلاعات الرأي
وسارع سالفيني إلى تحويل جولته على الشواطئ التي بدأها الأربعاء وستقوده الأحد إلى صقلية، إلى حملة انتخابية. وبعيد إعلان انتهاء تحالفه مع حزب حركة خمس نجوم الشعبوي الخميس، استفاد من تجمّع في بسكارا ليدعو البرلمانيين إلى "النهوض والعودة إلى روما" بهدف إسقاط الحكومة. وكرر "الكابيتانو" في ترمولي الجمعة "يجب إعطاء الكلمة للإيطاليين (عبر التصويت). إنّه خيار يقوم على أساس الشجاعة، التماسك وأيضاً الكرامة".
واتهم جوزيبي كونتي، الذي لا ينتمي لأي من الحزبين، سالفيني في مؤتمر صحفي، باصطناع أزمة حكومية، والسعي لإجراء انتخابات مبكرة ليستفيد من نسب التأييد المرتفعة التي كشفت عنها استطلاعات الرأي الأخيرة لحزبه.
ومن جانبها دعت رئيسة مجلس الشيوخ رؤساء الكتل إلى اجتماع يوم الاثنين لتحدد معهم تاريخ جلسة حجب الثقة، بينما دعا سالفيني جميع نواب حزبه إلى اجتماع في اليوم نفسه عند الساعة 18,00. وقال النائب اليساري فيديريكو فورنارو: "يتوجب على سالفيني الاحتكام إلى الدستور الذي أدى اليمين بموجبه والتوقف عن التعاطي مع البرلمان كما لو أنّه مصدر إزعاج لمشاريعه السياسية. إيطاليا ليست مثل المجر (في ظل) فيكتور أوربان، ولن تكون كذلك أبداً".
تواريخ كثيرة والأمر بيد الرئيس
مجلس الشيوخ الإيطالي في عطلة صيفية حالياً، ومن المتوقع أن يجتمع الزعماء البرلمانيون الأسبوع المقبل لاتخاذ القرار بشأن عودة النواب من عطلتهم مبكرا. ومن المتوقع أن يتم التصويت على القضايا الرئيسية في العشرين من آب /أغسطس الجاري.
ويستهدف حزب الرابطة إجراء انتخابات في 13 تشرين الأول / أكتوبر المقبل، وهو أمر يستلزم التصويت بسحب الثقة من كونتي في 13 آب/ أغسطس الجاري. ولكن التاريخ الأكثر واقعية لإجراء الانتخابات سيكون نهاية تشرين الأول/ أكتوبر أو بداية تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويمكن لكونتي تقديم استقالته للرئيس الإيطالي في أي وقت، ولكن ليس من المتوقع أن يستقيل قبل إجراء التصويت بسحب الثقة.
وفي حال انهيار الائتلاف الحكومي، يمكن للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الدعوة لانتخابات جديدة، أو تفويض زعيم حزب آخر ليسعى إلى الحصول على أغلبية برلمانية وتشكيل حكومة جديدة.
وتبقى النقطة الغامضة في رد فعل الرئيس الإيطالي الذي يتمتع وحده بصلاحية حل البرلمان بعد مشاورات مع رئيسي غرفتي السلطة التشريعية والقادة السياسيين، ثمّ الدعوة إلى اقتراع. وانتقل ماتاريلا الجمعة إلى سردينيا لقضاء عطلة. ويعارض ماتاريلا إجراء انتخابات بين أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر، وهي الفترة التي يتوجب على حكومة ثالث اقتصاد في منطقة اليورو والمثقلة بالديون، أن تحضّر خلالها موازنة السنة المقبلة وأن تبحثها مع بروكسل وتعرضها على البرلمان للمصادقة عليها.
ص.ش/ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.