صرح خفر السواحل الإيطالي أنه أنقذ مئات من المهاجرين كانوا على متن قوارب مطاطية في البحر الأبيض المتوسط، ووفقا للإحصاءات فإن ارتفاعا كبيرا طرأ على حركة المهاجرين بحرا لا سيما مع تحسن الأحوال الجوية.
صورة من: picture alliance/dpa
إعلان
أعلن خفر السواحل الإيطالي الذي يتولى تنسيق عمليات الإغاثة في البحر الأبيض المتوسط عن إنقاذ نحو 1350 مهاجرا اليوم الخميس (السادس من أبريل/ نيسان) خلال 12 عملية متفرقة، مشيرا إلى انتشال إحدى الجثث.
وأوضح المصدر أن المهاجرين كانوا على متن ستة قوارب صغيرة، خمسة منها مطاطية، مؤكدا العثور على جثة في إحداها. وتابع في بيان أن سفينة لخفر السواحل وسفن تجارية عدة ومركبين تابعين لمنظمات غير حكومية، شاركت في عمليات الإنقاذ.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أعلن خفر السواحل الإيطالي أن سفن إنقاذ تابعة لمنظمات إنسانية تعمل قبالة سواحل ليبيا انتشلت أكثر من 700 مهاجر من سبعة قوارب متهالكة ومكتظة بالركاب أمس الأربعاء، كما أنقذت سفينة الإنقاذ فينيكس التي تديرها منظمة محطة المعونة الخارجية للمهاجرين (مواس) غير الحكومية ومقرها مالطا أكثر من 300 شخص من ثلاثة قوارب في مياه دولية قبالة ساحل مدينة صبراتة الليبية.
ويبدو أن معظم المهاجرين قد خارت قواهم عندما وصلوا إلى سفينة (مواس). وقد أحرقت القوارب التي استخدمها المهاجرون في البحر لمنع المهربين من إعادة استخدامها.
ووفقا لآخر البيانات، وصل 25098 شخصا إلى إيطاليا منذ بداية العام، بزيادة نسبتها 29,87% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2016. وقد بلغ عدد القتلى 663 شخصا منذ بداية العام، مقابل أكثر من خمسة ألاف عام 2016.
ع.أ.ج (رويترز، أ ف ب)
المهاجرون الأفارقة.. وحلم الوصول إلى أوروبا
يغامر الكثير من المهاجرين الأفارقة بحياتهم بغية الوصول إلى السواحل الايطالية الأوروبية، آملين في إيجاد فرص عمل تدر عليهم أرباحاً، إلا أن هذا الحلم سرعان ما يتبدد بعد وصولهم إلى "الجنة الموعودة" بوقت قصير.
صورة من: DW/J.Hahn
بعيداً عن الحلم
في جنوب إيطاليا تُبنى أكواخ في الأحياء الفقيرة للمهاجرين الأفارقة، ففي فصل الصيف يأتي مئات الأشخاص من إفريقيا لكسب عيشهم، إذ يبحثون عن العمل في مزارع الخضار والفواكه. ومؤخراً أصبح الأمر غير مجدي بسبب ارتفاع عدد المهاجرين وانخفاض أسعار المحاصيل.
صورة من: DW/J.Hahn
أحد الأحياء الفقيرة في أوروبا
يعيش حوالي ألف إفريقي في هذه الأحياء الفقيرة بمنطقة بوليا الواقعة جنوب شرق ايطاليا، ويتزايد عددهم في الصيف، فرياح البحر المتوسط تدفع المزيد من الناس للمغامرة بحياتهم والقيام بهذه الرحلة الخطيرة. ويطلق اسم "غيتو" على هذه الأحياء التي تنتشر فيها الأكواخ غير القانونية والقمامة، وهي غير مزودة بالماء والكهرباء ودورات المياه.
صورة من: DW/J.Hahn
سجناء في مناطق نائية
يتوجب على سكان الغيتو التعاون من أجل البقاء على قيد الحياة، فبواسطة مولدات كهربائية يتم توليد الكهرباء. ومن يحترف الصناعة اليدوية يسعى للقيام بأعمال صيانة، كتصليح الدراجات مثلا. فهي وسيلة النقل الوحيدة لكثير من سكان الغيتو، إذ يستعير البعض الدراجة للذهاب إلى العمل في المزارع.
صورة من: DW/J.Hahn
قلب إيطاليا الأخضر
في المناطق المحيطة بمقاطعة فوجيا تنتشر المزارع التي يبحث فيها المهاجرين الأفارقة عن عمل. ويبعد الغيتو عن هذه المناطق حوالي 15 كلم. ومن الصعب إيجاد عمل في منطقة بوليا، فالصناعة قليلة في هذه المنطقة ويعتمد سكانها على الزراعة. وبسبب الأزمة الاقتصادية في أوروبا وصلت نسبة البطالة في هذه المنطقة إلى حوالي 15 بالمائة.
صورة من: DW/J.Hahn
في انتظار حياة أفضل
كسب المال هنا ليس سهلاً، لكن الشاب السنغالي ناغو حصل مؤخراً على عمل لمدة محددة. وبالرغم من أنها فرصة نادرة إلا أن صديقه إيبرا يرى أن عقود العمل المحددة أجورها منخفضة. إذ يبلغ أجر جني ثمار البندورة في الساعة الواحدة حوالي 3 يورهات ونصف، ويتوجب على ناغو دفع ما يعرف بـ"كابورالي" وهي مجموعة من المافيا الإفريقية الإيطالية.
صورة من: DW/J.Hahn
بعيدا عن أنظار الدولة
لا تؤخذ المضايقات التي يتعرض لها سكان الأحياء الفقيرة من قبل مافيات "كابورالي" بعين الاعتبار، إذ تتحكم هذه المجموعات في سكان الأحياء الفقيرة بنظام خاص، فالدعارة وتجارة المخدرات منتشرة يوميا. والحكومة لديها مشاكل أخرى، ولا وقت لديها للسماع إلى السلطات الايطالية في الجنوب.
صورة من: DW/J.Hahn
وسيط بين عالمين
كثير من الايطاليين يعيشون بالقرب من هذه الأحياء الفقيرة، وتعرفوا عليها عبر التلفاز، إذ لا يكاد أن يجرؤ شخص على الذهاب طوعا إلى هذه الأحياء الفقيرة حسبما يؤكد المبشر الكاثولكي أرشانجيلو ماريا، الذي يسعى لتحسين الظروف المعيشية في الغيتو. بمساعدة بعض المتطوعين يقوم بتنظيم دورات لغوية لأولئك المهاجرين، ومعظمهم لا يملك أوراق تثبت شخصيتهم ويعيشون حياة صعبة.
صورة من: DW/J.Hahn
البناء من أجل المستقبل
في "قرية الفن" التي تقع على بعد ساعة واحدة من الأحياء الفقيرة يتعلم المهاجرون الأفارقة فن بناء المنازل، التي سينتقلون للعيش فيها خارج الأحياء الفقيرة مستقبلا. وتشارك السلطات المحلية في تمويل هذا المشروع.
صورة من: DW/J.Hahn
الحصول على الشرعية أخيرا
مابي ندياي مهاجر غير شرعي وتعرض للضرب أثناء عمله كبائع متجول، ليحصل بعد ذلك على مساعدة من القائمين على "قرية الفن"، إذ مُنح تصريح الإقامة. وهو يشغل منصب رئيس منظمة اللاجئين السنغاليين. ويطالب بحصول جميع المهاجرين الأفارقة على وثائق تساعدهم على العيش في إيطاليا بشكل مستقل.
صورة من: DW/J.Hahn
العيش بكرامة
العيش بكرامة هو ما يأمله مامادو لامين غاي من خلال عمله هنا، إذ لم يعد مجبرا على العيش في الغيتو وهو سعيد بذلك. يتذكر مامادو لحظات وصوله إلى هناك والأكواخ المصنوعة من الورق المقوى والبلاستيك. ويصف خيبة الأمل التي أصيب بها بقوله "هذه ليست أوروبا التي طالما حلمت بالوصول إليها".
صورة من: DW/J.Hahn
بدون مستقبل وبدون أوراق ثبوتية
يرغب العديد من المهاجرين الأفارقة في الخروج من الأحياء الفقيرة، إلا أن معاهدات الاتحاد الأوروبي تحول دون ذلك، إذ ينبغي على اللاجئين البقاء في البلد التي وصلوا إليها أول مرة. ويسمح لأولئك الذين يملكون وثائق تسمح لهم بالسفر، بالإقامة لمدة ثلاثة أشهر في بلد أخر من بلاد منطقة شنغن.
صورة من: DW/J.Hahn
تحت سقف غير واق من برد الشتاء
"يقع منزلي حيث توجد باريلا" عبارة كتبها أحد سكان الأحياء الفقيرة على صندوق من الورق المقوى، صنعه كسقف مؤقت للكوخ الذي يسكنه، ليقيه من الأمطار والرياح. ويبلغ عدد اللاجئين الذين يعيشون في ايطاليا حوالي 65 ألف لاجئ، معظمهم من إفريقيا. ويأمل كثيرون منهم بالعودة إلى بلدهم الأم، إلا أن تحمل نفقات تذكرة العودة تمنعهم من ذلك.