إيطاليا- ارتفاع عدد ضحايا قارب اللاجئين واعتقال 3 مشتبه بهم
٢٨ فبراير ٢٠٢٣
ارتفع عدد ضحايا غرق قارب خشبي أمام إيطاليا كان يقل لاجئين إلى أكثر من 60 شخصاً. وألقت السلطات الإيطالية القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم تجار بشر على صلة بالحادث، فيما يدور جدل داخل إيطاليا حول الواقعة.
إعلان
أعلنت السلطات الايطالية أن حصيلة غرق قارب تحطم قارب مهاجرينبالقرب من كروتوني في جنوب إيطاليا الأحد، ارتفعت إلى 64 قتيلا الثلاثاء اليوم الثلاثاء (28 فبراير/شباط 2023)، في مأساة تم على اثرها توقيف ثلاثة بشبهة تهريب البشر.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بعد العثور على جثة جديدة على شاطئ بلدة ستيكاتو، على ما ذكرت متحدثة باسم جهاز الإطفاء في كروتوني الذي لا تزال عناصره تواصل البحث عن ضحايا في البحر على طول سواحل كالابريا، المنطقة الواقعة في اقصى جنوب البلاد.
من ناحيتها قالت وزارة خارجية حكومة طالبان الأفغانية إإن 80 أفغانيا، من بينهم أطفال، لقوا حتفهم في حادث غرق قارب قبالة ساحل جنوب إيطاليا.
ووفق تقارير إعلامية، فقد أبحر القارب الأسبوع الماضي من مدينة إزمير التركية.
ومن بين القتلى نحو 14 طفلاً، فيما نجا من الحادث 80 شخصا قالوا إن القارب كان يحمل على متنه ما بين 150 و200 مهاجر، فيما لا يزال 20 شخصًا في عداد المفقودين، من بينهم "العديد من القُصَّر" ، بحسب منظمة أنقذوا الأطفال التي قالت في تغريدة لها على تويتر إنها تدعم الناجين القادمين من أفغانستان وباكستان والصومال وسوريا ، بمن فيهم 10 قاصرين كانوا يسافرون مع عائلاتهم.
وكتبت المنظمة على تويتر "هناك الكثير من القصر المفقودين". وأضافت أن بعض الذين تم إنقاذهم "شاهدوا أقاربهم يسقطون في الماء ويختفون أو يموتون"، وكتبت في تغريدة أخرى إنه "يجب ألا يضطر أي طفل إلى القيام برحلة مميتة بحثًا عن حياة أفضل"
اعتقال ثلاثة يشتبه بتورطهم في الاتجار بالبشر
من ناحية أخرى، قالت الشرطة الإيطالية اليوم إنها ألقت القبض على ثلاثة رجال يُعتقد تورطهم في الاتجار بالبشر بعد أن وضعوا عدداً كبيراً من الأشخاص على متن القارب الخشبي، فيما يستمر البحث عن رابع بحسب تقارير إعلامية.
وقال اللفتنانت كولونيل ألبرتو ليبوليس إن رجلاً تركياً ورجلين من باكستان أبحروا بالقارب من تركيا إلى إيطاليا رغم سوء حالة الطقس، ووصفهم الناجون بأنهم "الجناة الرئيسيون". وأضاف "أفادت التحقيقات الأولية بأنهم طلبوا من المهاجرين نحو ثمانية آلاف يورو (8485 دولارا) لكل منهم مقابل الرحلة المميتة.. ألقت السلطات القبض على الثلاثة".
وقال روكو مورتاتو، عضو فريق الغوص التابع لقوات الإطفاء "سنواصل البحث في البحر حتى نتأكد من عثورنا على الجميع".
وقال رجال الإنقاذ إن معظم المهاجرين قدموا من أفغانستان بينما جاء آخرون من إيران والصومال وسوريا. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن 20 من مواطنيها كانوا على متن القارب ونجا 16 منهم وما زال أربعة في عداد المفقودين.
من جانبه، ذكر قائد فريق أطباء بلا حدود سيرجيو دي داتو أن بعض الأطفال الذين تم إنقاذهم قد تيتموا بسبب الكارثة. وصرح للصحفيين بأن "فتى أفغانيا يبلغ من العمر 12 عاما فقد عائلته بالكامل .. جميع أشقاءه التسعة ووالديه وأقاربه المقربين". وقال غطاس الإنقاذ ديفيد مورابيتو لراديو راي الإيطالي إنه انتشل جثتي توأمين من المياه. وقال: "عندما ترى أجساد الأطفال الصغيرة الميتة، فإن هذه الصور تخترق قلبك".
جدل في إيطاليا وانتقادات لميلوني
وفي داخل إيطاليا، أدى الحادث إلى تأجيج الجدل حول إجراءات إنقاذ المهاجرين. وخصصت العديد من الصحف الإيطالية تغطية في الصفحة الأولى للحادث، ومنها تصدرت صحيفة لا ستامبا في تورين التي نشرت صورة حطام القارب مع عنوان "مذبحة الأبرياء".
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في مقابلة أمس الاثنين إنها بعثت برسالة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي تدعو فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف القوارب التي تقل مهاجرين إلى بلادها لمنع تزايد الوفيات، وقالت إن الحكومة "مصممة على منع مغادرة تلك القوارب. وقالت ميلوني لشبكة راي التلفزيونية "كلما زاد عدد المغادرين زاد خطر موتهم. الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذه المسألة بجدية وإنسانية هي وقف عمليات المغادرة".
يذكر أن ميلوني كانت قد أعلنت خلال حملتها الانتخابية أنها ستوقف وصول اللاجئين إلى إيطاليا.
وقبل أيام قليلة فقط، أقر البرلمان الإيطالي قانونًا حكوميًا مثيرًا للجدل حول كيفية التعامل مع اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، إذ يجبر سفن الإنقاذ على تنفيذ عملية إنقاذ واحدة فقط لكل مهمة. وفقًا للنقاد، فإن هذا سيزيد بشكل كبير من خطر الوفيات في البحر الأبيض المتوسط.
من جانبه، وصف ماركو بيرتوتو، مدير برنامج أطباء بلا حدود في إيطاليا، تصريحات ميلوني بأنها تمثل "صفعة أخرى في وجه الضحايا والناجين من هذه المأساة". وقال إنه لا ينبغي الخلط بين الإنقاذ البحري والهجرة غير الشرعية.
ووصل مئات الآلاف من المهاجرين إلى إيطاليا بالقوارب خلال العشر سنوات المنصرمة هرباً من الصراع والفقر في أوطانهم.
وأعلن مشروع المهاجرين المفقودين التابع للأمم المتحدة تسجيل أكثر من 20 ألف حالة وفاة واختفاء في وسط البحر المتوسط منذ عام 2014، منهم أكثر من 220 حالة هذا العام، مما يجعله أخطر طرق عبور المهاجرين في العالم.
وبسبب موقعها الجغرافي، تعد إيطاليا وجهة متكررة بشكل خاص للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا قادمين من شمال إفريقيا. وفقًا لوزارة الداخلية الإيطالية، وصل حوالي 14000 لاجئ إلى إيطاليا منذ مطلع 2023. وفي الفترة نفسها من العام الماضي، وصل حوالي 5200 لاجئ.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، ا ف ب)
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.