عدد المهاجرين عبر البحر المتوسط في ازدياد. وإيطاليا تهدد الآن منظمات الإغاثة التي تنقذ أشخاصا من وسط البحر المتوسط بإجراءات مراقبة أكبر. فهل هذه صرخة استغاثة في اتجاه الاتحاد الأوروبي؟
إعلان
تفيد معطيات "المنظمة الدولية للهجرة"، وهي وكالة تتعاون مع الأمم المتحدة أن نحو 85.000 مهاجر هاجروا في النصف الأول من 2017 على متن قوارب من شمال إفريقيا إلى إيطاليا. والعدد يزيد بنسبة 19 في المائة على الرقم المسجل في النصف الأول من السنة الماضية. وأوج "الموسم"، حسب المنظمة الدولية للهجرة لم يبلغ بعد مستواه الأعلى. وقوارب المهربين غير القادرة على الإبحار التي تكون في الغالب ممتلئة تنطلق أساسا من يونيو حتى سبتمبر في البحر، لأن الطقس بين ليبيا وإيطاليا يكون هادئا. ففرصة البقاء حتى اقتراب الإنقاذ تكون بذلك أكبر. وسجلت المنظمة الدولية للهجرة حوالي أكثر من 2000 وفاة على ما يسمى طريق البحر المتوسط الرئيسية في الأشهر الستة الأولى للعام.
جميع محاولات الاتحاد الأوروبي لتخفيض عدد المهاجرين باءت إلى حد الآن بالفشل. والهدف الرسمي للاتحاد الأوروبي هو إغلاق طريق البحر المتوسط على غرار الطريق الرابط بين اليونان وتركيا. وفي المياه الإقليمية أمام ليبيا يجوب أسطول صغير لحماية الحدود الأوروبية لإنقاذ المهاجرين وتخويف المهربين. وتفيد المفوضية الأوروبية أن التعاون مع خفر السواحل الليبيين يتم ببطء، إذ هناك نقص في السفن وفي شركاء واضحين يمكن الاعتماد عليهم في الجانب الليبي.
نحو نصف اللاجئين والمهاجرين الذين أنقذوا لم تنتشلهم سفن تابعة للاتحاد الأوروبي، بل سفن تديرها منظمات إغاثة خاصة. شرطة حماية الحدود الأوروبية فرونتكس وإيطاليا طلبتا من منظمات الإغاثة غير الحكومية قبل سنتين تقديم المساعدة. وينتقد رئيس فرونتكس فابريس ليغيري وسياسيون إيطاليون الآن المساعدين المتطوعين ويتهمونهم بتقديم الدعم للمهربين وتشجيع المهاجرين على القيام بالسفر الخطير. وفي صقلية تحقق النيابة العامة بتهم موجهة لمساعدين بالتعاون مع المهربين في السواحل الليبية. وحتى في مالطا حصلت تحقيقات مماثلة
إيطاليا تفرض قواعد جديدة
الحكومة الإيطالية تريد حاليا مراقبة عمل منظمات الإغاثة بشكل أقوى وتعد لفرض قواعد سلوك وعمل جديدة. وإلى حد الآن تم تنسيق التدخلات التي تقوم بها فرونتكس وسفن منظمات الإغاثة غير الحكومية من قبل البحرية الإيطالية التي تتهم المساعدين بعدم تشغيل الأجهزة التي تحدد موقع سفنهم.
وبدون تشغيل تلك الأجهزة ينتقل المساعدون على ما يبدو إلى المياه الليبية لتولي المهاجرين من داخل القوارب المطاطية والخشبية. ويكون المساعدون والمهربون في تلك اللحظة على تواصل وثيق. وهذه الاتهامات يوجهها أيضا المتحدث باسم خفر السواحل الليبية أيوب قاسم:"هم لا يبالون بالسيادة الليبية على تلك المياه". وإيطاليا تعتزم الآن إلزام سفن الإنقاذ الخاصة بتشغيل أجهزة تحديد الموقع دوما وإبلاغ مركز القيادة للبحرية الإيطالية قبل الشروع في أية عملية إنقاذ.
انتقاد من مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
المفوض الخاص لهيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انتقد في بروكسيل بقوة محاولة تحميل منظمات الإغاثة المسؤولية. "إذا وجب إتباع قواعد سلوك، فيجب أن تسري على الجميع. نحن نلاحظ غالبا وجود سفن تجارية في المنطقة البحرية التي لا تشغل أجهزة الرصد حتى لا تقوم بإنقاذ أشخاص". وعلى هذا الأساس لا يمكن رصد السفن التجارية من قبل مركز الإنقاذ للبحرية الإيطالية وتكليفها بتقديم المساعدة في حال الحاجة. وهذا ينطبق أيضا على سفن حلف شمال الأطلسي التي تجوب المنطقة. وتساءل المفوض الخاص قائلا:" هل بإمكانكم إخباري كم عدد الناس الذين أنقذتهم هذه السفن في السنوات الأخيرة؟" مشيراً إلى أنّ البحرية تفضل العمل دون تشغيل أجهزة الرصد ويحق لها قانونيا القيام بذلك.
رئيس فرونتكس ليغيري اعتبر عمليات الإنقاذ الخاصة تشجيعا للمهربين لأخذ مزيد من البشر بأسعار مرتفعة على متن قواربهم المطاطية غير المؤهلة للإبحار.
إيطاليا قد تغلق بعض الموانئ
وتهدد إيطاليا بذلك بمنع السفن التي تقل مهاجرين تديرها منظمات إغاثة غير حكومية من دخول موانئها. وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي في نهاية الأسبوع:"إذا كانت الموانئ الوحيدة التي تستقبل طالبي لجوء تقع في إيطاليا، فهناك شيء غير صحيح في أوروبا".
وقد ترفض البحرية الإيطالية أيضا تولي رعاية المهاجرين المفقودين في أعالي البحر بواسطة السفن الصغيرة التابعة لمنظمات الإغاثة غير الحكومية. وهذا قد يقلص من مجال عمل هؤلاء المنقذين الخواص. وفي نهاية الأسبوع المقبل خلال اجتماع غير رسمي لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي الـ 28 وعد وزراء داخلية فرنسا وألمانيا بتقديم دعم أكبر لإيطاليا. ويُتوقع الترحيب بالقواعد الجديدة التي فرضتها إيطاليا على سفن الإنقاذ الخاصة من الاتحاد الأوروبي.
لا تضامن مع إيطاليا
والمشكلة العميقة، أي التوزيع الفاشل للاجئين على دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، ورغم مرور سنتين على الخلاف ظلت بلا حل. والدول الأوروبية الأخرى هي في الحقيقة ملزمة بأخذ آلاف المهاجرين من إيطاليا واليونان شهريا. ولكن هذا لا يحصل رغم أن المفوضية الأوروبية توصي بذلك باستمرار، وفتحت بعض التحقيقات ضد دول بسبب خرق الاتفاقيات. وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي عن فتح مراكز ترحيل غير مركزية في جميع أنحاء البلاد، وقال بأنه لا يمكن تحمل الوضع الحالي. كما أن الحكومة الإيطالية تعد لبناء معسكرات إيواء إضافية، معلنة أن المؤسسات الموجودة ستمتلئ قريبا عن آخرها، وأشارت إلى أنه يجب توزيع الثقل في أوروبا. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانس في ستراسبورغ:"طلب إيطاليا بالحصول على تضامن أكثر له ما يبرره"، وأضاف:"نريد تخفيف الضغط عن إيطاليا. دول الاتحاد الأوروبي يجب أن تفعل أخيرا ما وعدت بالقيام به".
واعتبرت متحدثة باسم منظمة إغاثة غير حكومية أن القواعد التي أخذت تفرضها إيطاليا مؤخرا على المنظمات التي تنقذ مهاجرين لا تتعدى أن تكون نداء استغاثة في اتجاه الاتحاد الأوروبي، لأنّ المشكلة تحتاج إلى حل أوروبي.
بيرند ريغرت/ م.أ.م
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.