قال مسؤولون في إيطاليا اليوم الاثنين (16 يناير/ كانون الثاني 2012) إن رجال الإنقاذ علقوا مؤقتا عمليات البحث على متن سفينة الرحلات السياحية الغارقة "كوستا كونكورديا" قبالة سواحل البلاد بسبب حلول الظلام. وقال لوكا كاري الناطق باسم إدارة مكافحة الحرائق الايطالية لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ): "جرى اتخاذ القرار لحماية رجال الإنقاذ، حيث أن أي حركة للسفينة تمثل خطرا عليهم". وأضاف كاري انه لايستطيع الحديث عن فرص العثور على أحياء داخل السفينة.

وكانت عمليات الانقاذ علقت في وقت سابق من نهار اليوم قبل ان تستأنف اثر انحرفت السفينة قليلا بسبب المياه الهائجة. وقال المتحدث ان بدن السفينة يتحرك فيما يبدو حركة محدودة لكنها لا تعتبر خطيرة. بيد انه اضاف ان حالة عدم اليقين زادت بعد انزلاق جسم السفينة ولن تجرى عمليات البحث من الان وصاعدا الا في ساعات النهار.

العثور على جثة سادسة

وقال مسؤولون ان السفينة، التي جنحت وانقلبت بشكل جزئي مساء الجمعة الماضي قبالة سواحل جزيرة جيجليو في البحر المتوسط ، تحركت بمقدار تسعة سنتيمترات. وأضافوا انه تم العثور على جثة أخرى في السفينة، مما يرفع حصيلة ضحايا الحادث إلى ستة قتلى.

وقال لوكا كاري، المتحدث باسم هيئة الإنقاذ لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "الشخص (الذي عثر على جثته) ذكر، ومن سترة النجاة البرتقالية التي كان يرتديها استنتجنا أنه راكب ". وأضاف أنه تم العثور على الجثة على منصة القيادة الثانية في السفينة التي غمرت المياه نصفها.

وأفادت تقارير إعلامية إيطالية بأنه هناك 16 شخصا لا يزالون في عداد المفقودين بحلول بعد ظهر اليوم الاثنين. ومن بين المفقودين عشرة سائحين، يعتقد أن بينهم طفلة في الخامسة من عمرها. غير ان هناك روايات متضاربة حول جنسية المفقودين ، حيث تقول وسائل إعلام إيطالية إن أربعة منهم على الأقل من الإيطاليين ، بينما تقول الشرطة في ألمانيا أنها تلقت شكاوى بشأن فقدان أشخاص من بعض الأقارب الذين يقولون إنهم لا يعلمون شيئا عن 11 مواطنا ألمانيا منذ وقوع الكارثة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه في برلين إن "عددا قليلا من الاشخاص " من الألمان صاروا في عداد المفقودين. وأضاف: "لا نعلم مكانهم".

القبطان في قفص الاتهام

وكان قبطان السفينة فرانشيسكو شيتينو اعتقل أمس الأول السبت، إذ يواجه اتهامات محتملة بالقتل الخطأ والتسبب في كارثة. وتتزايد الشكوك بأن شيتينو ربما أدار دفة السفينة ليقترب من جيجليو لتحية سائحين احتشدوا عند مينائها. وقال شهود إن هذا التصرف تكرر عدة مرات قبل ذلك.

من جانبها ، قالت الشركة المالكة للسفينة مساء أمس الأحد إن قبطان السفينة ربما يكون قد ارتكب "خطأ بشريا جسيما" تسبب في الحادث. وقال بييرلويجي فوشي المدير التنفيذي لشركة "كوستا كروسيير" خلال مؤتمر صحفي: "إن الإجراءات التي جرى تبنيها لم تحترم التدريبات والاستعدادات الصارمة الموثقة".

مخاطر بيئية

وفي هذه الاثناء، قال كورادو كليني وزير البيئة الايطالي إنه سيعلن حالة الطواريء بسبب انقلاب سفينة رحلات قبالة سواحل البلاد الغربية وهو إجراء سيتيح الحصول على أموال حكومية للمساعدة في منع كارثة بيئية. وقال كليني إن بعض المواد السائلة بدأت تتسرب من السفينة لكن من غير الواضح إن كانت وقودا. واضاف أنه يجري وضع حواجز للحماية. وأضاف كليني في مؤتمر صحفي "المراقبة مستمرة لاتخاذ القرارات اللازمة لتجنب المخاطر البيئية."

من ناحية أخرى ، قالت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إنها لا تتوقع أن يكون لغرق السفينة "كوستا كونكورديا" عواقب وخيمة على صناعة السفن السياحية. وقال الأمين العام للمنظمة طالب الرفاعي بمقر المنظمة في مدريد إن الخروج في عطلات بسفن الرحلات السياحية سجل معدلات نمو سريعة خلال الأعوام الأخيرة، ومن غير المحتمل أن يؤثر الحادث علي هذا النمو. وأشار إلى أن "هذا النوع من الحوادث أدى إلى تحسين" اجراءات السلامة في الماضي ، ومن المرجح أن يحدث ذلك مجددا.

(ي ب/ ا ف ب، د ب ا، رويترز)

مراجعة: حسن زنيند