إيطاليا تنسحب من مرافقة "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥
طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني اليوم الثلاثاء (30 سبتمبر/ أيلول 2025) "أسطول الصمود" الدولي الذي يحاول إيصال مساعدات إلى غزة بوقف مهمته على الفور، وقالت ميلوني إن الإصرار على الدخول في مواجهة مع إسرائيل قد يُخلّ "بالتوازن الهش" القائم حاليا والذي قد يُفضي إلى إحلال السلام بناء على الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضافت ميلوني في بيان "سيكون الكثيرون سعداء بعرقلة" هذه الخطة.
وتابعت "أخشى أن تُتيح محاولات الأسطول لكسر الحصار البحري الإسرائيلي ذريعة لذلك. ولهذا السبب أيضا، أعتقد أن الأسطول يجب أن يتوقف الآن".
من جانبه قال "أسطول الصمود الدولي" مساء اليوم إن الخارجية الإيطالية أبلغت المنظمين أن الفرقاطة المرافقة للأسطول ستصدر نداء لا سلكيا، في إشارة فيما يبدو إلى أنه تحذير أولي بانسحابها من مرافقة الأسطول كما سبق وأعلنت روما.
وكانت وزارة الدفاع الإيطالية قد سبق وأعلنت اليوم الثلاثاء عن انسحاب فرقاطتها البحرية من مرافقة "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة، وذلك عند بلوغه مسافة 150 ميلاً بحرياً من الشاطئ، في خطوة تهدف لتفادي تصعيد دبلوماسي مع إسرائيل، التي توعدت بمنع وصول الأسطول إلى القطاع المحاصر.
انسحاب مشروط وتحذيرات مسبقة
وأكدت وزارة الدفاع الإيطالية في بيان رسمي أن الفرقاطة المرافقة للأسطول ستنسحب عند بلوغه مسافة 150 ميلاً بحرياً (278 كيلومتراً) من شواطئ غزة، مشيرة إلى أن السفينة ستصدر تحذيرين للنشطاء، على أن يكون الثاني والأخير عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش.
ويتألف "أسطول الصمود العالمي" من أكثر من 40 قارباً مدنياً، ويضم برلمانيين ومحامين ونشطاء، من بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ. ويهدف الأسطول إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وقالت المتحدثة باسم الأسطول، ماريا إيلينا ديليا، إن النشطاء تلقوا إخطاراً مسبقاً بخطط الانسحاب الإيطالي، لتفادي مواجهة دبلوماسية مع إسرائيل. لكنها أكدت أن الأسطول لا يعتزم التراجع أو الاستجابة للتحذيرات الإيطالية.
هجمات سابقة وتوقعات بتصعيد
ونشر سلاحا البحرية التابعان لإيطاليا وإسبانيا خلال الأسبوع الماضي سفينة من كل منهما لمساعدة الأسطول بعدما تعرض لهجمات بطائرات مسيرة مزودة بقنابل صوتية ومواد مثيرة للحكة في المياه الدولية قبالة سواحل اليونان. ويتوقع النشطاء، بحسب ديليا، هجوماً جديداً خلال الساعات المقبلة، مشيرة إلى أن "جميع المؤشرات تشير إلى ذلك".
ولم ترد إسرائيل رسمياً على اتهامات الأسطول بأنها مسؤولة عن هجمات الأسبوع الماضي، لكنها أكدت أنها ستستخدم "كافة السبل الممكنة" لمنع وصول القوارب إلى غزة، معتبرة أن الحصار قانوني في إطار حربها ضد حركة حماس.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وحذرت وزارة الخارجية الإسرائيلية من أنها ستتخذ الإجراءات الضرورية لمنع دخول الأسطول إلى منطقة القتال ، واقترحت أن يتم تفريغ المساعدات في عسقلان وهي مدينة إسرائيلية على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من
قطاع غزة .
نداء إيطالي أخير لتجنب المواجهة
وقال وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو إنه يتوقع أن يجري اعتراض قوارب الأسطول في المياه المفتوحة وأن يجري إلقاء القبض على النشطاء.
ووجه كروسيتو نداءً أخيراً لأعضاء الأسطول بقبول تسوية تقضي بتسليم المساعدات في قبرص، لكن ممثلي الأسطول رفضوا المقترح، مصرّين على مواصلة رحلتهم نحو غزة.
تحرير: ع.ج.م