ما هي إجراءات قانون "كوترو" الأساسية الموجهة ضد المهاجرين؟
١٣ مايو ٢٠٢٣
في 5 أيار/ مايو، صدر قانون "كوترو" في إيطاليا لتقويض حقوق المهاجرين وإمكانية حصولهم على إقامات، بالإضافة إلى بعض الخدمات الأخرى. ما أهم الإجراءات التي يفرضها هذا القانون والتي ستؤثر على حياة المهاجرين؟
إعلان
أطلق اسم "كوترو" على القانون نسبة إلى بلدة كوترو الواقعة في إقليم كالابريا في أقصى جنوب شبه الجزيرة الإيطالية، حيث عرفت بعد غرق نحو 80 مهاجرا نهاية شباط/فبراير الماضي، كانوا قد غادروا جميعهم الأراضي التركية وتوجهوا بحرا إلى الشواطئ الإيطالية.
نشر نص القانون في الجريدة الرسمية في إيطاليا الجمعة 5 مايو/أيار وتضمن مجموعة من الإجراءات التي تقوض حقوق المهاجرينـ حسب انتقادات معارضي القانون. تتمثل هذه الإجراءات بالتالي:
تقويض الأذونات الخاصة
تريد الحكومة تقويض "الحماية الخاصة"، وهي إقامة تمنح للمهاجرين ممن لا يمكنهم الحصول على حق اللجوء أو الحماية "الإضافية" لكنهم معرضون لمخاطر (كالكوارث الطبيعية وغيرها). كانت تمنح هذه الإقامة لمدة سنتين بالاستناد إلى قانون "لامورجيز" -طبقا لاسم وزيرة الداخلية السابقةـ الصادر عام 2020 إثر إدانة من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان CEDH. وازدادت نسبة المستفيدين من هذه الإقامة بنسبة 736 % بين عامي 2020 و2021.
يرمي قانون "كوترو" الجديد إلى جعل الحصول على هذه الإقامة أكثر صعوبة حيث يستهدف شريحة محدودة ممن "يعانون من أمراض شديدة جدا ولا يمكن معالجتها بطرق مناسبة في البلدان الأصلية". هذا الإجراء الأهم في النص سيعاد صياغته كونه لا يتوافق مع التشريع الإيطالي.
مكافحة المهربين
أدخل قانون "كوترو" نوعا جديدا من الجرائم والذي هو "القتلى والجرحى جراء تهريب المهاجرين غير الشرعيين". وتصل عقوبة المهربين إلى السجن 30 عاما في حال وفاة أحد المهاجرين أو عدة منهم لدى عبورهم البحر المتوسط.
يشدد القانون أيضا العقوبات بحق كل شخص "يحفز ويوجه وينظم ويموّل ويقوم بنقل الأجانب إلى أراضي الدولة" الإيطالية.
تسهيل عمليات الترحيل
كما يتم الاحتفاظ بالمهاجرين ممن اعتُبروا غير شرعيين، في فترات أطول داخل مراكز الاحتجاز، حيث أن المدة القصوى للاحتجاز 135 يوما. وتريد الحكومة بناء "مركز احتجاز للترحيل" CPR في مناطق البلاد الـ20. وحاليا هناك 10 مراكز تتسع إلى 1500 شخص. كما حدّثت إيطاليا لائحتها للبلدان الآمنة حيث يمكن إعادة المهاجرين إليها، وصنفت نيجيريا والجزائر والسنغال والمغرب وتونس وغامبي ضمنها.
تقويض حقوق طالبي اللجوء
سيكون استقبال المهاجرين ضمن "نظام الاستقبال والإدماج" Sai مخصصا فقط لمن حصلوا على صفة "لاجئ" وليس لطالبي اللجوء، لكن يمكنهم الحصول على مساكن. ولم يعد نظام Sai يكفل إمكانية الوصول إلى الخدمات القانونية والاجتماعية والصحية والتربوية كدروس اللغة الإيطالية للبالغين والإدماج المدرسي للقصّر كما كان معمولا به سابقا.
الحد من أعداد الواصلين
حسب "كوترو"، هناك عدد محدد للإقامات التي ستمنح في السنوات الثلاث القادمة، فعلى سبيل المثال، ستمنح 82 ألف تأشيرة في عام 2023، ومسبقا ورد إلى قطاع الأعمال 250 ألف طلب إذن عمل.
يذكر أن أكثر من 90 جمعية ومنظمة ونقابة، نظمت احتجاجات في روما الشهر الماضي للتنديد بقانون "كوترو" قبل إقراره، مؤكدين أنه لا يعالج الأسباب الحقيقية التي قادت على مر السنين إلى وفاة آلاف الأشخاص في البحر، بل على النقيض يفاقم حالة الأجانب الواصلين إلى إيطاليا ويعقد أوضاعهم بتعزيزه لمراكز احتجاز المهاجرين، الذين تريد روما إعادتهم إلى بلادهم.
مهاجر نيوز 2023
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.