إيطاليا مستعدة لاستقبال مهاجرين من تونس بشكل قانوني بشروط
٢٠ يناير ٢٠٢٣
خلال زيارته الأولى إلى تونس، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن بلاده تسعى لتعزيز تعاونها مع تونس لمكافحة ظاهرة الهجرة. وشدد الوزير على ضرورة تبني "مقاربة شاملة" لملف الهجرة.
إعلان
أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الأربعاء 18 كانون الثاني/يناير، إثر اجتماع مع الرئيس التونسي قيس سعيد، على أن بلاده مستعدة لزيادة عدد المهاجرين القانونيين من تونس، لكنها تدعو أيضا إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة ظاهرة الهجرة غير القانونية.
وقال تاياني، عقب أول زيارة له إلى تونس منذ تولي حكومة ميلوني اليمينية المتطرفة السلطة في إيطاليا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن روما تريد التعاون مع تونس "للحد من الهجرة غير النظامية وتعزيز الهجرة القانونية"، متعهدا بوقف تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأجرى تاياني، الذي يرافقه وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي في زيارته إلى تونس، محادثات مع الرئيس قيس سعيّد ووزير الخارجية عثمان الجرندي ووزير الداخلية توفيق شرف الدين.
ووصف الوزير الهجرة غير النظامية بأنها "طاعون لتونس كما هو الحال بالنسبة لإيطاليا"، مضيفا أن البلدين يريدان إيجاد "الحلول الصحيحة" و"تبادل الاستراتيجيات" و"إيجاد حلول جيدة"، لأن من الضروري "مكافحة الإرهاب والفقر والمرض وتغير المناخ معا".
وتابع أنه "يجب السماح للشباب الأفارقة بأن يحلموا في وطنهم، يجب أن يحققوا أحلامهم في بلدانهم"، ومن أجل ذلك، من الضروري "زيادة الاستثمارات في أفريقيا".
وفي هذا الإطار، أعلن تاياني أن بلاده "مستعدة أيضا لزيادة عدد المهاجرين القانونيين من تونس، القادرين على العمل في مجالي الزراعة والصناعة"، من خلال إبرام اتفاقيات "تسهل قدوم شبان تونسيون وأفارقة بشكل نظامي ويمكنهم الاندماج"، وتقلل أعداد الوافدين "للعمل بشكل غير قانوني ويتقاضون أجورا زهيدة".
مقاربة شاملة ودراسة الأسباب
من جهته، أوضح وزير الداخلية الايطالي في مقطع فيديو نشرته الرئاسة التونسية حول زيارة المسؤولين الإيطاليين، أن بلاده تستقبل أعدادا كبيرة من المهاجرين من تونس، مستشهدا بالإحصاءات الرسمية لبلاده التي تفيد بأن إيطاليا استقبلت أكثر من 32 ألف مهاجر في العام 2022، من بينهم 18 ألف تونسي.
وتابع أن "تونس هي أيضا ضحية لظاهرة الهجرة غير القانونية. فمنذ العام الفائت، جاء منها العديد من المهاجرين إلى إيطاليا" من دول جنوب الصحراء الكبرى.
وشدد الوزيران الإيطاليان في ختام زيارتهما على ضرورة تبني "مقاربة شاملة" لملف الهجرة، وليس "أمنية بشكل حصري"، وأنه يجب أن "نفهم لماذا يقرر الآلاف مغادرة بلدهم الأصلي".
ارتفاع بأعداد الوافدين
وشهدت إيطاليا خلال الأشهر الأولى من استلام حكومة ميلوني ارتفاعا حادا بأعداد المهاجرين الوافدين على سواحلها، على الرغم من الوعود التي قطعتها الحكومة بوقف تدفقات الهجرة.
وحسب بيانات وزارة الداخلية، وصل خلال تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر الماضيين ما يقرب من 20 ألف مهاجر، مقارنة بـ12,600 خلال الفترة نفسها من 2021.
وخلال الأيام العشرة الأولى من 2023، شهدت أعداد المهاجرين الوافدين عبر البحر طفرة أكثر دراماتيكية، حيث وصل 3,709، مقارنة بـ378 فقط في نفس الفترة من عام 2022.
وكان وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي قد أوضح أن الموجة الجديدة من الوافدين كان سببها الظروف الجوية الجيدة نسبيا، وأن البيانات الأخيرة "جزئية" فقط، معيدا اتهامه لسفن المنظمات الإنسانية بمساعدة المهاجرين على المغادرة من أفريقيا.
ومنذ أن تولت حكومة ميلوني السلطة، منعت السفن الإنسانية من الدخول إلى الموانئ الإيطالية لإنزال المهاجرين.
واتهم بيانتيدوسي السفن الإنسانية بأنها تشكل "عامل جذب" يشجع المهاجرين على المغادرة، موضحا أن السلطات المعنية تحقق في علاقات المحتملة بين المنظمات غير الحكومية التي تدير سفنا للإنقاذ في المتوسط والمتّجرين بالبشر.
مهاجر نيوز 2023
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.