إٍسرائيل ترد على هجمات من غزة وتقترح "التنمية مقابل التهدئة"
١٣ سبتمبر ٢٠٢١
شنّ سلاح الجوّ الإسرائيلي غارات عدّة على مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزّة، ردا على إطلاق صواريخ من القطاع، فيما اقترح وزير الخارجيّة الإسرائيلي يائير لبيد خطّة لتحسين الظروف المعيشيّة في قطاع غزّة مقابل التهدية.
إعلان
شنت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم (الاثنين 13 سبتمبر/ أيلول 2021)، غارات جوية على غزة لليوم الثالث على التوالي. وذكرت مصادر فلسطينية أن غارات إسرائيلاستهدفت خمسة مواقع تدريب تتبع لفصائل فلسطينية في جنوب وشمال قطاع غزة وخلفت أضرارا مادية دون وقوع إصابات. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجماته استهدفت أربعة مواقع عسكرية استخدمت كمجمعات تدريب رئيسية، بالإضافة إلى مستودعات لتخزين وإنتاج وسائل قتالية وأنفاق أرضية.
وذكر الجيش أن الغارات جاءت ردا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين بشكل منفصل من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، تم اعتراضهما من منظومة القبة الحديدية. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن عدة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة مساء الأحد أثناء ركضهم إلى الأماكن المحصنة أو بحالة من الهلع في بلدة سديروت المحاذية لقطاع غزة خلال إطلاق صفارات الإنذار.
اقترح وزير الخارجيّة الإسرائيلي يائير لبيد أمس الأحد خطّة لتحسين الظروف المعيشيّة في قطاع غزّة مقابل التزام حركة حماس التهدئة، وذلك بهدف إيجاد حلول لـ"جولات العنف التي لا تنتهي أبداً". وقال لبيد إنّ الخطّة التي تشمل تأهيل البنى التحتيّة، تهدف إلى إظهار أنّ حملة حماس العنيفة ضدّ إسرائيل هي السبب وراء عيش الفلسطينيّين "في ظروف من الفقر والشحّ والعنف والبطالة المرتفعة، بدون أمل". وأضاف "على مدى فترة طويلة، كان الخياران الوحيدان هما غزو غزّة أو أعمال عنف لا نهاية لها. لكنّ هذين خيارين سيّئين"، مقدّماً مبادرته المسمّاة "الاقتصاد مقابل الأمن" في مؤتمر حول الأمن.
وشدّد الوزير الإسرائيلي على أنّه لا يدعو إلى إجراء مفاوضات مع حماس لأنّ "إسرائيل لا تتحدّث مع منظّمات إرهابيّة تريد تدميرنا".
ولبيد الذي من المقرّر أن يتولّى منصب رئيس الوزراء في غضون عامين في إطار اتّفاق التناوب ضمن الائتلاف، اعترف بأنّ خطّته لا تشكّل حتّى الآن سياسة رسميّة للحكومة الحاليّة المؤلّفة من ثمانية أحزاب، لكنّه أشار إلى أنّها تحظى بدعم رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وقال لبيد خلال مؤتمر في جامعة ريخمان في هرتسليا أنّه في المرحلة الأولى من الخطّة، ستحظى البنية التحتيّة في غزّة بتأهيل هي في أمسّ الحاجة إليه. وأوضح "سيتمّ إصلاح نظام الكهرباء وتوصيل الغاز وبناء محطّة لتحلية المياه وإدخال تحسينات كبيرة على نظام الرعاية الصحية وإعادة بناء البنية التحتية للإسكان والنقل".
وتابع "في المقابل، ستلتزم حماس تهدئة طويلة الأمد"، لافتاً إلى أنّ المجتمع الدولي سيلعب دوراً في هذه الخطة، خاصّة مصر. وقال لبيد "لن يحدث ذلك بدون دعم وانخراط شركائنا المصريّين، وبدون قدرتهم على التحدّث مع جميع الأطراف المعنيّين"، محذّراً من أنّ "أيّ خرق من قبل حماس سيوقف العملية أو يعوقها"، ومشدّداً على أنّه في حال حصول أعمال عنف فإنّ ردّ إسرائيل سيكون "أقوى من السابق".
وأضاف أنّه في حال سارت المرحلة الأولى على ما يرام، عندها سوف يتمّ بناء جزيرة اصطناعيّة قبالة سواحل غزة تسمح بإنشاء ميناء، على أن يتمّ أيضاً إنشاء "رابط للمواصلات" بين غزة والضفة الغربية. وكشف لبيد أنّه قدّم الخطّة إلى "شركاء في العالم العربي"، إضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا والاتّحاد الأوروبي.
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Brandon
12 صورة1 | 12
وقال "لا يزال هناك عمل يتعيّن فعله، نحن لا نزال في مرحلة وضع الخطط. لكن إذا كان أمام هذه الخطّة فرصة للنجاح وحصلت على دعم واسع، عندها سوف أقترح على الحكومة أن تكون الموقف الرسمي". وخاضت اسرائيل وحماس آخر حروبهما في أيار/ مايو، وهي الرابعة بينهما منذ عام 2008، وانتهى النزاع بهدنة بين الطرفين توسطت مصر للتوصل إليها. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أواخر أيار/ مايو إن الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة أدت الى "دمار واسع للبنية التحتية المدنية".