ابتلاع مجرات موغلة في البعد في النظام 3C321
٢٠ ديسمبر ٢٠٠٧بالنسبة للشخص العادي فالأمر لا يعدو سوى بقعة على الصور، أما بالنسبة للفلكيين فهو حدث مثير نادر التكرار. فقد حاول الباحثون في مركز هافارد سميثونيان للفيزياء الفلكية تركيب بيانات مأخوذة من عدة تلسكوبات، لإنتاج صورة عن الاصطدام الهائل في النظام 3C321، الذي يبعد عن نظامنا الشمسي قرابة 1.4 مليار سنة ضوئية.
فهناك تدور مجرتان حول بعضهما بعضا، وفي مركز كل واحدة من هذه المجرات ثقب أسود عملاق. ويجذب هذان الثقبان المادة المحيطة به ويبتلعها بقوة هائلة، لدرجة أن الضوء لا يفلت هو الآخر من قوة الجذب الهائلة تلك. وفي الظروف الاعتيادية يمكن أن تبعث الثقوب السوداء أشعة طاقة مادية، تسمى بلغة الفلكيين بـ"الجت" أو الكهرمان الأسود. وتصل سرعة هذه الأشعة إلى سرعة الضوء تقريباً.
ابتلاع المجرة الأكبر
ورصد العلماء مؤخراً بأحدث تقنيات الفضاء عملية ابتلاع اكبر مجرتي نظام 3C321، كما أفادت وكالة ناسا لأبحاث الفضاء. وانعكست أشعة الجت على طرف المجرة الأخرى. الجدير بالذكر أن خبراء الوكالة لم يتحدثوا عن تمكنهم من رصد مثل هذه "الأحداث المجرية" من قبل. وأعلنت الوكالة انه تم متابعة هذه الظاهرة من المراصد الفلكية الموجودة على سطح الأرض وتلك التي تحوم في الفضاء الواسع.
عن هذه الظاهرة قال دان إيفانز، وهو احد العاملين في الوكالة، إنه سبق له ولزملائه رؤية أشعة الجت المنبعثة عن الثقوب السوداء مرات عديدة، مشيراً إلى أن أشعة الجت في النظام 3C321 كانت الأولى التي تنعكس على مجرة أخرى.
حياة قصيرة "لمليون عام" فقط
ينقل الجت طاقة إشعاعية كبيرة مؤلفة من مكونات عدة كأشعة أكس وأشعة غاما. وبحسب النظريات الفلكية فإن هذا الفيض الهائل من الإشعاعات والطاقة يمكن أن يؤدي إلى تكوين عدد هائل من الكواكب والنجوم الجديدة. ووصفت ناسا الفيض بالقصير الأمد بالنسبة للحسابات الفلكية. عن هذا يقول إيفانز: "بدأ الجت بالانعكاس على المجرة الصغرى قبل قرابة مليون عام، وهي لا تشكل بطبيعة الحال سوى لحظات من عمر الفلك الهائل".