اتحاد القضاة الألمان يؤسس صندوقا لدعم قضاة موقوفين في تركيا
٤ مارس ٢٠١٧
عبر اتحاد القضاة في ألمانيا عن قلقه من إيقاف عدد كبير من القضاة في تركيا بسبب اتهامهم بالارتباط بانقلابيين. وتعاطفا مع هؤلاء القضاة وعائلاتهم تم تأسيس صندوق تضامن يستفيد منه القضاة المفصولون وذووهم.
إعلان
انتقد اتحاد القضاة الألمان الاعتقالات الجماعية وتعليق عمل قضاة وممثلي ادعاء عام في تركيا بسبب علاقات مزعومة لهم بانقلابيين. وفي تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم السبت (الرابع آذار/ مارس 2017) قال سفين ريبين، الرئيس التنفيذي للاتحاد: "نراقب بقلق كبير كيف يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفكيك دولة القانون في تركيا، قدما". وأوضح ريبين أن اتحاد القضاة الألمان أسس بالتعاون مع اتحادات أخرى في أوروبا، صندوق مساعدات لدعم القضاة وممثلي الادعاء التركي، المقبوض عليهم أو المفصولين من عملهم ودعم ذويهم".
ويبلغ رأس المال المبدئي لهذا الصندوق نحو 50 ألف يورو، ووصف ريبين تأسيس الصندوق بأنه إشارة على التضامن. وتحدث ريبين عن نداءات استغاثة يائسة بعثت بها عائلات تعول أطفالا دخلت في أزمة وجود، لأن رب العائلة تم اعتقاله والدولة صادرت ممتلكاته، وتابع أن المتهمين في الغالب يظلون على مدار أشهر لا يعرفون التهم الموجهة إليهم.
ويذكر أنه في ظل حالة الطوارئ التي أعلنها أردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، جرى فصل أكثر من 3800 قاض وممثل ادعاء بسبب علاقات مزعومة بالداعية فتح الله غولن الذي يحمله أردوغان المسؤولية عن محاولة الانقلاب.
ويعادل هذا الرقم أكثر من 25 % من إجمالي عدد القضاة وممثلي الادعاء البالغ إجمالي عددهم 1400 قاض وممثل ادعاء.
هـ.د/ ع.ج (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.