1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتحاد النقابات الألماني يدافع عن حقوق العمال الأجانب

يوليانا ألبرشت/ سائد كرزون١١ نوفمبر ٢٠١٢

يعاني العديد من العمال المهاجرين من أوروبا الشرقية إلى ألمانيا من حالات استغلال وخداع ويعيشون أحياناً في ظل ظروف صعبة، وهم غالباً لا يعرفون حقوقهم. مؤخراً بدأ اتحاد النقابات الألماني في الدفاع عنهم ضد الشركات المستغلة.

صورة من: picture alliance/ZB

حلم الحصول على مستوى حياة أفضل في ألمانيا يجذب العمال المهاجرين من رومانيا وبلغاريا وبولندا وليتوانيا، إلا أنهم كثيراً ما يصدمون بواقع مختلف، ليجدوا أنفسهم غارقين في ظروف صعبة، يعانون من الاستغلال والأجور السيئة، بل وأحياناً لا يحصلون على أي أجور.

وعادة ما ينتهي المطاف بهؤلاء المهاجرين بالعمل في قطاعات البناء و النقل أو الفندقة أو يعملون كعمال نظافة حسبما وضح دومنيك جون في حديث لـ DW. ويرأس جون مشروع "Fair Mobility"، الذي يديره اتحادات النقابات الألماني ويهدف إلى تقديم المساعدة للعمال المهاجرين من أوروبا الشرقية. وهناك مكاتب في عدد من المدن الألمانية الكبرى لمساعدة المهاجرين القادمين من شرق أوروبا.

ورغم أن هناك دراسة أجريت مؤخراً تكشف عن وجود الكثير من العمال المهاجرين الذين يعيشون في ظروف عمل مشابهة للعمال الألمان، إلا أن جون يعتقد أن "بعض الشركات تستغل العمال الأجانب بشكل منظم وتشغلهم لتعمل على تخفيض الأجور ووضع ظروف أسوأ للعمل".

يورو واحد للساعة الواحدة

ويظهر هذا واضحاً في قصة ثلاثة عشر عاملاً رومانياً، عملوا في موقع بناء في مدينة فرانكفورت.  فقد قامت إحدى الشركات بعرض وظيفة آمنة براتب أساسي يبلغ  1200 يورو (1500 دولار). وعندما وصلوا للموقع قام أحد الموظفين بالاحتفاظ بجوازات سفرهم ليومين حسب شهادة جون دومنيك، الذي يضيف: "وحينها فقد أُجبروا على توقيع بعض الأوراق، والتي كانت تشير إلى أنهم يعملون في وظيفة حرة، وهذا يعني أنهم في حال تعرضوا لإصابات عمل أو مرض فإن التأمين لا يعترف بهم ولا الشركة مسؤولة عنهم".

كثير من المهاجرين لا يعرفون حقوقهمصورة من: picture alliance/dpa

إضافة إلى ذلك، لم يدفع لهم مديرهم سوى بعض اليوروهات  نقدا لكل عامل، فقط ما يكفيهم للعودة في اليوم التالي. وحسب تعبير جون فإن مجموع ما قد حصلوا عليه من أجر كان يعادل حوالي يورو واحد فقط مقابل ساعة عمل، إلا أن اتحاد النقابات العمالية الألماني يقوم حالياً بالضغط على صاحب الشركة لدفع الأجور المتفق عليها كاملة للعمال.

وليس هذا المثال الوحيد، فقد حدثت قصة مشابهة مع ستة عمال بولنديين في مدينة كولونيا، ويعمل هورست كوسترز حاليا على مساعدتهم بتوكيل من نقابة فيردي. العمال الستة كانوا يعملون في شركة للبناء من ستة إلى سبعة أيام أسبوعياً، بمعدل عشر إلى اثنتي عشر ساعة يوميا، وفي المقابل حصلوا على 50 لـ 70 يورو شهريا بدلاً من الراتب المتفق عليه. وحسب تعبيركوسترز لـDW  فإن العمال قد وعدوا بالحصول على رواتب أعلى في المرات القادمة، إلا أن حالة الطقس تدهورت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، وهذا أدى إلى انخفاض حجم العمل مما دفع بشركة البناء إلى اقتطاع حتى المبلغ الخاص بطعام العمال ووضعهم بحالة صعبة، وهذا دفع كوسترز للتواصل مع مؤسسة محلية خيرية لإطعامهم.

وعندما لجأ العمال إلى نقابة العمال طالبين المساعدة، واجههم مديرهم في الشركة بمزيد من التهديد والتخويف. ويشير كوسترز إلى أن أحدهم تعرض لهجوم من قبل الشركة، حيث جاء المقاول بصحبة أربعة رجال ضخام البنية حاولوا الدخول عنوة إلى منزله.  العاملالبولندي في الشقة أصيب بالذعر لدرجة أنه نسي أن بإمكانه الاتصال بالشرطة،حسب ما يقول كوسترز، موضحاً أن المقاول يواجه حالياً دعوى قضائية، وأصحاب الدعوةيحاولون الحصول على تعويضات مالية، بمساعدة النقابة، في محكمة العمل بمدينةكولونيا.

الدعم والمصلحة الشخصية

ورغم أن العمال القادمين من أوروبا الشرقية ليسوا أعضاء مسجلين في النقابة ولا يدفعون رسوم الاشتراك، إلا أن النقابة تقوم بمساعدتهم "لأن المبدأ هو التضامن مع هؤلاء الذين تعرضوا لحالات الاستغلال والغش" حسبما يوضح هورست كوسترز الذي يضيف: "إن العدالة والتضامن هي المبادئ التي قامت عليها النقابات العمالية".

عمال النظافة أيضاً كثيراً ما يعانون من الظلمصورة من: picture alliance/dpa

من جانب آخر، اعترف دومينينك جون من اتحاد النقابات الألمانية بأن  المصالح الشخصية أيضا تلعب دورا مهما بالقضية، قائلا: "إن العمال الأعضاء في النقابات العمالية في ألمانيا لديهم مصلحة أيضاً في دمج العمال الأجانب بشكل جيد، فذلك يجنب حالات استغلال العمال الألمان أيضاً واقتطاع رواتبهم من قبل الشركات".

المهاجرون زملاء وليسوا منافسين

هذا النهج من قبل النقابات يعتبر جديدا إلى حد ما، فلفترة طويلة كان  يُنظر إلى العمال الأجانب كمهاجرين غير شرعيين ينافسون في سوق العمل المحلي. لكن هذه الصورة تغيرتالآن حسبما يؤكد نوربرت سيروس، مدير معهد هامبورج للدراسات المجتمعية، موضحاً أن المصطلح المستخدم الآن لوصف هؤلاء العمال أصبح الزملاء بدلاً من المنافسين. ويحيي سيروس هذا التغير، لكنه يضيف أنه يجب العمل على تطوير آليات دعم ضحايا الاستغلال، وأنه يجب توسيع نطاق العمل بشكل تشاركي مع المؤسسات الخيرية الخاصة بالمهاجرين، مشيرا إلىأن الهدف الرئيسي هو دعم حقوق العمال المجتمعية وتطوير مستويات حياتهم المعيشية.

اتحاد النقابات العمالية بدأ في الاهتمام بقضايا الأجانب رغم أنهم ليسوا أعضاء بالنقاباتصورة من: dapd

الجدير ذكره أن اتحاد النقابات يسعى إلىزيادة وعي الناس  بهذه القضايا، لأن الحراك حتى الآن مازال على مستويات شخصية، وهو ما يصعب الأمر على النقابات وبالطبع على الأشخاص المحتاجين للمساعدة، حسب هورست كوسترز. 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW