اتساع الخلاف في التحالف المسيحي حول انتماء الإسلام لألمانيا
٣١ مارس ٢٠١٨
منذ تصريح وزير الداخلية زيهوفر بأن "الإسلام ليس جزءً من ألمانيا" والحديث لا يتوقف حول قوله الذي يخالفه سياسيون مسيحيون بما فيهم المستشارة ميركل. ويبدو أن الخلاف اتسع الآن بعد تصريحات جديدة لسياسيين مسيحيين بارزين.
إعلان
اتسعت حدة الخلاف داخل تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي، حول دور الإسلام والتعامل مع المسلمين في ألمانيا. حيث أكد السياسي المخضرم فولفغانغ شويبله، رئيس البرلمان الألماني (بوندستاغ)، على أن الإسلام أصبح في الوقت الراهن جزءً من ألمانيا، وذلك في إطار النقاش حول دمج مئات آلاف المسلمين المهاجرين. وفي تصريحات لصحف مجموعة (فونكه) الإعلامية الألمانية الصادرة اليوم السبت (31 آذار/ مارس 2018) قال شويبله، المنتمي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي ترأسه ميركل: "لا يمكننا أن نوقف مسار التاريخ، وعلى الجميع أن يتعامل مع حقيقة أن الإسلام أصبح جزءً من بلادنا".
وبهذا الرأي، ينضم شويبله إلى رأي ميركل البعيد عن رأي هورست زيهوفر، وزير الداخلية وزعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي كان قد صرح بأن الإسلام ليس جزءً من ألمانيا لكن المسلمين المقيمين بها "ينتمون إليها بشكل بديهي".
ودعا شويبله إلى التصدي الحاسم لكراهية اليهود، ولفت إلى أن " الهجرة والقوى الراديكالية في العالم الإسلامي عادت وأججت كراهية إسرائيل ومعاداة السامية بصورة أقوى". وأضاف أن بلاده هي البلد الأقل قدرة من غيرها على التسامح مع معاداة السامية.
وحثَّ شويبله المسلمين المقيمين في ألمانيا على أن يعلموا أنهم يقيمون في بلد لا يتسم بطابع التقاليد الإسلامية " وعلى بقية السكان أن يقبلوا وجود نسبة متزايدة من المسلمين في ألمانيا"، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى التماسك المجتمعي والقواعد المستندة إلى قيم الدستور، وقال إن المهم هو التعايش معاً بسلام واحترام الاختلافات.
دوبرينت: الأغلبية لا ترى الإسلام ينتمي لألمانيا
وفي المقابل قال الكسندر دوبرينت، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، في تصريحات لمجلة "فوكوس" الألمانية، إن "الإسلام ليس جزءً من ألمانيا". وأضاف دوبرينت أن عبارة "الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، هي عائق بالنسبة للاندماج لأنها ترسل إلى المهاجرين إشارة خاطئة"، ولفت إلى أن المهاجرين عليهم "أن تكون لديهم الرغبة في الاندماج في مجتمعنا ولا ينبغي أن تكون لديهم الرغبة في العيش إلى جوارنا أو ضدنا".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان الحزب البافاري يمكنه أن يغامر بخلاف دائمٍ مع شقيقه حزب ميركل المسيحي الديمقراطي في هذا الموضوع، قال دوبرينت إن حزبه خاض النقاش في هذا الموضوع بنهج واضح وبشكل مباشر وبناء. وتابع أن حزبه "لن يغير موقفه في هذا الأمر لأن غالبية الشعب في النهاية ترى أن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا"، واستطرد دوبرينت أن الحزب البافاري يعطي للأغلبية صوتا "يحفظ هويتنا الثقافية للمستقبل".
يذكر أن ألمانيا يقترب عدد سكانها الآن من 83 مليون نسمة، ويعيش فيها نحو 4.5 مليون مسلم، وينتظر زيادة ذلك العدد في ظل موجة الهجرة الجديدة.
ص.ش/ع.ج (د ب أ)
ألمان مسلمون وعرب في واجهة المشهد السياسي بألمانيا
شهدت السنوات الأخيرة تصدر عدد من الألمان من ذوي الخلفيات المسلمة والعربية المشهد السياسي. هذه جولة مصورة للتعرف على أبرز هذه الشخصيات، ومنابتها، ومسيرتها السياسية وأهم المناصب التي تبوّأتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
سوسن شبلي(36 عاماً) ولدت لأب وأم فلسطينيين، لا يجيدان القراءة والكتابة، في برلين الغربية. عانت في طفولتها بسبب عدم قبول طلب لجوء عائلتها. حصلت سوسن على شهادة جامعية في العلوم السياسية. وفي عام 2010 عينت رئيسة لقسم حوار الثقافات في وزارة داخلية حكومة برلين. وفي عام 2014 تسلمت منصب نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية.
صورة من: picture alliance/AA/M. Kaman
آيدن أوزغوز(49 عاماً)، المولودة لوالدين تركيين يعملان في تجارة المواد الغذائية، هي نائبة منذ عام 2009 في البرلمان الاتحادي الألماني(البوندستاغ). كما عينت عام 2011 كواحدة من ستة نواب لرئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. منذ ديسمبر 2013 كلفت بشؤون الهجرة والاندماج واللاجئين في المستشارية الألمانية (بمنصب وزيردولة).
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
يحتفظ طارق الوزير(45 عاماً)، المولود لأب يمني وأم ألمانية، منذ عام 1995 بعضويته كنائب في برلمان ولاية هيسن. وترأس كتلة حزبه، حزب الخضر، في برلمان الولاية بين الأعوام 2000 و2014. ويشغل منذ يناير 2014 منصب نائب رئيس حكومة ولاية هيسن، ووزير الاقتصاد والطاقة والنقل والتنمية في نفس الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
كان جيم أوزديمير(51 عاماً) أول ألماني من والدين تركيين يفوز بعضوية البرلمان الاتحادي الألماني(البوندستاغ) في عام 1994. كما كان عضواً في البرلمان الأوروبي بين الأعوام 2004 و2009. ومنذ عام 2008 يشغل أوزديمير منصب أحد رئيسي حزب الخضر الألماني.
صورة من: DW/A.S. Brändlin
ولدت ياسمين فهيمي(49 عاماً) في هانوفر لأب إيراني وأم ألمانية. كانت عضوة المكتب التنفيذي الاتحادي للمنظمة الشبابية التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، كما كانت نائبة رئيس الحزب في هانوفر. وشغلت بين عامي 2014 و2015 منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أقدم الأحزاب في ألمانيا. ومنذ يناير من هذا العام تشغل فهيمي منصب سكرتيرة دولة في وزارة العمل الاتحادية.
صورة من: picture-alliance/dpa
محترم آراس(50 عاماً). قدمت عائلتها من تركيا إلى ألمانيا عام 1978. بدأت مسيرتها السياسية عام 1992 وتدرجت في المناصب، فشغلت منصب رئيس حزب الخضر في شتوتغارت، ثم أصبحت عام 2011 أول مسلمة تدخل برلمان ولاية بادن فورتمبيرغ. في 11 آيار 2016 أصبحت أول مسلمة تفوز برئاسة برلمان ولاية ألمانية (ولاية بادن فورتمبيرغ).
صورة من: picture-alliance/dpa/C.Schmidt
رائد صالح الماني من أبوين فلسطينيين عمره (39 عاماً) انتسب إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1995. وتدرج في المناصب الحزبية والرسمية: لا يزال يحتفظ بعضويته كنائب في برلمان ولاية برلين منذ عام 2006، ويترأس كتلة الحزب النيابية في برلمان برلين منذ عام 2011. وقد رشح نفسه لمنصب عمدة العاصمة عام 2014 ولكنه لم يفز بالمنصب.
صورة من: Reuters/Axel Schmidt
الألماني يونس وقاس(28 عاماً) المولود لأبوين مغربيين، أهتم بالسياسية في فترة مبكرة من حياته. فانتمى إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ومنظمته الشبابية. ثم أصبح بين الأعوام 2008 و2010 رئيساً اتحادياً لمنظمة التلاميذ المقربة من الحزب. ثم شغل بين الأعوام 2012 و2014 عضوية الهيئة الإدارية الاتحادية للحزب.