كشفت حركة طالبان عن محادثة هاتفية تمت بين أحد قادتها والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن البيت الأبيض لم يؤكد ذلك. ميدانيا استأنفت الحركة هجماتها ضد القوات الأفغانية منهية بذلك هدنة جزئية سبقت توقيع اتفاق الدوحة.
إعلان
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أنه تحدث مع أحد زعماء حركة طالبان، بعدما وقعت الولايات المتحدة والحركة الإسلامية اتفاقا في عطلة الأسبوع يهدف إلى خفض العنف في أفغانستان والسماح لواشنطن بخفض عدد قواتها هناك. وقال ترامب للصحفيين خارج البيت الأبيض "لقد أجرينا محادثة جيدة مع زعيم طالبان. نحن لا نريد العنف".
وقال المتحدث باسم حركة طالبان إن كبير مفاوضي الحركة الملا بردار أخوند تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل بضعة أيام بعد أن وقع الجانبان اتفاقا لانسحاب القواتالأجنبية في الدوحة. وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد على تويتر إن ترامب أجرى محادثة هاتفية مع النائب السياسي لـ"الإمارة الإسلامية" الملا بردار أخوند. وقال مجاهد إن المحادثة بين ترامب وبرادار استمرت 35 دقيقة وتركزت على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ومحادثات السلام.
ووقعت واشنطن وحركة طالبان اتفاقًا "تاريخيًا" السبت الماضي ينص على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهرًا، وسيؤدي إلى إنهاء الحرب الأطول في تاريخ واشنطن. وحظي الاتفاق بترحيب دولي واسع.
ميدانيا قال مسؤولون إن خمسة من رجال الشرطة الأفغانية قُتلوا اليوم الثلاثاء في هجوم لطالبان على نقطة تفتيش أمنية بالقرب من منجم للنحاس. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية نصرت رحيمي إنّه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نفّذت طالبان 33 هجوما في 16 من ولايات أفغانستان البالغ عددها 34.
ولم يؤكد متحدث باسم طالبان أو ينف لرويترز المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في شرق أفغانستان مضيفا أنه يجمع معلومات.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن تحقيقا يجرى حول الهجوم. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن طالبان نفذت 33 هجوما في 24 ساعة ضد القوات الأفغانية في 16 إقليما وقتلت ستة مدنيين. ولم تفصح عن عدد أفراد قوات الأمن الأفغانية الذين قُتلوا في الهجمات.
وكانت طالبان تنفذ خفضا للعنف قبل أن توقع في الدوحة يوم السبت الماضي اتفاق مع الولايات المتحدة حول انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. لكن مصادر ذكرت أن الحركة قررت أمس الاثنين إنهاء خفض العنف بالنسبة للقوات الأفغانية مع التزامها به بالنسبة للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات الأفغانية الأفغانية في 10 آذار/مارس بحسب اتفاق بين اتفاق الدوحة، لكن الخلاف حول تبادل الأسرى أثار شكوكا في ما إذا كان الطرفان سيمضيان قدما. ويتضمن الاتفاق التزام طالبان بالإفراج عن نحو 1000 أسير مقابل إطلاق الحكومة الأفغانية حوالى 5000 متمرد أسير، وهو ما اعتبرته الحركة شرطا مسبقا للمحادثات لكنّ الرئيس أشرف غني رفض تنفيذه قبل بدء المفاوضات.
وابرز الخلاف حول إطلاق سراح الأسرى الصعوبات التي تواجهها المفاوضات، وخصوصا مع قرار طالبان الاثنين بإنهاء الهدنة الجزئية، التي بدأت في 22 شباط/فبراير واستئناف هجماتها ضد قوات الأمن الأفغانية.
ع.ج.م/ف.ي (أ ف ب، رويترز، دب أ)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs