اتفاق أوروبي - أفريقي حول إجلاء طارئ للمهاجرين من ليبيا
٣٠ نوفمبر ٢٠١٧
اتفاق بين الدول المشاركة في القمة الأوروبية- الأفريقية يقضي بوضع خطة لإجلاء مهاجرين من ليبيا إلى دول ثالثة. غير أن الجدول الزمني وتفاصيل هذه الخط لازالت غير معروفة، فيما تستعد ليبيا إلى إنشاء مراكز "عبور وترحيل".
إعلان
ذكرت مصادر حكومية ألمانية مساء الأربعاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني)، أن قادة من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي مجتمعين في قمة أوروبية - أفريقية على مدى يومين، اتفقوا على خطة إجلاء تسمح بإعادة توطين المهاجرين من ليبيا.
وتمّ التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع طارئ حول أسواق الرقيق المهاجرين في ليبيا، وهو موضوع سيطر على أعمال القمة الخامسة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في أبيدجان، العاصمة التجارية لكوت ديفوار، وذلك بعد وثائقي شبكة "سي ان ان" الذي أظهر مهاجرين أفارقة يتم بيعهم كالعبيد بالقرب من طرابلس.
ووافق رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج على منح المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية إمكانية الوصول إلى المخيمات في ليبيا في محاولة للمساعدة في إعادة توطين اللاجئين. ولم يتم الكشف عن تفاصيل الخطة والجدول الزمني الخاص بتنفيذها.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الأربعاء، إن اجتماعا مسائيا في أبيدجان مع السراج، والزعماء الإقليميين والأوروبيين ركز على "العمل العسكري والشرطي" ضد المهربين في ليبيا التي مزقتها الحرب.
وقال ماكرون لقناة "فرانس 24" و"إذاعة فرنسا الدولية": "من الواضح أن علينا أن نتحرك وألا نكتفى بالإدانة.. إنها مبادرة تهدف إلى شنّ عمليات عسكرية وشرطية ملموسة على الأرض".
من جهتها أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين أن السلطات الليبية في طرابلس ستقيم قريبا "منشأة عبور وترحيل" للمهاجرين الاكثر عرضة للخطر نحو دول ثالثة. وصرح روبرتو منيوني ممثل المفوضية في ليبيا أن الهدف الأساسي من هذا المركز هو "تسريع العملية التي تتيح التوصل الى حلول في دول ثالثة خصوصا بالنسبة إلى الأطفال دون مرافق والنساء".
وتابع منيوني أن من بين تلك الحلول لم شمل الأسر والإجلاء الى مراكز طوارئ تديرها المفوضية السامية للاجئين في دول أخرى أو العودة الاختيارية.
و.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.