اتفاق بين ميركل والاشتراكيين لتشكيل حكومة جديدة في ألمانيا
١٢ يناير ٢٠١٨
توصل قادة الأحزاب والكتل البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي الديمقراطي لاتفاق مبدئي خلال محادثاتهم الاستطلاعية بشأن مواصلة الائتلاف الحاكم الحالي في ألمانيا.
إعلان
ذكرت مصادر متطايقة صباح اليوم (الجمعة 12 يناير / كانون الثاني 2018) أن التوصل لاتفاق نهائي بشأن تشكيل حكومة ألمانية جديدة بين قادة الأحزاب المعنية بات متوقفا على موافقة اللجان التفاوضية لأطراف الائتلاف المحتمل. وقد استغرقت المحادثات الاستطلاعية بين مفاوضي الأحزاب الثلاثة فترة طويلة امتدت لأكثر من أربعة وعشرين ساعة حتى الآن.
وبدأت المحادثات بين أول المفاوضين أمس الخميس في تمام الساعة الثامنة صباحا (التوقيت المحلي) في مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي ببرلين، ثم بدأت المستشارة الألمانية وزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغيلا ميركل ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس المحادثات في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح أمس.
وواصل مفاوضو الأحزاب مباحثاتهم طوال ليلة الخميس/الجمعة، واستغرقت القضايا المتعلقة بالهجرة والمالية والضرائب ساعات طويلة منهم، ولم تلح حتى الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم الجمعة بوادر على حدوث انفراجة في المحادثات. وغادر عدد من المفاوضين ليلة أمس مقر المفاوضات للاستراحة لفترة قصيرة.
ويتردد منذ فترة أن المحادثات الاستطلاعية غير محسومة النتائج، كما ليس من المستبعد إعلان فشلها رغم العمل على تحرير وثيقة بالنتائج شملت 28 صفحة. وتجدر الإشارة إلى أن مفاوضي الأحزاب الثلاثة اتفقوا على إحجام جميع المشاركين في المحادثات الاستطلاعية عن إجراء مقابلات صحفية وإعلامية حتى انتهاء المحادثات التي تستمر خمسة أيام. وقالت الأحزاب الثلاثة من قبل إنها تريد تجربة فعل أشياء مختلفة بعد المحادثات الائتلافية الفاشلة للعام الماضي، بما في ذلك وضع حد للسماح لوسائل الإعلام بسماع نتائج المناقشة الأولية والخلافات الداخلية. يذكر أن التحالف المسيحي أجرى من قبل محادثات استطلاعية لتشكيل ائتلاف حاكم مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، إلا أن هذه المحادثات باءت بالفشل نهاية العام الماضي.
وفي الـ21 من الشهر الجاري سيعقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي مؤتمرا عاما للحزب ليتم التصويت على النسخة المتفق عليها في ختام المشاورات التمهيدية، ومن الوارد جدا أن توجه قاعدة الحزب صفعة للقيادة برفض الدخول في ائتلاف موسع، ما سيزيد من تعقيدات المشهد السياسي في برلين.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)