بعد اجتماع مطول بين الرئيس الروسي بوتين والتركي أردوغان في منتجع سوتشي اتفق الجانبان على عدة نقاط حول سوريا لعل أبرزها تمديد الهدنة في شمال البلاد 150 ساعة. كما اتفقا على انسحاب المقاتلين الأكراد إلى عمق 30 كيلومترا.
إعلان
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تركيا وافقت على تمديد الهدنة، التي كان مقررا لها أن تنتهي مساء اليوم الثلاثاء (22 تشرين الأول/ أكتوبر 2019)، 150 ساعة أخرى، أو أكثر من ستة أيام، وذلك بعد مفاوضات استغرقت ست ساعات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف لافروف أن الهدنة الجديدة ستبدأ حيز التنفيذ يوم غد الأربعاء، وأنه سيتم نشر الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية على الجانب السوري من الحدود مع تركيا خارج منطقة العمليات العسكرية التركية، اعتبارا من ظهر الأربعاء (وليس منتصف الليل).
من جانبه قال الرئيس التركي أردوغان إن تركيا وروسيا اتفقتا على انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إلى ما بعد 30 كيلومترا من الحدود التركية ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج. وأضاف أردوغان أن القوات التركية والروسية ستقومان بدوريات مشتركة في شمال سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود، مضيفا أن البلدين سيعملان من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا.
وكان أردوغان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الثلاثاء في أعقاب محادثات مطولة بينهما في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وفي المقابل دعا الرئيس بوتين إلى إجراء حوار بين تركيا والنظام السوري لحل الصراع الدائر في شمال البلاد. وقال بوتين إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا إلا عند ضمان السلامة الإقليمية للبلاد. وطالب بانسحاب القوات الأجنبية الموجودة في سوريا دون إذن من الحكومة في دمشق، ولفت إلى أنه توصل خلال المفاوضات مع أردوغان إلى اتفاقات من شأنها أن تحل مصير منطقة الشمال في سوريا.
وكان بوتين أعلن في مستهل لقائه بأردوغان في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم أن المحادثات ستكون طويلة وشاقة "فالوضع في المنطقة ليس سهلا، ونحن جميعا نتفهم هذا".
وأعلن الكرملين قبل لقاء الرئيسين أنهما سيدرسان مقترح وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور الداعي إلى إنشاء منطقة حماية دولية في شمال سوريا على الحدود مع تركيا. ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن المقترح مبادرة جديدة، لكن ليس هناك موقف منها بعد.
ص.ش/ ا.ح (د ب أ، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ