أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن وموسكو اتفقتا على تمديد الهدنة في سوريا لمدة 48 ساعة أخرى للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، فيما طالب بان كي مون الطرفين بالضغط على جميع الأطراف في سوريا لضمان أمن قوافل المساعدات.
إعلان
قالت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا اليوم الأربعاء (14 سبتمبر/أيلول 2016) على تمديد الهدنة السارية في سوريا منذ مساء الاثنين. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الصحفيين "كان هناك اتفاق عام (بين الوزيرين) على أنه على الرغم من تقارير متقطعة عن العنف فإن الترتيب صامد والعنف انخفض بشكل كبير". وأضاف "أثناء المحادثة بينهما اتفقا على تمديد وقف (الأعمال القتالية) لمدة 48 ساعة أخرى".
وكان الجيش الروسي قد أعلن في وقت سابق إن موسكو ستوصي بإبقاء العمل بوقف إطلاق النار وتعمل على انسحاب مرحلي للجيش السوري ومقاتلي المعارضة من طريق في حلب يتوقع استخدامه لإيصال المعونات الخميس.
من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يجري محادثات مع موسكو وواشنطن لتضغطا على جميع الأطراف في سوريا من أجل ضمان أمن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مستعدة للتوجه إلى مدينة حلب. وصرح بان أمام صحافيين أن الامم المتحدة "مستعدة تماما" اعتبارا من الأربعاء لإرسال عشرين شاحنة محملة بالمساعدات إلى حلب (شمال)، إلا أن الوضع الأمني لا يسمح بذلك في الوقت الحالي، مضيفا أن الشاحنات "ظلت على الحدود" مع تركيا.
حلب وأخواتها في الحصار..كابوس سوريا الإنساني!
دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في سوريا مساء يوم الاثنين. قد تخفف هذه الهدنة معاناة وآلام السوريين، الذي تُركوا طوال سنوات نهباً للحرب والجوع والمرض. إنها مأساة كبيرة، ولاسيما في المدن والمناطق المحاصرة.
صورة من: Reuters/B. Khabieh
الأطفال...الحلقة الأضعف
في بؤرة الاهتمام العالمي تقع حلب. فالمدينة المُقسمة أضحت رمزاً لفظاعات الحرب. وفي القسم الشرقي، الذي يحاصره النظام السوري، هناك نقص في كل شيء: الماء، الطعام، المسكن، العلاج الصحي. يعيش في ظل هذه الظروف المأساوية حوالي 100 ألف طفل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الحصار كسلاح في الحرب
إلى جانب حلب هناك 18 مدينة (كمدينة مضايا في الصورة) وهي منطقة مقطوعة كلياً عن العالم الخارجي. وحسب بيانات الأمم المتحدة يقطن في هذه المدن والمناطق المحاصرة ما يقارب 600 ألف مواطن. يشترك كل أطراف النزاع في استخدام الحصار كسلاح في الحرب. إدخال المواد الإغاثية الإنسانية إلى بعض المناطق يتطلب موافقة الحكومة السورية، وكثيرا ما ترفض منح التراخيص لذلك مرة تلو الأخرى.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
داريا...مدينة مقاومة
كانت داريا من أولى المدن المنتفضة ضد النظام السوري في عام 2011. تحصن فيها مناهضو النظام السوري. وقام النظام بفرض الحصار عليها ما يقارب أربع سنوات وترك قاطنيها يتضورون جوعاً. في آب/ أغسطس الماضي سلَم مناهضو الأسد المدينة، ورحلوا إلى مناطق المعارضة في إدلب (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
المشافي هي الأخرى عليلة
ليس بوسع المشافي في سوريا بعد الآن تقديم الخدمات الطبية للمرضى. "قد لاتوجد ضمادات وأدوية مما يجعل القيام بعملية استئصال الزائدة الدودية أو عملية ولادة قيصرية أمرا شبه مستحيل"، كما يشتكي رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. H. Kadour
الموت في كل مكان
يقول رئيس "منظمة أطباء بلا حدود في ألمانيا"، فولكر فيسترباركي إنه خلال خمسة أشهر الماضية تدمرت المشافي الثمانية في الجزء الشرقي المحاصر من مدينة حلب أو تعرضت لأضرار. القلة القليلة الباقية من الأطباء السوريين يخاطرون بحياتهم لعلاج المرضى. "ليس الأمان موجوداً في أي مكان"ـ يضيف فيسترباركي.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
أطلال مدينة مُقسمة
الوضع جد مأساوي في القسم الشرقي من مدينة حلب، المحاصر من قبل النظام السوري وحلفائه. يعيش هناك حوالي 300 ألف شخص. وقد دمر القصف اليومي لطائرات النظام السوري والطائرات الروسية آلاف المنازل. في الأسبوع الماضي وحده لقي أكثر من مائة إنسان مصرعهم نتيجة هذا القصف.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
نقص في كل شيء
هناك نقص في ماء الشرب والطعام والكهرباء في حلب. وهذا ينطبق أيضاً على الجزء الغربي من المدينة، الذي يسيطر عليه النظام. غير أن معاناة السكان هناك لا يمكن نقلها للعالم الخارجي، حيث لا يسمح النظام بدخول الصحفيين إليها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
شوارع برائحة الموت
يندر أن يخرج النلاس إلى شوارع وأسواق حلب، خوفاً من القصف الجوي، يقول أحد مراسلي الإذاعة المحلية، "راديو حارة". أغلب المحالات التجارية مغلقة ولم تعد هناك حياة طبيعية. الحاضرة المليونية أضحت واحدة من أخطر مدن العالم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
بين السجن الصغير والسجن الكبير
بالرغم من أن الهدنة تمنح للناس متنفساً لبعض الوقت وتخفف من معاناتهم قليلاً، إلا أن سكان المدن المحاصرة يستمرون في العيش مقطوعين عن العالم الخارجي وعن المساعدات الإنسانية. ووصف الأب الفرنسيسكاني، فراس لطفي، الذي يوزع الماء والطعام، الوضع هناك قائلا: "هنا يعيش الناس وكأنهم في سجن كبير".
صورة من: Reuters/A. Ismail
9 صورة1 | 9
وشدد المسؤول الأممي على أنه "من الضروري جدا ضمان الترتيبات الأمنية اللازمة" من أطراف النزاع لتتمكن الشاحنات من التحرك، معولا على روسيا من جهة لممارسة ضغوط على النظام السوري وعلى الولايات المتحدة من جهة أخرى لإقناع الفصائل المقاتلة.
لم تتحرك قوافل المساعدات التي يفترض أن تؤمن الإمدادات إلى المناطق المحاصرة في سوريا رغم دخول هدنة حيز التنفيذ منذ الاثنين أدت إلى تراجع ملحوظ في أعمال العنف.
وصدرت اليوم عن موسكو وواشنطن تصريحات إيجابية بشأن الاتفاق حيث قال الكرملين إنه يزيد الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الاتفاق هو "آخر فرصة" للإبقاء على وحدة سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه لم يسجل حالة وفاة واحدة لمدنيين أو مقاتلين جراء القتال في الساعات الثماني والأربعين الأولى من وقف إطلاق النار في سوريا الذي بدأ العمل به ليل الاثنين. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن وقف إطلاق النار يجري بشكل جيد للغاية، على الرغم من بعض الانتهاكات، وأنه لا يزال صامدا، ويحمي الشعب السوري الذي دفع ثمنا باهظا.