استعملت طهران كلمات غير معهودة في تنديدها باتفاق روسي سعودي بشأن انتاج النفط، فهل يتعلق الأمر بانزعاج ظرفي وتجاري محض أم أن الأمر أكبر من ذلك؟
إعلان
ندد وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زانغنه في فيينا اليوم الاثنين (أول يوليو/ تموز 2019) بالطابع الأحادي الجانب للاتفاق بين روسيا والسعودية على تمديد خفض الانتاج النفطي، والذي أُعلن قبل الاجتماع، الذي تعقده منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اليوم بالعاصمة النمساوية.
وقال زانغنه للصحفيين: "ليس لدي مشكلة مع خفض الإنتاج. التحدي الرئيسي لأوبك هو الأحادية. على الأعضاء أن يتناقشوا ويتخذوا القرار معا".
وأضاف وزير النفط الإيراني: "ليس من معايير أوبك أن يتخذ شخصان قرارا خارج أوبك ثم توافق المنظمة بعد ذلك على القرار. هذا أكبر تهديد لأوبك".
وتأتي تصريحات زانغنه بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت، في أوساكا اليابانية، على هامش قمة مجموعة العشرين، إن روسيا اتفقت مع السعودية على تمديد اتفاق مع أوبك لخفض إنتاج النفط لفترة ما بين ستة وتسعة أشهر.
وكان وزير النفط الإيراني قد دعا قبل وصولها فيينا أعضاء منظمة "أوبك" إلى أن يتوحدوا ذاكرا أن طهران تؤيد التعاون مع الدول المصدرة للنفط من خارج أوبك. وقال زانغنه في تقرير للموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) قبل مغادرته طهران لحضور اجتماع أوبك في فيينا "بدون الوحدة بين أعضاء أوبك سيكون التخطيط للتعاون بين دول أوبك والدول غير الأعضاء أوبك غير مجد".
وتابع وزير النفط الإيراني: " إيران تؤيد التعاون مع الدول غير الأعضاء في أوبك ولكن ما دام بعض أعضاء أوبك معادين لأعضاء آخرين مثل إيران فإن التفاهمات مع الدول غير الأعضاء في أوبك ستكون غير مجدية ولا توجد فرصة للتعاون".
واعترضت طهران في الماضي على سياسات طرحتها السعودية خصمها اللدود قائلة إن الرياض قريبة جدا من الولايات المتحدة.
ص.ش/ح.ز (رويترز، أ ف ب)
انهيار سعر النفط.. يخلط أوراق اقتصاديات الدول المنتجة
يستمر سعر برميل النفط بالانخفاض. وتتسبب توقعات تعثر النمو الاقتصادي العالمي وطفرة في الإنتاج منذ أكثر من عام في انتشار أجواء انعدام الثقة التي قلصت بقوة من عائدات بعض الدول النفطية.
صورة من: picture-alliance/dpa
عارضت العربية السعودية قبل فترة وجيزة تقليص كميات إنتاج البترول لمواجهة المنافسة الأمريكية والخصم إيران. لكن ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يواجه هو الآخر وضعا صعبا. وصندوق النقد الدولي حذر من عجز كبير في الميزانية. والآن تريد السلطات السعودية إدراج ضرائب وإلغاء دعم بعض المواد الاستهلاكية والكهرباء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
من كان يتوقع ذلك؟ النرويج الغنية تشكو هي الأخرى من تدني سعر البترول. فالبترول من بحر الشمال جعل من بلد زراعي فقير إحدى أغنى دول العالم. لكن النرويج بدأت تغير سياستها في التركيز على النفط والغاز، وباتت تهتم أكثر باستغلال خيرات البحر من السمك.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Hagen
روسيا لا تئن فقط تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الغربية بل حتى بسبب نزول سعر النفط. في 2015 انخفضت القوة الاقتصادية في إمبراطورية فلاديمير بوتين بنحو 4 في المائة. والتداعيات هي انخفاض مستوى الأجور، والروبل فقد نصف قيمته أمام الدولار، والتوقعات ليست جيدة بالنسبة إلى 2016.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
نيجيريا هي أكبر منتج إفريقي للنفط. وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن نيته رفع مستوى النفقات الحكومية، وهو وعد قد لا يتحقق بسبب تدني الأسعار. والعديد من مشاريع البنية التحتية تظل جامدة. ويدر قطاع النفط ثلاثة أرباع عائدات البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليس فقط نيجيريا، بل العديد من الدول الأخرى تبني حساباتها على أسعار مرتفعة للنفط والنتيجة هي عجز في الميزانية. فمنذ منتصف 2014 تراجع سعر النفط بنحو 75 في المائة. ولا يتوقع خبراء عودة الأسعار إلى المستويات السابقة التي تعدت 120 دولارا للبرميل.
تعتزم إيران عرض نصف مليون برميل إضافية يوميا على سوق النفط بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وبذلك توجه إيران لنفسها ضربة موجعة، لأن الكمية المتزايدة تضغط على السعر نحو الأسفل. لكن إيران ترى سببا آخر لتراجع أسعار النفط، وهي سياسة خصمها العربية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Taherkenareh
الدول الخليجية الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة ما تزال تمتلك صناديق حكومية كبيرة. لكن دول الخليج الست تعاني مشتركة من عجز في الميزانية يصل إلى 260 مليار دولار، حسب بعض التوقعات.
صورة من: M. Naamani//AFP/Getty Images
فنزويلا تمتلك أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومولت الحكومة الاشتراكية طوال سنوات برامجها الاشتراكية بعائدات النفط، والآن أعلن الرئيس نيكولا مادورو مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية. ويتزامن تراجع سعر النفط مع تراجع شعبية مادورو.
صورة من: Reuters
بفضل تقنية استخراج النفط الصخري تحولت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أكبر منتج للنفط في العالم. لكن السعر المنخفض يجعل هذه التقنية غير مربحة. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم. ويستغل الناس هذه اللحظة لاقتناء سيارات كبيرة، وذلك يؤثر سلبا على البيئة.