1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا - اتفاق للتهدئة في جرمانا بعد توتر واشتباكات دامية

٢٩ أبريل ٢٠٢٥

توصل ممثلون للحكومة السورية ودروز في جرمانا إلى اتفاق نصّ على محاسبة المتورطين في هجوم دامٍ تعرضت له المنطقة، والحدّ من التجييش الطائفي، بعد توتر حاد بسبب تسريب صوتي اعتبر مسيئا للنبي محمد تبعته اشتباكات وسقوط قتلى.

قوى الأمن في جرمانا عقب الاشتباكات التي وقعت ليلا (29/4/2025)
"التوصل إلى اتفاق" لاحتواء التصعيد في جرمانا قرب دمشقصورة من: Syrian Interior Ministry Facebook Page/AFP

تتجه الأمور إلى التهدئة، في محيط دمشق بعد مواجهات أدت إلى مقتل 14 شخصا على الأقل، بينهم سبعة مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء في ضاحية جرمانا قرب  دمشق، وتعهدت السلطات "ملاحقة المتورطين" فيها.

ووقعت اشتباكات جرمانا  عقب انتشار تسجيل صوتي نسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات إلى النبي محمد. ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحة هذا التسجيل. وأفاد سكان لوكالة فرانس برس بسماع أصوات إطلاق رصاص وقذائف خلال الليل، مؤكدين تراجع حدتها صباحا. وفتح بعض المحال والأفران أبوابها، لكن الحركة بقيت خفيفة في الشوارع على وقع التوتر. 

وليل الثلاثاء، عقد مسؤولون عن محافظة ريف دمشق وأعيان جرمانا اجتماعا، تم بموجبه "التوصل إلى اتفاق" لاحتواء التصعيد، وفق ما قال ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا وأحد ممثليها في الاجتماع. ونص الاتفاق، الذي اطلعت فرانس برس على نسخة منه ونشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" لاحقا، على "تعهد بالعمل على محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير والعمل على تقديمهم للقضاء العادل"، إضافة إلى "توضيح حقيقة ما جرى إعلاميا والحد من التجييش الطائفي والمناطقي". وبحسب الاتفاق، يتعين على الجهات الحكومية "العمل مباشرة" على تنفيذ كافة بنوده.

وقتل 14 شخصا، هم سبعة مسلحين دروز وسبعة من قوات الأمن ومقاتلين موالين لها، خلال اشتباكات، اندلعت بحسب المرصد السوري، على خلفية "توتر تسبّب به انتشار تسجيل صوتي منسوب لمواطن درزي، تضمّن إساءات" إلى النبي محمد. وهاجم المدينة مسلحون من خارجها، بحسب السلطات ومصادر محلية والمرصد. وتحدّثت وزارة الداخلية عن "اشتباكات متقطعة" بين مسلحين "بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها"، أسفرت عن "قتلى وجرحى من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة". وفي حين أشار المرصد إلى أن المهاجمين كانوا "عناصر (من قوات) أمن ومسلحين تابعين لها"، لم تحدّد المصادر الأخرى هويتهم.

وخلال ساعات النهار، شاهد مصوّر في فرانس برس انتشارا كثيفا لمسلحين محليين عند  مداخل جرمانا، بينما انتشر عناصر تابعون لوزارتي الداخلية والدفاع على أطرافها في عربات مدرعة وأخرى مزودة رشاشات ثقيلة. كذلك، حلّقت في الأجواء مسيّرات تابعة لوزارة الدفاع. وتعهدت وزارة الداخلية "ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون ... وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي"، مضيفة أن "التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء لنبينا محمد" متواصلة.

وأكدت وزارة العدل من جهتها في بيان "أهمية اللجوء إلى القضاء كسبيل مشروع لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن". وقالت إنها "لن تتهاون في ملاحقة الاعتداءات"، داعية "المواطنين إلى الالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش".

وأفاد سكان تواصلت معهم فرانس برس عبر الهاتف، بأن الحركة كانت شبه معدومة في جرمانا الثلاثاء. وقال شاهد تحفظ عن ذكر اسمه خشية على سلامته، إن الاشتباكات اندلعت خلال الليل، تبعها إطلاق رصاص وقذائف بشكل متقطع. وقال "حوصرنا في منازلنا مع استمرار سماع رشقات متقطعة.. خلت الشوارع في حيّنا صباحا (الثلاثاء) من أي حركة". وقال أحد المسلحين المحليين المنتشرين قدّم نفسه باسم جمال، إنهم يطلبون من الناس ملازمة المنازل "حرصاً على حياتهم". أضاف "لم تشهد جرمانا يوما كهذا منذ سنوات طويلة، المدينة عادة مزدحمة وحيوية ولا تنام لكنها اليوم مدينة ميتة والجميع في بيته".

ردود فعل درزية

ونددت الهيئة الروحية لطائفة  المسلمين الموحدين الدروز  في جرمانا بـ"هجوم غير مبرر". ورأت في بيان أن "حماية أرواح المواطنين وكرامتهم وممتلكاتهم هي من أبسط مسؤوليات الدولة والأجهزة الأمنية"، محمّلة "السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة".

فيما دعا القياديان في الطائفة الدرزية بسوريا حمود الحناوي، ويوسف الجربوع، الثلاثاء، إلى "الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة". وقال شيخا عقل الطائفة الدرزية، الحناوي والجربوع، في بيان مشترك إن "مقام مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز تتقدم من أخوتها في الله بخالص المحبة والتقدير والإيمان، مؤكدة أن موقفها الوطني والديني عبر التاريخ لم يكن يوما إلا جنبا إلى جنب مع أبناء الوطن الواحد، وشعارها الدين لله والوطن للجميع". وأكد البيان أن مشيخة العقل "واثقة أن  سوريا  بوحدة شعبها وأراضيها قوية وعصية على المؤامرات، وهي من أصحاب الثوابت الوطنية والاجتماعية والدينية الإنسانية". وأشار البيان إلى أن "الأصوات النشاز التي ظهرت للمساس بالرسول الأكرم (النبي محمد) قد نفحت سمومها الفتنوية".

وأضاف الشيخان في بيانهما أن "كل من يصرح ويطال الرموز الدينية يتحمل العقوبة المجزية ويمثل نفسه، ولا يمكن أن يمثل رأي الجماعة من أبناء الطائفة المعروفية (الدرزية)".

فيما دان الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الزعماء الروحيين للدروز في سوريا، الاعتداءات التي وصفها بـ "الإرهابية المقيتة على الأبرياء الآمنين". واعتبر أن سوريا لا تزال "تحت وطأة فكر اللون الواحد والإقصاء أو الفرض وعدم الاستماع... كما كان النظام البائد الذي لا تزال مفاسده مخيمة على الأداء الحالي، بل وأكثر عمقا وفتنة في الوضع الراهن لما تأخذه من عناوين طائفية ممنهجة".

ف.ي/ع.ج.م (ا.ف. ب، رويترز)

مؤتمر لأكراد سوريا في القامشلي

02:31

This browser does not support the video element.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW