ألمانيا - ما هي "مراكز العبور"؟ وكيف ستكون وظائفها؟
٣ يوليو ٢٠١٨
اتفقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع وزير داخليتها هورست زيهوفر بعد خلاف دام أسابيع بشأن موضوع اللجوء، واتفقا على تأسيس ما يسمى بمراكز عبور على المعابر الحدودية مع النمسا. فما هي هذه المراكز وما هي وظيفتها؟
إعلان
تعتمد خطة العمل على خيارين ممكنين:
الأول: إنشاء مراكز عبور في ألمانيا، تستقبل طالبي اللجوء المسجلين لوقت قصير، بعدها يتم إبعادهم للدول الأوروبية المعنية (التي سُجلوا فيها لأول مرة في الاتحاد الأوروبي).
الثاني: الإبعاد المباشر على الحدود الألمانية النمساوية.
غير أن تفعيل السيناريوهين يبقى مشروطا باتفاقيات إدارية بين ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، بشكل تتم معه عملية إبعاد طالبي اللجوء من ألمانيا بشكل توافقي.
وفي حال أنجزت مثل تلك الاتفاقيات، يمكن إعادة اللاجئين للبلد الذي سجلوا فيه لأول مرة، أي البلد المسؤول، حسب القواعد الأوروبية، عن معالجة طلب اللاجئ المعني.
وماذا عن اللاجئين القادمين من بلدان لا تربطها اتفاقيات مع ألمانيا؟
في هذه الحالة يُبعد اللاجئين مباشرة من الحدود الألمانية. وبالتالي لا يزال من الضرور إبرام اتفاق مع النمسا بهذا الشأن.
وليس من الواضح بعدن عما إذا كانت النمسا مستعدة لإبرام مثل هذا الافاق. كما يجب تحديد المدة القصوى التي يقضيها طالبو اللجوء في مراكز العبور؟
مسائيةDW: ماذا بعد التوصل لاتفاق أوروبي بشأن الهجرة واللجوء؟
36:42
كيف ستكون مراكز العبور؟
يمكن أن تُحاط هذه لمراكز بسياج أو تكون على شكل خيام خاضعة لمراقبة أمنية. وستتواجد مباشرة على الحدود في "مناطق خارج الحدود" بمعنى عمليا فوق التراب الألماني، ولكن قانونيا ليس في ألمانيا.
وسيتم وضع طالبي اللجوء في هذه المراكز وستخضع ملفاتهم لمعالجة سريعة، ولن يُسمح لهم أثناء البت في ملفاتهم بمغادرة مركز العبور.
فكرة مراكز العبور ليست فكرة جديدة، فقد بحثها التكتل المسيحي في خريف 2015، غير أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي رفضها في حينه واعتبر مراكز العبور، مجرد "مراكز اعتقال".
هل سيوافق الاشتراكيون هذه المرة؟
ليس من المضمون بعد عما إذا كان الحزب الديموقراطي الاشتراكي سيوافق هذه المرة على فكرة "مراكز العبور" وهو الذي تحفظ عليها في الماضي، رغم رئيسة الحزب آندريا ناليس تسعى لإقناع رفاقها لتبني توجه براغماتي بشأن سياسة اللجوء.
وبهذا الصدد أوضح عزيز بوزكورت رئيسة مجموعة العمل الخاصة بموضوع الهجرة داخل الحزب أن مراكز العبور "غير مدرجة في اتفاق تشكيل الحكومة الائتلافية". وهذا ما يفتح الباب أمام كل السيناريوهات".
ح.ز/ م.س (وكالات / برلينه تسايتونغ)
ألمانيا - هل اُستبعد سيناريو الطلاق نهائيا من طريق التحالف المسيحي؟
خلاف المستشارة ميركل وحليفها البافاري زيهوفر جعل عقودا من الاتحاد بين حزبيهما على المحك. التوصل إلى تسوية الخلاف حول ملف الهجرة واللجوء لا يبدو أنه يُنهي التساؤلات حول مصير أعرق تحالف حزبي بألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"الحزب االشقيق"
تأسس الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) سنة 1945. الحزب الذي ترأسه حاليا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تحالف مع "شقيقه" الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) منذ تأسيسه تقريبا في 1949. ويجتمع الحزبان في "الاتحاد المسيحي"، الذي ينعت بالأقوى. إذ بقي الحزبان متحدين لعقود من الزمن في الانتخابات وعلى صعيد الحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
عمل مشترك منذ البداية
حسب الاتفاق بين طرفي الاتحاد، (المسيحي الديمقراطي، المسيحي الاجتماعي البافاري) فإن الحزبين لا يتنافسان فيما بينهما داخل أية ولاية فيدرالية. من هنا نجد أن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU) يتنافس في ولاية بافاريا فقط، في حين يركز المسيحي الديمقراطي (CDU) على الولايات الـ 15 الباقية. ويشكل نواب الحزبين كتلة واحدة داخل البرلمان الألماني، هي كتلة الاتحاد المسيحي.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Sanden
ميركل أول مستشارة عن التحالف المسيحي
ولأن كتلة الاتحاد المسيحي كانت هي الأكبر في البرلمان الألماني "البوندستاغ" بعد الانتخابات المبكرة عام 2005 فإن مرشحته أنغيلا ميركل، رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أصبحت أول مستشارة في ألمانيا. فقد قادت ميركل الائتلاف الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد خسارة المستشار الاشتراكي غيرهارد شرودر الانتخابات. في الصورة ميركل مع رئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
"حل توافقي جيد"
وصفت المستشارة ميركل الاتفاق الذي توصلت إليه مع ووزير داخليتها بأنه "حل توافقي جيد بحق". الخطوة من شأنها ان تنقذ الائتلاف الحكومي الهش من السقوط. الاتفاق يتضمن إقامة مراكز إيواء مؤقتة على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي، لكنه يحتاج إلى موافقة من الشريك الثالث في الإئتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Pförtner
سيناريو إنفصال الشقيقين هل هو مستبعد نهائيا؟
الخلاف بين حزبي الاتحاد المسيحي، هل طوي فعلا؟ بعد تراجع زيهوفر عن تقديم استقالته من وزارة الداخلية ورئاسة الحزب البافاري، إثر توصله لإتفاق مع المستشارة ميركل، يرى مراقبون أن الخلاف لم يطو بشكل تام وأن سيناريو "الانفصال" داخل الاتحاد ليس مستبعدا في المستقبل. إعداد: مريم مرغيش.