ترحيب ألماني وأممي وتشكيك تركي باتفاق وقف إطلاق النار بليبيا
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٠
تعالت الأصوات المرّحبة بوقف إطلاق النار في ليبيا بين قوات حكومة الوفاق وقوات "الجيش الوطني الليبي"، غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان له رأي آخر، فيما أرجعت مصر تحقيق الاتفاق إلى جهودها.
إعلان
رحب وزير الخارجية الألماني هيكو مايس اليوم الجمعة (23 أكتوبر/تشرين الأول 2020) باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الأطراف الليبية، متحدثًا عن أنه "يبشر بالتحوّل عن السير من المنطق العسكري إلى السير وفقًا للمنطق السياسي".
وتابع ماس في تصريح صحفي أن ليبيا لم تصل بعد إلى الهدف، لكنها أزالت عقبة كبيرة أمام التوجه نحو السلام، مضيفًا أن على الدول الأخرى دعم جهود السلام في ليبيا والتوقف عن التدخل في شؤونها.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ اتفاق وقف إطلاق النار "خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار" في البلاد، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي: "أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم"، معربًا عن أسفه لوقوع قتلى مدنيين في النزاع.
كما رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، اليوم الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار، متحدثًا عن أن "النجاح الذي تحقق اليوم جاء استكمالًا لأول اجتماع مباشر استضافته مصر في الغردقة نهاية سبتمبر الماضي".
وثمَّن المتحدث المصري اتفاق الفرقاء على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية، وتجنب التصعيد، داعيًا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الإسهام في الجهد الحالي، وضمان عدم التصعيد. وتدعم مصر بقوة قوات خليفة حفتر في الشرق الليبي.
من جانب آخر، شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في "مصداقية" وقف إطلاق النار "الدائم" الذي وقع عليه طرفا النزاع الليبي وبإمكانية استمراره.
وقال أردوغان إن "اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتم في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقل"، مضيفًا: "يبدو لي أنه يفتقد إلى المصداقية"، معتبرًا أن هناك حاجة لمزيد من الوقت لأجل الحكم عليه.
وأضاف أردوغان بين وقف إطلاق النار المعلن في ليبيا واتفاقات مماثلة أعلنت بين أذربيجان وأرمينيا حول النزاع بينهما خلال الأسابيع الأخيرة لكنها انتُهكت.
وتابع أردوغان، الذي دعّم بقوة قوات حكومة طرابلس المعترف بها من قبل الامم المتحدة: "تم إعلان وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان. هل التزم الأرمن بوعدهم؟ لا. آمل ألا يكون (مصير هذا الاتفاق) مماثلاً وأن يتم احترام وقف إطلاق النار".
ووقع طرفا الصراع في ليبيا الجمعة وقفًا دائمًا لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ "فورًا" بعد خمسة أيام من المحادثات في جنيف التي نُظمت تحت رعاية الأمم المتحدة.
إ.ع/ع.ج.م
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س