1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتهامات ضد الصحف الألمانية الصفراء بشن حملة موجهة ضد الإسلام

منذ الحادي عشر من سبتمبر تعرض عدد من المسلمين لمضايقات تارة واعتداءات تارة أخرى في أوروبا. خبراء يرون أن من أسباب ذلك هي هشاشة تناول بعض وسائل الإعلام لقضاياهم وآخرون يؤكدون أن الصحافة الصفراء تشن حملة موجهة ضدهم.

افتتاحيات صحف ألمانية 12 سبتمبر 2001صورة من: AP

لا يختلف اثنان على أن العديد من المسلمين ومؤسساتهم في أوروبا تعرضوا لمضايقات واعتداءات منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول. ويرى الخبراء أن الأسباب في ذلك تعود إلى الصورة المشوهة التي تنقلها وسائل الإعلام للرأي العام الأوروبي عن الأقلية المسلمة. وتحمّل بعض استطلاعات الرأي ودراسات المراقبين وسائل الإعلام الألمانية مسؤولية تشويه صورة الإسلام والأقلية المسلمة في ألمانيا، عازية ذلك إلى أنها تلجأ إلى الأحكام المسبقة في إطار معالجتها للقضايا الإسلامية. وتخص هذه الاستطلاعات بالذكر الصحافة الصفراء أو صحافة الإثارة. وفي الوقت ذاته يتهم المسلمون بأنهم لا يبذلون الجهود اللازمة من أجل الاندماج في المجتمع الألماني والانفتاح عليه وبأنهم لم يتنصلوا بوضوح من موجات التطرف التي يشهدها دينهم.

حملة موجهة

بعض الصحف الصادرة عن دار أكسل شبرينغر للنشرصورة من: dpa

وبغض النظر عن اختلاف وجهات نظر المهتمين بالموضوع، يجمع المراقبون على أن وسائل الإعلام الألمانية عندما تتناول مواضيع الإسلام والمسلمين تركز غالبا على إشكاليتي الإرهاب وحقوق المرأة، ناسية أو متناسية المواضيع الأخرى. وبينما يبدو اختيار هذين الموضوعين المثيرين متحاملا على المسلمين ودينهم، تختلف طرق وآليات معالجة وسائل الإعلام للموضوعين المذكورين. ففي حين تتناولهما وسائل إعلام رزينة مثل قناتي التلفزيون الأولى والثانية (ARD) و(ZDF) أو صحف ومجلات جدية مثل (فرانكفورتر ألغماينه) أو ( دير شبيغل) بإسهاب ومن وجهات نظر تحليلية ومفصلة، نلاحظ أن الصحف الصفراء (المثيرة) ونخص هنا صحافة الناشر الألماني الكبير أكسل شبرينغر وبعض قنوات التلفزيون الخاصة تكتفي بمعالجة القضايا الإسلامية بشكل سطحي، لدرجة أن بعض المراقبين يؤكدون أن وسائل الإعلام هذه تشن عن قصد حملات تحريضية تهدف بشكل واضح إلى تشويه صورة المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص.

صورة لا تتناسب مع الحقيقة

مقر دار النشر أكسل شبرينغر في برلينصورة من: dpa

وفي هذا الخصوص قال عضو المجلس الإداري لمجلس المنظمات الإسلامية في مدينة هامبورغ مصطفى يولداس في حديث خص به موقعنا إن ما يضايقه هو الصورة المشوهة التي تنشرها وسائل الإعلام الصفراء عن المسلمين ودينهم، مشيرا إلى أن هذه الصورة لا تتناسب مع حقيقة الدين الحنيف وإلى أن هذه الصحف لا تفرق بين مصطلحات الإسلام والإسلاموية والتطرف. وأعرب المسؤول عن امتعاضه من صحف الناشر أكسل شبرينغر مثل صحيفة (بيلد)، قائلا إن صحف شبرينغر تقوم بذلك عن قصد. وعزا يولداس نظرة الرأي العام السلبية للإسلام بالقول إن صحافة شبرينغر تمتنع عن قصد عن نشر معلومات إيجابية عن الإسلام والمسلمين، في حين تتهافت هذه الصحف على معلومات أخرى تسيء إلى الإسلام.

.... وحتى هيستيرية

الصحيفة الصفراء "بيلد" تذكر بأحداث أيلول بعد عام من وقوعها

من جانبه يرى بروفسور علم الإنسان فيرنر شيفاور أن تناول مواضيع الإسلام والأقلية المسلمة في ألمانيا لا يكون دائما موفقا في وسائل الإعلام الألمانية. وقال شيفاور في حديث مع موقعنا إن الصورة التي تنقلها الصحف والمجلات وقنوات التلفزيون الألمانية لا تنقل الحقيقة عن الإسلام، معربا عن انتقاده لوسائل الإعلام الألمانية التي تنقل منذ سنوات صورا "هيستيرية" عن الدين الإسلامي ومعتنقيه. وسمى الأكاديمي طرق تعامل الصحافة الألمانية المكتوبة منها والمقروءة بـ" الموجات الدعائية"، مقسما هذه الموجات إلى موجة عام 2003 التي تناولت ما يسمى هنا بـ" نقاش الحجاب" وموجة عام 2004 التي ركزت على مقتل المخرج الهولندي تيو فان غوخ. أما الموجة الثالثة فيقول البروفسور إنها كانت مقرونة بنقاش (المجتمعات المحاذية) في إشارة من واضعي هذا المصطلح إلى أن الأقلية المسلمة تشكل في البلاد الألمانية مجتمعات محاذية أو موازية دون الاهتمام بالاندماج في المجتمع الألماني. ويؤكد شيفاور أن هذه الموجات تدل على أنه في حين لم يحصل شيء يستحق الذكر في ألمانيا، تنقل وسائل الإعلام صورة هستيرية عن الوضع وتحاول مقالات كثيرة تحذير الرأي العام الألماني من خطر الإسلام والمسلمين.

الاندماج هو الحل الأنسب

لا للمجتمعات المحاذيةصورة من: dpa

أما على الصعيد السياسي فيطالب وزير داخلية ولاية برلين إرهارت كورتينغ الأقلية المسلمة ببذل الجهود من أجل الاندماج في مجتمع الأغلبية (المجتمع الألماني) والانفتاح عليه. وتسائل المسؤول بالقول: ماذا فعلت الأقلية المسلمة في السنوات الأخيرة من أجل الانفتاح على المجتمع الألماني؟ وختم كورتينغ كلامه بالقول: الإنسان يخاف فقط من إنسان آخر يجهله، ولهذا فإنني لا أطالب فقط مجتمع الأغلبية الألماني بالانفتاح على الأقلية المسلمة، بل أناشد هذه الأقلية أيضا القيام بخطوات في هذه الاتجاه من أجل التغلب على الأحكام المسبقة، الأمر الذي يصب في مصلحة الجانبين.

دويتشه فيله

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW