فيما واصلت روسيا شن غارات جوية في سوريا على ما قالت إنها منظمات إرهابية وسط اتهامات لها باستهداف المعارضة السورية "المعتدلة" وبالتسبب بسقوط مدنيين، وهو ما اعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "هجوما إعلاميا" على بلاده.
إعلان
أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس (الأول من أكتوبر/تشرين أول) استعداده "لحرب إعلامية" بعد الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية في المنفى للطيران الروسي بالتسبب بسقوط ضحايا مدنيين خلال أولى ضرباته في سوريا الأربعاء مؤكدا أن هذه الاتهامات أعدت حتى قبل أن تقلع الطائرات الروسية في الأجواء السورية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرولافروف رفض "الشائعات التي تفيد بان أهداف هذه الضربات لم تكن تنظيم الدولة الإسلامية عارية عن الصحة تماما" مضيفا أنه لم يتلق "أي معلومات" عن وقوع ضحايا مدنيين جراء القصف.
وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا قد أعلن لوكالة فرانس برس الأربعاء أن 36 مدنيا بينهم نساء وأطفال قتلوا في ضربة جوية روسية في منطقة حمص، منددا بشدة بـ"القصف الوحشي". من جانبه أعلن المجلس التركماني السوري ومقره تركيا في بيان أن 40 مدنيا قتلوا في الضربات الجوية الروسية في قرية تلبيسة وحدها قرب حمص وأن من بين القتلى تركمان.
إلى ذلك أعلن اليوم ثالث فصيل على الأقل منضوي تحت لواء "الجيش السوري الحر" استهدافه في الغارات الجوية التي تشنها روسيا، حيث قال قائد لواء "صقور الجبل السوري"المعارض، الذي تلقى تدريبا بإشراف المخابرات المركزية الأمريكية في قطر والسعودية، إن غارتين روسيتين استهدفتا اليوم الخميس معسكر تدريب تابعا لهم بنحو 20 صاروخا.
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
وأكد مصدر أمني سوري أن أربع طائرات حربية روسية أغارت على مقرات لـ"جيش الفتح"، الذي يشمل جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، ومجموعات إسلامية على غرار "أحرار الشام"، وهو يواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية" وهو تحالف تموله على الأخص دول خليجية.
من جانبه أكد المتحدث الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف اليوم في حديث مع وكالة الأنباء الروسية "إيتار تاس"، إلى أن موسكو ستوفر الدعم للجيش السوري في قتاله ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف إعلاميا باسم داعش) والجماعات الإرهابية والمتشددة الأخرى، موضحا أن هناك قائمة تضم هذه الجماعات الإرهابية. وأضاف: "في الواقع، إن هذه الجماعات معروفة، وبالطبع، يتم تحديد الأهداف بالتنسيق مع القوات المسلحة السورية".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس إن طائراتها قد شنت 12 غارة جوية على الأقل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. و وقالت الوزارة في بيان لها إنه "تم تدمير مقر للتشكيلات الإرهابية ومستودع ذخائر في منطقة إدلب، إضافة إلى نقطة قيادة للمسلحين تتألف من ثلاث طبقات في منطقة حماه". في الوقت نفسه، قامت روسيا بنشر كتيبة من قوات مشاة البحرية (المارينز) لحراسة قاعدة جوية يستخدمها سلاح الجو التابع لها بالقرب من مدينة اللاذقية، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية.