اتهامات للسلطات المغربية بإساءة معاملة مهاجرين أفارقة
٢٠ يناير ٢٠٢٠
لم تقتصر اتهامات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على السلطات المغربية فقط بل شملت الإسبانية أيضا على خلفية التعامل مع مهاجرين أفارقة. بيد أن اتهامتها للسلطات المغربية كانت أشد وأقسى، فما فحوى هذه الاتهامات؟
إعلان
اتهمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اليوم الاثنين (20 يناير/ كانون الثاني 2020) السلطات المغربية بالاعتداء على مهاجرين أفارقة وبإساءة معاملتهم واحتجازهم في مخيمات غير قانونية شمال المغرب. وتقول الجمعية إن هذه المخيمات لا تراعي الحقوق الأساسية للمهاجرين ولا كرامتهم الإنسانية.
وكشف عمر ناجي نائب، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة الناظور، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن قيام السلطات المغربية باحتجاز مجموعة من المهاجرين في مخيم بويافار البعيد عن المدينة بثلاثين كيلومترا، واصفا المخيم بغير القانوني لكونه لا يخضع لمراقبة القضاء.
واتهم ناجي السلطات الإسبانية والمغربية بخرق القانون معا عندما سمحت الأولى لقوات الأمن المغربية بدخول الأراضي الإسبانية لاعتقال ما يناهز 35 مهاجرا ولاجئا اقتحموا معبر فرخانة الحدودي ودخلوا مدينة مليلية من أجل إعادتهم إلى مخيم أركمان (20 كيلومترا عن الناظور) الذي يعاني فيه الأفارقة ظروف إقامة صعبة.
ووصف ناجي سلوك السلطات المغربية بـ "الانتقامي" بسبب "إقدامها على الإغارة على مخيمات المهاجرين في غابات منطقة الشمال وحرقها لأكواخهم المؤقتة المصنوعة من البلاستيك التي تقيهم البرد القارس والأمطار. واتهم ناجي السلطات المغربية بعدم مراعاة ظروف إقامتهم القاسية ولا تواجد النساء والأطفال ضمنهم.
وأبدى فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة الناظور قلقه من الوضع الصحي للمهاجرين واللاجئين الأفارقة الذين يعانون من سوء التغذية وغياب الأدوية وظروف العيش الصعبة التي يواجهونها في مخيمات الاعتقال المغربية قبل ترحيلهم إلى بلدانهم.
يشار إلى أن السلطات المغربية لم تعلق رسميا على هذه الاتهامات حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
أ.ح/ع.ش (د ب أ)
مهاجرون أفارقة عالقون في المغرب وعيونهم معلقة على أوروبا
هي معاناة مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء الكبرى أرادوا أن يكون المغرب ممراً إلى الفردوس الأوروبي. إلا أنه ما لبث أن أضحى مقراً لهم. ولم يجدوا أمامهم غير الجبال لتأويهم والسماء لتزيدهم برداً في فصل الشتاء القاسي.
صورة من: Ayadi Motadamina
حلم موؤد
أحلام المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى تنهار مجرد وصولهم إلى المغرب. فالحدود المغربية الإسبانية، ومعبر سبتة ومليلية، تحول دون بلوغهم "الجنة": أوروبا.
صورة من: DW/Ilham Talbi
الجبال والغابات مأواهم
بعد صدمة الواقع المرير، يجد المهاجرون أنفسهم بعيدين عن الفردوس الأوربي وبدون منازل تأويهم. فيتجهون نحو الجبال والغابات في المغرب، ليصنعوا لأنفسهم مأوى في انتظار الفرج. ويعتبر جبل "غوروغو" بالناظور/ شمال المغرب، واحداً من الأمكنة التي يقطن فيها المهاجرون الأفارقة نظراً لقربه الجغرافي من مليلية.
صورة من: DW/Ilham Talbi
بطالة وعوز
الكثير من الشباب المهاجر يعلق بالمغرب والقليل جداً يفلح في الوصول بطريقة ما إلى أوروبا. معظم الشباب يعاني من بطالة وفقر مدقع. ويزيد الوضع سوءاً عدم أخذ ذلك بالحسبان؛ إذ قد يبقى البعض عالقاً في المغرب لمدة قد تتجاوز السنة بلا نقود.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
نساء يذقن الأمرّين
معظم النساء المهاجرات لا يأتين وحيدات. بل برفقة أطفالهن وأحياناً كثيرة يرافقن أزواجهن. هن الأخريات يعانين من غياب مأوى يقيهن شر البرد والتحرش والتعنيف.
صورة من: DW/Ilham Talbi
أطفال يتضورون جوعاً
تأمين الأكل والشرب للأطفال هو الشغل الشاغل للمهاجرات من الأمهات. فبعد أن تأكدن من صعوبة العبور إلى وجهتهن الأولى يبقين في مصارعة مع ظروف الحياة الصعبة والحرمان من أبسط شروط العيش.
صورة من: DW/Ilham Talbi
المرض بالمرصد
الشباب القادم من دول جنوب الصحراء لا يحمل في جعبته غير حقيبة صغيرة للملابس، وأخرى كبيرة خيالية مليئة بالأحلام الوردية. يعجز البعض عن إكمال الطريق إلى أوروبا نتيجة الوقوع فريسة للمرض.
صورة من: Ayadi Motadamina
المجتمع المدني والحكومة يفعلان ما بوسعهما
مساعدة المهاجرين لا تقف عند مدهم بالأكل والشرب بل تتعداها إلى أمور أخرى: الخدمات الصحية، والسكن، والإدماج في المجتمع. حيث تعمل جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب الحكومة، لإنقاذ المهاجرين من وطأة الغربة والبطالة والمرض. وتعتبر "ماما حاجة" واحدة من النساء اللواتي كرسن حياتهم للعناية بصحة هؤلاء المهاجرين. إعداد مريم مرغيش