اتهامات سعود القحطاني بالضلوع في تعذيب ناشطة سعودية
٧ ديسمبر ٢٠١٨
قال مصدران مطلعان إن سعود القحطاني المساعد البارز لولي العهد السعودي والذي أقيل لدوره في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، أشرف شخصيا على تعذيب ناشطة واحدة على الأقل هذا العام.
إعلان
كشفت مصادر متطابقة الطريقة التي تتم بها معاملة الناشطات السعوديات لمعتقلات وأن مجموعة من الرجال أشرفوا على تعذيبهن من خلال التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد في الفترة بين مايو/ أيار وأغسطس / آب في منشأة احتجاز غير رسمية في جدة.
ووصفت المصادر المجموعة المؤلفة من نحو ستة رجال بأنها مختلفة عن المحققين المعتادين الذين رأتهم الناشطات من قبل وقالت إنهم ينتمون (للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز) الذي كان القحطاني رئيسه في ذلك الوقت أو إلى جهاز أمن الدولة.
وظل سعود القحطاني يشغل منصب مستشار لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حتى أكتوبر/ تشرين الأول عندما أقيل ثم فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بسبب مقتل خاشقجي الذي كان كاتبا لمقالات الرأي في صحيفة واشنطن بوست. وقالت المصادر إن القحطاني كان حاضرا عند تعذيب إحدى الناشطات على الأقل.
ولم تتمكن رويترز من الوصول للقحطاني منذ إقالته في أكتوبر تشرين / الأول. وقال مسؤول سعودي إن مزاعم إساءة المعاملة والتعذيب لمحتجزات "كاذبة... ولا تمت للحقيقة بصلة".
وأضاف المسؤول ردا على أسئلة من رويترز أن الاحتجاز "تم على أساس اتهامات متعلقة بالإضرار بأمن واستقرار المملكة".
وقال المسؤول إن السلطات تحترم حقوق المحتجزات القانونية وإنهن يتلقين رعاية طبية واجتماعية ويتلقين زيارات من أسرهن ولهن الحق في توكيل محامين.
والناشطات من بين أكثر من 12 ناشطة بارزة تعرضن للاحتجاز منذ مايو أيار وسط حملة أمنية أوسع استهدفت أيضا رجال دين ومفكرين. ويقول نشطاء إن 11 امرأة لا يزلن رهن الاحتجاز من بينهن الأربعة اللاتي قيل إنهن تعرضن للتعذيب.
وتأتي تلك الاتهامات فيما تحاول الرياض تجاوز تبعات مقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر تشرين الأول. وكان خاشقجي مقربا لفترة طويلة من العائلة الحاكمة ثم تحول لانتقاد الأمير محمد وعاش في منفى اختياري في الولايات المتحدة منذ العام الماضي.
وقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول مما ألحق ضررا بسمعة ولي العهد ووضع الرياض تحت تهديد فرض عقوبات عليها.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الشهر الماضي إن ثلاث ناشطات على الأقل تعرضن للتعذيب لكن المنظمتين لم تتحدثا عن تورط القحطاني في الأمر.
وأغلب الناشطات كن من الداعيات لحق النساء في قيادة السيارات ومن المطالبات بإنهاء نظام ولاية الرجل.
وقال مصدران، طلبا عدم ذكر اسميهما خشية التعرض للانتقام، لرويترز إن القحطاني كان داخل الغرفة في عدة مناسبات فيما تعرضت إحدى المحتجزات الأربعة للتحرش والصعق بالكهرباء. وأضاف المصدران أنه هدد المرأة بالتعرض للاغتصاب والقتل. وقالا إن محتجزتين أخرتين تعرضتا لإهانات جنسية وجلد وصدمات كهربائية حولت إصبع إحداهن للون الأزرق. وقال أحد المصدرين إن الرجال أجبروا محتجزة أخرى على تقبيل محتجز آخر فيما كانوا يشاهدون الأمر.
السعودية ـ أزمات دبلوماسية متلاحقة في عهد ولي العهد الطموح
تزداد حدة الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا بشكل غير مسبوق، غير أن هذه الأزمة ليست الأولى، إذ شهدت الرياض منذ تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد أزمات دبلوماسية مع دول بينها ألمانيا بسبب ملفات أبرزها ملف حقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
الأزمة بين مونتريال والرياض
االأزمة بين السعودية وكندا هي أحدث الأزمات الدبلوماسية في عهد محمد بن سلمان والتي بدأت بسبب انتقادات وجهتها السفارة الكندية للمملكة بشأن حقوق الإنسان، وذلك على خلفية اعتقال نشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي. الأمر الذي اعتبرته السعودية تدخلاً في شؤونها الداخلية واتخذت قرارات تصعيدية تجاه كندا مست الطلاب السعوديين الدراسين هناك والمرضى والرحلات الجوية.
صورة من: picture alliance/AP/G. Robins/The Canadian Press
سحب السفير السعودي من برلين
في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2017، استدعت السعودية سفيرها في برلين، عندما انتقد وزير الخارجية آنذاك زيغمار غابريل السياسة الخارجية السعودية تجاه كل من لبنان واليمن. وبعدها قامت الرياض بسحب سفيرها من ألمانيا، ولم يتم إرجاعه لحد الآن، بالرغم من إبداء الحكومة الألمانية حينها رغبتها في عودة السفير السعودي إلى برلين، كما عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية عن أملها في العمل على تحسين علاقات الجانبين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
الأزمة مع قطر بتهمة دعم الإرهاب
بدأت الأزمة مع قطر قبل أكثر من عام عندما أطلقت فضائيات ومواقع إماراتية وسعودية هجوماً كاسحاً على الدوحة متهمة إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها مصر والسعودية والإمارات والبحرين تنظيماً إرهابياً. على إثر ذلك قطعت الدول الأربعة علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، وشنت حملة حصار عليها لاتزال مستمرة. من جهتها نفت قطر دعم أي تنظيم متطرف.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Faisal
الخلاف مع لبنان بسبب الحريري
الأزمة مع لبنان بدأت إثر اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته المفاجئة من الرياض، وظهر التصعيد بعد إقرار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بتعرض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاحتجاز هناك في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، ما أدى إلى نشوب توتر في العلاقات بين البلدين. من جهته نفى الحريري والرياض احتجازه في السعودية رغما عنه. وبعد تدخل دولي شارك فيه ماكرون غادر الحريري المملكة وعدل عن استقالته.
صورة من: picture-alliance/ MAXPPP/ Z. Kamil
بين طهران والرياض أكثر من خلاف
الأزمة السعودية مع إيران وصلت إلى أشدها بعد أن قام محتجون في طهران باقتحام مبنى السفارة السعودية احتجاجاً على قيام المملكة بإعدام الزعيم الشيعي البارز نمر باقر النمر . ويذكر أنه قد تم اضرام النار في أجزاء من مبنى السفارة وتدمير أجزاء أخرى في الهجوم عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى القبض على خمسين شخصاً من جانب السلطات الإيرانية، ودفع السعودية مطلع عام 2016 إلى قطع علاقاتها مع إيران.
صورة من: Reuters/M. Ghasemi
تركيا والخلاف حول زعامة العالم الإسلامي
بالرغم من تاريخ العلاقات التركية السعودية التي تميزت في كثير من الأحيان بتعاون اقتصادي وتعاون عسكري، إلا أن تصريحات بن سلمان بشأن تركيا كشفت النقاب عن خلافات جوهرية بين البلدين. ومما جاء في هذه التصريحات أنه "يوجد ثالوث من الشر، يضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية". كما أوضح أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة ".
الخلاف مع مصر تسبب بعقوبة نفطية
قبل تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، عرفت العلاقات السعودية المصرية توتراً منتصف أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وذلك عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب. كما وقعت مصر والمملكة اتفاقية تؤول بموجبها ملكية جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في البحر الأحمر إلى الرياض، تبعتها احتجاجات مصرية. وكان الرد السعودي وقف تزويد القاهرة بشحنات شهرية من منتجات بترولية.
صورة من: picture-alliance/AA/Egypt Presidency
السويد تتهم الرياض بأساليب القرون الوسطى
في آذار/ مارس 2015 استدعت الرياض سفيرها في ستوكهولم بسبب انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم لسجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، وخصت بالذكر منها القيود المفروضة على النساء ووصف حكم القضاء السعودي بجلد المدون السعودي المعارض رائف بدوي بأنه من "أساليب القرون الوسطى". إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/TT News Agency/Annika AF Klercker
8 صورة1 | 8
ولم يتسن لرويترز معرفة إن كان القحطاني قد كان في الغرفة خلال عمليات التعذيب التي تعرضت لها المحتجزات الأخريات لكن المصدرين قالا إن كل من ارتكبوا التعذيب بحق المحتجزات كانوا من "جماعة القحطاني".
وقال مصدر ثالث إن القحطاني تحدث إلى العديد من المحتجزات في مايو أيار عندما نقلن في البداية من الرياض إلى جدة وقال لهن إن عقوبة الخيانة هي السجن 20 عاما أو الإعدام.