اتهامات لنائب رئيس حكومة ولاية بافاريا بمعاداة السامية
٢٦ أغسطس ٢٠٢٣
بعد تقرير لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" اتهمت فيه نائب رئيس حكومة ولاية بافاريا هوبرت آيفانغر بتوزيع منشور ضد السامية عندما كان تلميذاً، طالبت أصوات بإجلاء الحقيقة. آيفانغر نفى الاتهامات قائلاً إن شخصاً آخر ألف المنشور.
إعلان
طالب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية ماركوس زودر، نائبه هوبرت آيفانغر بالرد على اتهامات موجهة له بتوزيع منشور معاد للسامية إبان فترة دراسته في المدرسة. وعلى هامش زيارة في مدينة اوغسبورغ، قال زودر الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إن "هذه الاتهامات يجب إجلاؤها الآن وبشكل تام".
وتعليقاً على ما أوردته الصحيفة حول هذا المنشور، قال زودر: "هناك اتهامات خطيرة مطروحة. هذا المنشور محقر للبشر ومثير للاشمئزاز".
آيفانغر ينفي: شخص آخر ألف المنشور
في غضون ذلك نفى نائب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية هوبرت آيفانغر الاتهامات الموجهة إليه بتأليف المنشور. ونقل متحدث باسم حزبه (الناخبون الأحرار) عن آيفانغر قوله في بيان مكتوب صدر اليوم السبت (26 آب/أغسطس 2023): "لم أؤلف الورقة المذكورة وأعتبر محتواها مثيراً للاشمئزاز ومحقراً للبشر".
وأضاف آيفاغنر أن "مؤلف الورقة معروف بالنسبة لي وسيعلن عن نفسه بنفسه".
شقيق آيفانغر: أنا من ألف المنشور المعادي للسامية
وبالفعل اعترف شقيق آيفانغر رئيس حزب "الناخبون الأحرار"، الشريك في الائتلاف الحاكم في الولاية بأنه هو من ألف المنشور المعادي للسامية قبل أكثر من 30 عاما خلال فترة دراسته في المدرسة والذي يواجه شقيقه اتهامات بكتابته.
ونقل متحدث باسم الحزب مساء اليوم السبت بيانا شخصيا لشقيق آيفانغر قال فيه: "أنا مؤلف المنشور الذي أُعْيْد نشره في الصحافة".
وقال شقيق آيفانغر الذي يكبر نائب رئيس حكومة بافاريا بعام: "أنأى بنفسي عن هذا المحتوى الذي لا يوصف من أي ناحية وأشعر بالندم بشدة حيال تداعيات هذا الفعل. كنت غاضبا تماما آنذاك لأنني رسبت في المدرسة. كنت لا أزال قاصرا آنذاك".
وكانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية أوردت تقريراً عن المنشور. وقال متحدث باسم حزب "الناخبون الأحرار" الذي يتزعمه آيفانغر للصحيفة إنه "لم يقم بعمل شيء كهذا" وإنه سيتصدى لهذه "الحملة القذرة" بالطرق القانونية إذا تم نشرها.
ومن جانبه طالب مفوض الحكومة الاتحادية لمعاداة السامية، فيلكس كلاين، بضرورة ترك آيفانغر منصبه في حال ثبوت تلك الاتهامات. وقال كلاين لصحيفة "بيلد أم زونتاغ": "إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فإن السيد آيفاغنر غير مقبول من وجهة نظري كنائب لرئيس وزراء بافاريا أو في أي منصب آخر".
وأضاف كلاين: "مثل هذه التصريحات اللاإنسانية حول ضحايا المحرقة لا يجوز لأي شخص الإدلاء بها، ولا حتى الشباب"، مشدداً على ضرورة أن يكون هذا "موضع إجماع جميع الأحزاب الديمقراطية".
خ.س/أ.ح (د ب أ)
مؤلفة كتب الأطفال يوديث كير ومغامرة الهروب من النازيين
تحتضن رفوف الكتب على مستوى العالم القصص التي دونتها يوديث كير. روت يوديث كير في كتبها قصة هروبها كطفلة مع والديها اليهوديين من المانيا النازية. إليكم في هذه الجولة المصورة أبرز محطات ذلك الهروب.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Stache
طفولة سعيدة
يوديث كير (يمين) ترعرعت في أحضان عائلتها في برلين، وشقيقها ميشاييل أكبر منها بعامين. وأطفال الكاتب المسرحي المعروف ألفريد كير كانوا يتمتعون بحريات كثيرة. ووالدتها يوليا كانت تعزف على البيانو في البيت. وفي طريقها إلى المدرسة كانت يوديث تشتري في الغالب أقلاما ملونة وترسم قصصا عايشتها مع صديقاتها. ولم تكن تحب كثيرا الحساب والقراءة.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الأب كير يتحدث عبر الراديو
ألفريد كير كان مناهضا قويا للنازيين. وابتداء من ربيع 1932 كان له برنامج إذاعي في كل يوم اثنين. وخوفا من تهديد النازيين حافظ عليه الأبوان في مكان سري بعيدا عن الأطفال. وفي عيد الميلاد عام 1932 أمكن ليوديث وشقيقها لأول مرة الذهاب إلى السينما. وهذان الطفلان لم يكونا يدركان أنهما مهددان كعائلة يهودية.
صورة من: picture-alliance / akg-images
أدولف هتلر والنازيون يستولون على السلطة
في 30 يناير/ كانون الثاني 1933 تم تنصيب أدولف هتلر، زعيم الحزب النازي كمستشار. بعدها بدأت التحولات السياسية تتبلور بسرعة كبيرة. كانت عائلة كير تعيش في برلين غرونيفالد، والأطفال لا يتعرفون بصفة مباشرة على تلك التحولات السياسية، لكنهم يشعرون بقلق الوالدين. وروايتها المخصصة للشباب سمتها يوديث كير :" عندما سرق هتلر الأرنب الوردي".
صورة من: picture alliance/Mary Evans Picture Library
الأيام الأخيرة في عاصمة الرايخ
في فبراير 1933 لزم الأب المصاب بزكام حاد السرير. والنازيون استولوا على السلطة، وفي كل مكان ببرلين تُنظم مواكب استعراضية. والنقابيون ومعارضو النظام تعرضوا للاضطهاد، وبدأت موجات الاعتقال الأولى. وألفريد كير تلقى لحسن الحظ إنذارا بأن جواز سفره سيصادر. وفي 15 فبراير/ شباط فر ليلا في آخر لحظة عبر الحدود إلى براغ.
صورة من: picture-alliance/AP Images
مغامرة الهروب إلى سويسرا
يوديث وشقيقها لم يفشيان شيئا عن هرب الأب. والأم بدأت في جمع الحقائب وحتى رسوم الأطفال بريشة يوديث أخذتها معها. وفي يوم الانتخابات البرلمانية في 5 مارس/ آذار 1933 صعدت العائلة في قطار باتجاه سويسرا، وهناك التقوا مجددا بالأب. والأطفال الصغار أدركوا السفر إلى المنفى كمغامرة كبيرة.
صورة من: Judith Kerr/Seven Stories
حرق الكتب 1933
ككاتب يهودي ظل ألفريد كير مهددا من طرف النازيين. وفي 10 مايو/ أيار 1933 تم إحراق الكتب أمام جامعة هومبولد ببرلين. أما كتب ألفريد كير فقد ألقت بها الجماهير المهللة وسط النيران على غرار كتب مهاجرين آخرين مثل توماس وهاينريش مان وإريش كيستنر وفرانتس فيرفيل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
محطات الهروب: لوغانو وزوريخ ثم باريس
يوديث كانت في التاسعة من عمرها عندما انتهت طفولتها الهادئة بسبب الهرب إلى الخارج. والأخوان يُعتبران الآن أطفالا مهاجرين، والعائلة لا حيلة لها، إذ تركت خلفها كل ما تملكه "البيانو لم يعد موجودا ولا الألعاب وحتى الأرنب الوردي" كما كتبت لاحقا. وفي باريس سكنت عائلة كير بعد سفر طويل شقة مجهزة بالأثاث.
صورة من: DW/K.Schlusen
المعاناة من الفقر
كغيرهم من اليهود قام النازيون بمصادرة ملكية عائلة كير. عانت الأسرة في المنفى من فقر مدقع. غير أن يوديث كانت معجبة بالغربة واللجوء. "كانت باريس رائعة" كما قالت يوديث مضيفة، أن الأب كير كان بالكاد يستطيع إعالة الأسرة بالكتابة. وبسبب نقص المال غادروا باريس وانتهى بهم الأمر عام 1936 في فندق رث للمهاجرين في لندن.
صورة من: Archiv der Akademie der Künste
أوقات صعبة في لندن
في الأول من سبتمبر/ أيلول 1939 تسبب النازيون في انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية. والعائلة اليهودية النازحة تلقت الكثير من التضامن من طرف الانجليز. " الناس كانوا ظريفين معنا للغاية وتحلوا بالشجاعة. وفي نهاية المطاف كنا نُنعت بأننا المان، كما جاء في مذكرات يوديث التي بدأت تطور مشاعر وطنية تجاه مدينتها الجديدة.
صورة من: picture-alliance/United Archives/WHA
بريطانيا الوطن الجديد
بفضل منحة بدأت يوديث (يمين) الدراسة في مدرسة خاصة. وقد منحتها بعض الأعمال كمدرسة رسم ومحررة لدى مؤسسة بي بي سي بعض الاستقلالية عن الأبوين. أما والدتها فاشتغلت من حين لآخر كمترجمة لدى الأمريكيين حتى في محاكمات نورنبيرغ. وفي 1947 تمسك يوديث فخورة جواز سفر في يديها ـ كمواطنة بريطانية.
صورة من: picture-alliance/TopFoto/United Archives
نجاح كتب الأطفال
يوديث كير تدون كتبا للأطفال: وفي عام 1968 صدر كتاب "The Tiger Who came to Tea"، وتلقت المساعدة في تدوينها من طرف زوجها نيغل كنيل الذي تعرفت عليه داخل مؤسسة بي بي سي، والرسوم كانت بيد كير بأقلام ملونة وممسحة. وظلت يوديث حتى في سنها المتقدم على طاولة الرسوم ونسجت قصصا للأطفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Sambraus
ملايين النسخ من كتاب للأطفال
كتب الأطفال من يوديث كير تلقى رواجا عبر العالم، إذ أن الأطفال يحبون قصصها الممتعة. وكتابها الشهير في المانيا "عندما سرق هتلر الأرنب الوردي" هو موجه أيضا للكبار، وهي تحكي فيه قصة عائلتها المهاجرة. وفي عام 1974 حصلت بفضل الكتاب على الجائزة الألمانية لكتب الشبيبة.
صورة من: Ravensburger
وطنها عالم الكتب
يوديث كير تفضل المجيئ إلى المانيا من أجل القراءة للأطفال. وكانت تزور بانتظام موطنها القديم برلين حيث عرضت كتابها الجديد. وفي عام 2016 كانت تسافر لعرض كتابها "Mister Cleghorn´s Seal" وهي في سن الثالثة والتسعين.
صورة من: DW/Heike Mund
الرسوم كبلسم حياة
ظلت بريطانيا لأكثر من 80 عاما وطنها الجديد. "كنت سعيدة جدا في إنجلترا"، كما حكت في عام 2017 بلغتها الألمانية الجميلة حول طفولتها ببرلين. وفي مقابلة متلفزة لسلسلة وثائقية من إنتاج دويتشه فيله بعنوان " بعد الهرب" حكت يوديث عن هربها والحياة كنازحة في لندن. وهذه الذكريات تظل حية ضمن كتبها حتى بعد وفاتها في 2019.