اتهامات متبادلة بين تركيا والأكراد بخرق وقف إطلاق النار
١٩ أكتوبر ٢٠١٩
تبادلت القوات التركية والقوات الكردية السورية المتصارعة في شمال سوريا الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار المبرم بوساطة الولايات المتحدة. وكانت أنقرة وواشنطن قد توصلتا إلى اتفاق مشروط لتعليق العملية العسكرية.
إعلان
اتهمت تركيا السبت (19 أكتوبر/ تشرين أول 2019) القوات الكردية بانتهاك اتفاق قضى بتعليق الهجوم التركي في شمال سوريا مقابل انسحاب المقاتلين الأكراد من منطقة محاذية لحدودها. وقالت وزارة الدفاع التركية إن "وحدات حماية الشعب الكردية / حزب العمال الكردستاني قاموا بـ14 خرقا خلال آخر 36 ساعة". وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب ميشليات تابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.
وأوضحت الوزارة أن 12 من الهجمات جاءت من رأس العين في شمال شرق سوريا، وواحدة من تل أبيض وأخرى من منطقة تل تمر، مضيفة أنه تم استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة بما في ذلك الصواريخ.
وفيما أكدت أنقرة أن "القوات المسلحة التركية تلتزم بشكل كامل باتفاق المنطقة الآمنة، الذي توصلت تركيا والولايات المتحدة إليه في 17 تشرين أول/ أكتوبر الجاري"، دعت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جانبها اليوم السبت الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة التركية للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية ، في بيان السبت:"ندعو نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو اللذين أبرما الاتفاق مع الجانب التركي، إلى إلزام أنقرة بتنفيذ عملية وقف إطلاق النار وفتح الممر لإخراج الجرحى والمدنيين المحاصرين وفق التفاهمات على ذلك مع الجانب الأمريكي ".
وأضاف البيان :"رغم التواصل المستمر مع الجانب الأمريكي والوعود التي قدمت من قبلهم لحل هذه المشكلة إلا أنه لغاية الساعة لم يحدث أي تقدم ملموس".
وكانت أنقرة وواشنطن قد توصلتا إلى اتفاق لتعليق العملية العسكرية، يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، وانسحاب "العناصر الإرهابية" من المنطقة. ووافقت تركيا على تعليق هجومها على سوريا لمدة خمسة أيام، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان حذر الجمعة من أنه سيستأنف عملية واسعة النطاق ضد القوات الكردية إذا لم تنسحب من "منطقة آمنة" تريد تركيا إقامتها بمحاذاة حدودها داخل سوريا.
ووافق أردوغان على الهدنة خلال محادثات في أنقرة يوم الخميس مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تناولت وقف الأزمة الإنسانية التي أجبرت نحو مئتي ألف مدني على الفرار في شمال شرق سوريا وتهدئة المخاوف الأمنية من احتمال فرار الآلاف من أسرى تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تتعرض للهجوم التركي.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الروسية السبت إن وفدا من المسؤولين الروس التقى بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس الجمعة لمناقشة الحاجة لخفض التصعيد في شمال شرق البلاد. وأضافت الوزارة في بيان "ركزت النقاشات على الموقف الراهن ’على الأرض' في سوريا في ضوء تصاعد التوتر في شمال شرق البلاد... جرت الإشارة إلى الحاجة لاتخاذ إجراءات لخفض تصعيد الموقف وضمان الأمن في تلك المناطق".
ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ